اخبار عالمية

فرنسا تدعم مصر عسكريا

 

كشفت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية، في تقرير نشرته أمس، عن السبب وراء الدعم العسكري الذي تقدمه دول الاتحاد الأوروبي لمصر، وخاصة فرنسا وألمانيا وبريطانيا، وأرجعت ذلك إلى تزايد الخوف والقلق المتنامي من تأثير الجماعات المتطرفة وزيادة الهجرة على الأمن في أوروبا، موضحة أن دعم استقرار مصر هو الخيار الوحيد لضمان أمن واستقرار دول المتوسط وبالتالي القارة الأوروبية.

المجلة الأمريكية: باريس دعمت الجيش المصري بـ8 مليارات دولار.. ومصر الخيار الوحيد لضمان أمن الشرق الأوسط

وتساءلت المجلة الأمريكية عن سر مساعدة أوروبا لمصر وخاصة في المجال العسكري، واصفة العلاقات “المصرية – الفرنسية” بالوثيقة باعتبار مصر حليفا استراتيجيا عسكريا للتعامل مع التهديدات الإرهابية المحتملة على تجارتها في الشرق الأوسط، إلى جانب أزمة المهاجرين من دول البحر الأبيض المتوسط، ما يدعو فرنسا لتحويل مصر إلى قوة رئيسية في المنطقة واتخاذ خطوات ملموسة لتحقيق ذلك، حيث تحدث الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند عن تلك النقطة في معرض حديثه خلال صفقة لبيع أحدث المعدات العسكرية الفرنسية من طائرات وسفن لمصر وتحديد جدول زمني لسلسلة من المناورات المشتركة بين الجانبين، فضلاً عن أن الأسطول المصري سيحظى بدعم الأقمار الفرنسية بغرض المراقبة والاستطلاع.

وبحسب المجلة فإن حلف “ناتو” أقام مع مصر أيضاً قنوات دبلوماسية وتنسيقا مشتركا للحد من الأزمة الليبية، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تُعد وسيلة لتبادل المعلومات الاستخباراتية عن ليبيا وأزمة المهاجرين، وتابعت المجلة أن مصر تحظى بدعم فرنسي كبير يصل إلى 8 مليارات دولار من خلال صفقات الأسلحة والمعدات العسكرية، كما نقلت المجلة تصريحات مهمة لمسؤول سابق في الأمن القومي الإسرائيلي، قال فيه “إن البحرية المصرية أصبحت أقوى من أي وقت مضى، حيث تمتلك البحرية المصرية أعلى تجهيز على الصعيد عالمي”.

وكشفت “فورين أفيرز” في تقريرها، أمس، عن السر وراء كل هذه التدابير والمساعي الأوروبية لجعل مصر أقوى من أي وقت مضى، موضحة أنه “مع تزايد الإرهاب وعدد اللاجئين الذين يعبرون المتوسط لدخول أوروبا، ونظراً للاضطراب في معظم البلدان العربية بالمنطقة، فإن مصر هي الدولة الوحيدة بالشرق الأوسط المستقرة والقادرة على تأمين حدود أوروبا الجنوبية”، وقالت المجلة إن القوى الأوروبية الأخرى استخدمت نفس المنطق الذي اتبعته فرنسا في سياستها، حيث سارعت بريطانيا إلى عقد مناورات مشتركة بين البلدين، وقال السفير البريطاني لدى مصر جون كاسون خلال حضوره المناورات المشتركة “أن مصر وبريطانيا فتحتا صفحة جديدة في التاريخ العريق بين البلدين”.

وفي الوقت ذاته، سعت برلين إلى عقد شراكة عسكرية مُركزة مع القاهرة في العام الماضي، حيث نقلت 4 غواصات ألمانية إلى الأسطول المصري بالإسكندرية، وزارت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مصر الشهر الجاري، وأقرت بأن مصر راعية أمن وسلامة حدود أوروبا الجنوبية في البحر المتوسط، وبالنسبة لألمانيا فإن قضية اللاجئين أمراً أساسياً وتأمل برلين في أن تتمكن القاهرة من الوساطة بين أوروبا وتركيا للحد من اللاجئين السوريين عن طريق “البلقان”.

وعلى الرغم من إصدار القاهرة قوانين صارمة للحد من ظاهرة المهاجرين غير الشرعيين عبر المتوسط، فإن الاتحاد الأوروبي حريص أيضاً على إيجاد شركاء آخرين بالمنطقة، بالإضافة إلى مصر.

وعبر الأوروبيون عن بالغ سعادتهم وارتياحهم بالتوقيع المرتقب على اتفاقية بين الاتحاد الأوروبي ومصر تهدف إلى تعزيز علاقة القاهرة مع المؤسسات الأوروبية.

واختتمت المجلة تقريرها بالقول إن “تحويل مصر إلى قوة رئيسية تدعم أهداف الاتحاد الأوروبي في منطقة البحر الأبيض المتوسط سيتطلب المزيد من استثمارات الاتحاد الأوروبي في الاقتصاد المصري الضعيف والمزيد من الصفقات لتحديث وتنويع مصادر الأسلحة في مصر”.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى