الأخبار

فنية تحاليل في مستشفى أبو كبير: فرحة المصابين بـ«المسحة السلبية» زي الطالب بنتيجته

رغم صغر سنها بين جميع أفراد الأطقم الطبية بمستشفيات العزل المُخصصة لعلاج ومتابعة حالات الاشتباه والإصابة بفيروس كورونا المُستجد في محافظة الشرقية، إلا أن “آية” كان لها نصيب كبير في أن تعيش لحظات السعادة للمصابين فور علمهم بنتيجة الفحوصات وتأكد شفائهم.

“كلموني علشان زميل حصل عنده ظرف واعتذر، وعرفوني إني لو موافقة أروح العزل يبقى لازم أكون عند المستشفى خلال 10 دقايق”، بهذه الكلمات بدأت “آية سمير” 21 سنة، فنية تحاليل بمعمل تحاليل مستشفى أبو كبير المركزي في محافظة الشرقية، حديثها لـ”الشروق”، عن كواليس عملها وتولي مسئولية إجراء المسحات والفحوصات اللازمة للمصابين بفيروس كورونا المُستجد داخل مستشفى العزل بمنطقة شيبة في مدينة الزقازيق.

حضور “آية” لمبنى العزل كان قرارًا حاسمًا وسريعًا من جانبها، لكن سبقه مساندة وتشجيع من جانب أسرتها: “مفكرتش في الموضوع ولبست بسرعة واتحركت وأسرتي اتفاجأت زيي بالضبط، لكنهم شجعوني، وأمي جابت لي الشنطة بتاعتي على مبنى العزل تاني يوم لأني ملحقتش آخد حاجة معايا”، قالتها آية، في إشارة إلى التضحية التي غلبت على شعورها وأسرتها، قبل أن تُضيف: “كل واحد لازم يؤدي دوره في الفترة الصعبة اللي البلد بتمر بيها، وأنا بعتبر شغلي دا واجب وطني، رغم إني بدأت عملي من حوالي 9 شهور بس، لكن الحمد لله سعيدة جدًا بالتواجد ضمن الفريق الطبي لمواجهة الأزمة”.

وتطرقت آية للحديث عن كيفية أخذ “المسحة” من الحالات المشتبه في إصابتها والمصابين بالفيروس: “المسحة بتتاخد عن طريق 2 من السواب البلاستيكية، بناخد مسحة من الأنف، ودي مش بتاخد وقت أكتر من 10 ثواني، لكنها مؤلمة جدًا، أما مسحة الفم بتبقى عادية وغير مؤلمة على الإطلاق”.

وتابعت: “أصعب حاجة لما بناخد مسحة من طفل، بيكون خايف وبيعيط وبحاول أهديه وألعب معاه علشان أقدر آخد المسحة، واللي ممكن توصل لربع ساعة على ما يهدى الطفل ويستجيب وأقدر آخد المسحة”.

آلام مسحة الأنف قد تكون صعبة وغير محتملة بالنسبة لمرضى الجيوب الأنفية، وفق ما أكدته آية: “بتبقى مؤلمة جدًا وصعبة ليهم.. في مرة كنت باخد مسحة لممرضة كانت مصابة وعندها حساسية جيوب أنفية، والمشكلة إنها كل ما كانت تعمل مسحة تطلع إيجابية والموضوع اتكرر معاها أكتر من مرة، وكان وشي حلو عليها وطلعت سلبي مرتين وخرجت وأول ما بلغتها بكت من الفرحة ومكانتش مصدقة، وعرفت منها إنها لما كانت بتعمل المسحة قبل ما تيجي مبنى العزل كان بيحصل لها نزيف في أنفها بسبب الجيوب الأنفية”.

وأردفت: “المصابون بيكونوا مستنيين نتيجة المسحة على نار وكأنهم بالضبط زي طلاب الثانوية العامة قبل نتيجتهم ما تظهر، لكن دي بتبقى أصعب شوية.. لو النتيجة سلبية بنسمع زغاريد وفرح وردود أفعال مبهجة، لكن لو إيجابية مش ببلغ أنا بيها وبقول لحد من التمريض يبلغ بيها، وبصراحة كلنا هنا كفريق طبي بنتسابق علشان نبلغ بنتيجة المسحة السلبية، أما الايجابية بندعي لهم ربنا يعافيهم ويتحولوا سلبي”.

وعن كواليس وطبيعة الحياة داخل مبنى العزل، تقول آية: “أغلب الناس هنا عندهم طاقة إيجابية ومتفائلين جدًا وحالتهم النفسية عالية، وعلى طول بيقرأوا أو يسمعوا قرآن، وأنا بصراحة اتعلمت منهم في الحاجة دي زي ما بيقولوا على طول.. الحمد لله اللي يجيبوا ربنا كويس”.

وأشارت إلى الدور الكبير الذي يلعبه اهتمام الدكتور هشام مسعود، وكيل وزارة الصحة بالشرقية، بالفريق الطبي، وأثر ذلك على ارتفاع نسب الشفاء: “الدكتور هشام دايمًا بيشجعنا ومهتم بينا وعلى طول بييجي هنا ومتواصل معانا وعامل مجهود جبار، ولما بيجي المعمل بيراجع ويتأكد إن المسحات في الثلاجة والعلبة وهيا فاضية من غير المسحة لازم تتحط في الفريزر”.

واختتمت آية حديثها بالإشارة إلى تخوفها من “المسحة” التي ستخضع لها فور انتهاء أيام عملها بمبنى العزل: “شايلة هم المسحة لما ياخدوها مني قبل ما أخرج، والموضوع مؤلم وصعب، دا غير الألم النفسي إنك في مكان لوحدك بعيد عن أهلك”، قبل أن توجه رسالة لجموع الناس: “الوقاية خير من العلاج ويا ريت الناس ما تنزلش من بيوتها غير للضرورة، وأي حاجة يشتروها يعقموها بالكحول ويحافظوا على التباعد الاجتماعي.. إحنا هنا علشانكم، وانتوا يا ريت تلتزموا علشان كل اللي هنا”.

shorouknews

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى