الأخبار

من أعلى منصة القضاء إلى سيارة الترحيلات

276

 

 

في رحلة سيارة الترحيلات من الإسكندرية إلى القاهرة، كان يجلس شيخ القضاة السبعيني برزانته ولحيته البيضاء ونظارته السوداء متهما بالتعذيب، فلم يكن نائب رئيس محكمة النقض السابق أنه سيتحول من أعلى منصة القضاء إلى خلف القضبان، فهو شيخ القضاة، الذي ثار على ظلم وتزييف السلطة الحاكمة في عهد مبارك وأزمة القضاة الشهيرة عام 2006، عندما كشف عن التزوير الفاضح للانتخابات البرلمانية في 2005، ولم يكتف بذلك، بل إنه عاد عام 2009 ليثورعلى تلك الاوضاع من جديد، وقدم استقالته من القضاء، وهو يأمل في التغيير: “أعتبر أن استقالتي صرخة احتجاج في وجه الأوضاع الحالية بالقضاء، وأتمنى أن تحدث نوعًا من الجدية لإصلاحه”.

 

المستشار محمود الخضيري، نائب سابق رئيس محكمة النقض المصرية، وأحد زعماء حركة استقلال القضاء، ورئيس نادي قضاة الإسكندرية السابق، شارك في ثورة 25 يناير، وأصبح نائبا في أول برلمان عقب ثورة 25 يناير.

 

يحسبه الكثيرون على جماعة الإخوان المسلمين، لانتمائه لتيار الاستقلال الذي كان دائما ما يدعم الجماعة ، والرئيس المعزول محمد مرسي،ولكنه كان مرشحا فرديا في الانتخابات البرلمانية، وتولى رئاسة اللجنة التشريعية بمجلس الشعب.

 

ورغم أن المستشار الخضيري، كان أحد المشاركين في اعتصام رابعة العدوية، وأشاد بصمود المعتصمين، وقال في إحدى كلماته من الاعتصام “الفريق السيسي كان رجلنا نحن، والرئيس مرسي أعطاه السلطة ثم انقلب عليه، وأنا أحذركم أنه تم القضاء على هؤلاء الناس سيكون أول عمل له القضاء عليكم أنتم يا من ستعطونه التفويض، فهو إنسان لم يحافظ على الأمانة”.

 

وكان أحد الداعمين للرئيس المعزول محمد مرسي، إلا أنه خرج في تصريحات صحفية حملت رسالة للجماعة، في 23 سبتمبر، قال “تحلوا بالتهدئة الكاملة والهدوء ولم الشمل، اجتمعوا جميعاً وحاولوا أن تضعوا خطة للخروج من ذلك المأزق، الأزمة كبيرة خاصة بعدما هزمتم هزيمة ساحقة، كونوا على ثقة بأن محمد مرسى لن يرجع، ومن الحمق أن نتظاهر أملا في رجوعه.. الشعب انقلب على ضعفه وأخطائه وخسرتم في الشارع بشكل ساحق، وكانت هذه النتيجة طبيعية، وبالتالي الوسطية والرشد والتعقل في الأمور وإعادة تكوين علاقة مجتمعية قوية ستكون في صالحكم”.

 

ومع هذه التصريحات الهادئة، والظهور الإعلامي القليل للرجل، فاجأته قوات الأمن بالقبض عليه بتهمة تعذيب المحامي أسامة كمال في ميدان التحرير، وحتى الآن لم يظهر ماذا ستحمل الأيام القادمة للرجل.

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى