الأخبار

أول الناس خروجا على مبدأ المساواة في الأمم المتحدة

6القاهرة – أ ش أ

دعا الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، الحكام والمسئولين العرب وعلماء المسلمين بضرورة توخي الحذر من المؤامرات التي تدبر وتحاك بأوطانهم وتستهدف وحدة شعوبهم من خلال صناعة الفتن وبؤر التوتر والاقتتال والإرهاب، معلنا عن أسفه تجاه بعض الدول العربية التي تشارك الأمم المتحدة في تدمير قطر عربي شقيق مثلما جري للعراق وليبيا وسوريا وغيرها، على حد قوله.

وقال الطيب، في مقابلة خاصة مع التليفزيون المصري بثت اليوم “الجمعة”، إنه لا يجوز مطلقا مقارنة خطبة النبي في خطبة الوداع وبين الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، كون النبي حقق وأقر المساواة والسلام للعالمين والناس جمعيا في ظرف عشرين عاما، في حين أن أول الناس خروجا على مبدأ المساواة في الأمم المتحدة هم القائمون عليها”.

وأشار إلى أنه من المستحيل إقرار السلام بالعالم دون إقراره في فلسطين، مستغربا في الوقت ذاته من توافر السلام والأمن للمواطن الأمريكي والأوربي دون غيره بالمجتمعات الأخرى..

وقال: “وكأن الدول الكبرى لا تريد للمنطقة أن تنعم بالسلام”، داعيا الحكام والمسئولين العرب وعلماء المسلمين إلى التمسك بإقرار السلام مع توخي الحذر من المؤامرات التي تستهدف أوطانهم وشعوبهم، محذرا في الوقت ذاته بشدة من خطورة استخدام علماء بعينهم لخدمة سياسات معينة أو لأغراض شخصية على حساب صالح ومصالح المجتمعات العربية والإسلامية.

وأضح الإمام الأكبر أن الإسلام أقر أن الإنسان على استعداد أصيل ومفطور في طبيعته لأن يكون مسالما ومتوائما ومتوافقا مع غيره ومع الآخر، وأن دراسات الفقه الإسلامي تقرر في باب العلاقات الدولية أن علاقة المجتمع الإسلامي بغيره من المجتمعات الأخرى “اللاإسلامية” هي علاقة سلام.

وقال شيخ الأزهر إن “مجتمع المسلمين لا يجوز له أن يبدأ في قتال الغير ما لم يبدأ هذا الغير القتال معه”، موضحا أن الإسلام أباح القتال بشرط أن يكون في سبيل الله مصداقا لقول الله عز وجل “وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين” (سورة البقرة) وقال الطيب موضحا نص الآية الكريمة :”إذن الذين لا يقاتلوننا لا نقاتلهم”.

وطالب الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، المجتمع الدولي ومجلسه بتفعيل المبادئ التي أنشأت من أجلها الأمم المتحدة وهي إقرار السلام ووضع الضوابط لعدم تكرار ظاهرة الحرب العالمية الأولى والثانية وما خلفتها من كوارث إنسانية.. وقال الطيب “في الحقيقة لقد بدأت الأمم المتحدة بداية طيبة ولم تستطع أن تحافظ على هذه البداية وكنا ننتظر وفقا لمواثيقها أن ينعم العالم بالسلام على مدى 66 عاما ومنذ تاريخ نشأتها عام 1948.

واختتم الدكتور أحمد الطيب مقابلته قائلا :”رأينا أن منظمة الأمم المتحدة كثيرا ما تقف بجانب المستبدين والمعتدين ضد المظلوم باستخدام ما يسمى ب- “الفيتو” وبهذا فرغت قضية السلام برمتها من مضمونها”، مشيرا إلى أن كثيرا من مواقف الأمم المتحدة عبرت بشدة عن عجزها في مواجهة المعتدين الذين يعيشون على امتصاص دماء الآخرين، لافتا إلى أن واقع الأمثلة على ذلك كثيرة.

الشروق

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى