الأخبار

«المكنسة» تبتلع أرزاق الغلابة

 

113
لم تلقَ العاصفة الممطرة التى شهدتها الإسكندرية منذ صباح أمس، بظلال غضبها فقط على المنازل والشوارع، ولكنها تسببت فى ضياع مصادر رزق أشخاص لا يملكون سوى بضاعتهم، ورأس مالهم مرهون بمخازنهم التى أغرقتها مياه الأمطار فى ثوانٍ معدودة.
أحمد فارح أحد شباب منطقة أبيس التى تعتبر واحدة من أكبر المناطق العشوائية بالإسكندرية، يشكو الحال باكيا من ضياع مصدر رزقه هو و4 شباب آخرين، حيث كانوا يعملون بمشروع لتربية الدواجن والطيور بالمنطقة، الذى أصبح مصدر رزقهم البسيط كان قد ساعدهم فى البدء فيه أحد رجال الأعمال، وما أن تمكنوا من الاستمرار فيه دون دعمه حتى أصبح رزقهم الوحيد.
فارح يقول لـ«الشروق»: إن «جميع الطيور والدواجن تعرضت للغرق دون أن يستطيعوا إنقاذها»، مضيفا أنهم انشغلوا بإنقاذ منازلهم التى تشردت بالفعل، ففوجئوا بغرق الدواجن.
فيما تعرضت العديد من المحال التجارية للحرق، إثر حدوث ماس كهربائى نتيجة اختراق مياه الأمطار للدوائر الكهربائية، حيث تعرض أحد محال الملابس الجاهزة بشارع صفية زغلول بمحطة الرمل للحرق، ودمرت جميع محتوياته.
وقال محمود مصطفى صاحب المحل، إن مصدر رزقه الذى كان يتمثل فى بضاعته التى تقدر بنحو 200 ألف جنيه، ضاع فى ثانية بعد نشوب حريق، تبين أنه إثر حدوث ماس كهربائى بسب مياه الأمطار، قائلا «حسبنا الله ونعم الوكيل فى اللى سايب محطات الكهرباء من غير صيانة وكل شتا تسبب كوارث للغلابة».
أصحاب المحال بالمنشية عبروا عن تضررهم من الخسائر التى لحقت بهم للمرة الثانية على التوالى خلال أسبوعين، والتى وصلت لمئات الآلاف، قائلين إن «الخسائر لم تلحق فقط بأصحاب الفرش الموجودة بالطرقات وإنما طالت كذلك جميع محلات المنطقة وتسببت فى غرق البضاعة بداخلها»، نافين ما تردد بشأن صرف تعويضات لهم من وزيرة التضامن الإجتماعى أو رئيس الحى، قائلين: «محدش جالنا ولا سأل فينا أصلا».
كذلك تعرض أحد محال الأجهزة الكهربائية بمنطقة باكوس للحرق، إثر حدوث ماس كهربائى، وقال مينا بيشوى صاحب المحل الذى سيطرت عليه حالة بكاء هيستيرية، إن «الخسائر التى لحقت به تقدر بمئات الآلاف»، لافتا إلى أن المحل به مخزن كبير للبضاعة، مضيفا أن العناية الآلهية أنقذته هو والعمال من موت محقق.
إلى ذلك، استقبلت نقابة الصيادلة شكاوى من عدد من أصحاب المحلات التجارية بغرق أدواتهم جراء غرق الصيدليات بالمياه وعدم استطاعتهم شفط المياه قبل اختراقها لمخازنهم.
الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى