نصيحة أميركية تؤجل الهبة الإيرانية

بيروت: أعلن الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني عن تقديم هبة إيرانية للجيش اللبناني، خلال زيارته إلى بيروت نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي. لكن يبدو أن هذه الهبة دخلت مرحلة التجميد بقرار خارجي – داخلي، بالرغم من حاجة الجيش الللبناني إلى كل مساعدة ترده، في حربه مع جبهة النصرة وتنظيم الدولة الاسلامية في جرود عرسال.

وبما أن هذه الهبة قد تقوض مجلس الوزراء، في ضوء تصاعد التوتر بين حزب الله وتيار المستقبل، يتم استبعادها من بنود جدول أعمال كل جلسة. ونقلت جريدة الشرق الأوسط عن مصادر عليمة بتفاصيل الهبة الايرانية قولها إن تمنيًا أميركيًا وصل إلى مسؤولين لبنانيين بألا يتسرع لبنان بقبول هبة طهران، حتى يتلقى الجيش اللبناني كل الهبات الممنوحة له، “فإن احتاج مزيدًا من العتاد، يتم حينها بحث الهبة الايرانية، مع تأكيد هذه المصادر أن واشنطن لم تدفع بيروت باتجاه رفض الهبة، وإنما باتجاه تأجيلها إلى حين.

من هذا المنطلق، يتجنب رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام طرح موضوع الهبة الإيرانية في الجلسات الحكومية، ولا يلح وزراء حزب الله على إدراجها في جدول الأعمال، تأجيلًا لأي بند خلافي قد يعطل العمل الحكومي، خصوصًا أن لبنان يعيش بلا رئيس.

لم تتبلغ طهران أو بيروت أي اعتراض خارجي على الهبة الإيرانية للجيش اللبناني،  والأمر سيبحث في خلال زيارة وزير الدفاع اللبناني سمير مقبل إلى إيران في 17 الجاري.

وفي إطار التعليق على الهبة الإيرانية، ذكر مصطفى علوش، القيادي في تيار المستقبل، في حديث لجريدة الشرق الأوسط، بموقف التيار القائل بوجوب أخذ أي هبة للجيش تتناسب مع عتاده وعديده وعلاقاته مع الدول المانحة بعين الاعتبار. وقال: “يجب أن تبدي الدولة مصلحتها على كل المصالح الأخرى، خصوصًا إذا كان الميزان يميل إلى الخسارة منه إلى الربح بما يتعلق بهذه الهبة، باعتبار أن هناك هبات أخرى للجيش مستمرة منذ أكثر من 10 سنوات، والمطلوب اتخاذ القرار الصحيح إذا كانت الهبة تهدد استمرار هبات أخرى”.

وكان شمخاني أعلن عن تقديم هبة إيرانية لدعم الجيش اللبناني في معركته ضد الإرهاب، طالبًا من وزارة الدفاع اللبنانية رفع لائحة بالتجهيزات التي يحتاجها الجيش.

ونقلت الشرق الأوسط عن مصادر قولها إن إيران مستعدة لتزويد الجيش اللبناني بصواريخ تاو مع القواذف المخصصة لها، وبمناظير ليلية، وبمدافع هاون من عيار 120 ملم، وأخرى من عيار 60 ملم مع ذخائرها، وذخائر دبابات ت 55 وت 62 روسية الصنع، وذخائر لمدافع 155ملم ورشاشات ثقيلة مع ذخائرها.

وتأتي هذه الهبة مزاحمة لأخرى أعلن عنها رئيس الوزراء السابق سعد الحريري الأسبوع الماضي من قصر الإليزيه بفرنسا، متوقعًا وصول معدات للجيش اللبناني قريبًا في إطار هبة قدرها 3 مليارات دولار، قدمتها السعودية لتسليح الجيش اللبناني عبر فرنسا.