الأخبار

رسالة “علماء إيران” إلى الرئيس مرسي تثير سخطاً في مصر

2019

بعض مستشاري المرشد الاعلي للثوره الايرانيه علي خامنئي وقعوا علي الرساله الموجهه للرئيس مرسي

اثارت رساله وجهها 17 عالماً ومفكرا ايرانياً من بينهم بعض مستشاري المرشد الاعلي للثوره الايرانيه الي الرئيس المصري محمد مرسي، ونصحوه فيها بـ”تبني تعاليم الخميني وولاية الفقيه في بناء الدوله”، ردود فعل غاضبه في مصر.

وطالبت بعض القوي السياسيه وعلماء السنه المصريين الرئيس مرسي برفض هذه الرساله واعتبروها تدخلا في الشان الداخلي.

وتوضح الرساله ان الحق في حكم المجتمعات البشريه “يعود الي الله ورسوله واهل البيت“، مطالبه مرسي “بعدم الاكتراث بالضغوط الدوليه ومايسمي بالحركه التنويريه المتاثره بفكره فصل الدين عن شؤون السياسه و الثقافه والاقتصاد”.

وقال احمد عارف المتحدث باسم الاخوان المسلمين ردا علي هذه الرساله انه “علي طهران ان تكف عن الطعن في عقائد اهل السنه، واتخاذ منهج السباب والتجريح”.

وكتب عصام العريان نائب رئيس حزب الحريه والعداله علي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك يقول ان مصر لن تكون ايران ولا افغانستان ولا باكستان، ولن تكون شبيها ببلد اخر في نظامها السياسي ولا تطورها الاجتماعي.

واضاف العريان: “مصر ستبقي الحره الموحده المستقله المتسامحه، بازهرها العريق، اقدم جامعه مؤسسيه في التاريخ، الحارس اﻷمين للغه القران وعلوم الدين، والقائم علي نشر دعوه الله في ربوع العالمين، وبكنيستها الوطنيه المستقله عن كل كنائس المسكونه، تحفظ قانون اﻹيمان اﻷرثوذكسي كما حفظه اباء الكنيسه الاولون”.

من جهته، نفي رئيس بعثه رعايه المصالح الايرانيه بالقاهره السفير مجتبي اماني في تصريح رسمي ان من يكون من وجه الرساله هو قائد الثوره الإيرانيه ايه الله علي خامنئي.

واوضح ان الرساله وجهها سبعه عشر مفكرا بينهم عدد من رؤساء واساتذه الجامعات الايرانيه للرئيس المصري “وقاموا بكتابتها بصفتهم الشخصيه وليس بصفه حكوميه”.

واضاف بان “المفكرين الايرانيين شرحوا في رسالتهم رؤيتهم في ايران لبناء دوله حديثه وكيفيه مواجهه ايران للتحديات التي اعقبت ثورتها في ضوء تجربتها الخاصه دون ان يكون هناك بالرساله مساله ولايه الفقيه”.

وتابع في تصريح بثته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسميه المصريه قائلا ” حتي لا نجد انفسنا في فخ التضليل الاعلامي اطالب بالاطلاع علي هذه الرساله ومضمونها وسنجد انها غير مذيله بتوقيع قائد الثوره الايرانيه”.

وتاتي الرساله التي ارسلت الي مرسي منذ ثلاثه ايام ونشرتها وكاله “فارس” الايرانيه في شكل خطاب من 1200 كلمه، وتم التوقيع عليها من قبل العلماء والمفكرين الايرانين من بينهم مستشار شؤون السياسة الخارجية للمرشد الاعلي للجمهوريه الاسلاميه الايرانيه علي اكبر ولايتي.

و في تصريح صحفي، قال السفير مجتبي اماني ان بعضاً من هؤلاء العلماء والمفكرين علي صله بعلي خامنئي المرشد الاعلي للثوره الايرانيه.

واوضح اماني ان العلماء يهدفون من وراء هذه الرساله الي “تقديم مقترحاتهم ونصائحهم للرئيس مرسي للاستفاده من التجربه الايرانيه في تاسيس الدولة الإسلامية الناجحه والمتقدمه، وان تستفيد مصر من هذه التجربه الثريه”.

وتوجه الرساله التهنئه لمرسي بمناسبه الذكري السنويه الثانيه لـ”الثوره المصريه” وانتخابه رئيسا للبلاد، موضحه ان ايران قد اصبحت “تحت ولايه الفقيه واحده من اكثر دول العالم تقدما في مجموعه من المجالات العلميه والتكنولوجيه والاقتصاديه.

العريان: مصر لن تكون ايران او باكستان او افغانستان

وطالب دبلوماسيون وسياسيون مصريون برفض الرساله من قبل مرسي بشكل واضح باعتبارها نوعاً من التدخل في الشان الداخلي، بينما اعتبر علماء السنه وسلفيون ان هذه الرساله “ضلاله فكريه ايرانيه وتجرؤ علي الدوله المصريه”.

ويقول خالد سعيد، المتحدث الرسمي للجبهه السلفيه، ان هذه الرساله “ضلاله فكريه من ضلالات الشيعه ولا تتناسب مع الفكر المصري الذي لا يقبل الانغلاق الفكري الشيعي”.

من جانبه، استنكر مجلس شوري العلماء الذي يضم عددا من كبار علماء السنه في مصر من بينهم الداعيه محمد حسان في بيان له “بشده الانفتاح علي ايران لما في ذلك من خطر علي اهل السنه ودعوتهم ووحدتهم”.

ودعا المجلس “الي ضروره التمسك بمنهج أهل السنة والجماعة، وما كان عليه السلف الصالح ونُحَذِّر في الوقت ذاته من جميع الفرق والطوائف الخارجه علي هذا المنهج”.

واعتبرت الجماعة الإسلامية، وحزبها البناء والتنميه، الرساله الايرانيه تدخلاً شيعياً في دوله سنيه.

ويقول خالد الشريف، المتحدث باسم الحزب، ان مصر دوله سنيه، مستنكرا دعوات الولايه للفقيه ومؤكداً ان اهل السنه والجماعه لا يؤمنون بها.

ووافق هذا الراي الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية، الذي اكد ان هذا الكلام لا يستقيم ولا يتفق مع ما يؤمن به اهل السنه والجماعه، “الذين يؤسسون لدولة مدنية، بينما ولايه الفقيه دولة دينية“.

وامتد الرفض السياسي والديني لرساله علماء ايران الي الرفض الشعبي الذي امتزج بشكل من اشكال السخريه بثها المصريون علي مواقع التواصل الاجتماعي.

تقول “غاليه قباني “وهي احدي مستخدمات موقع تويتر ان لحي الاخوان اختلطت علي علماء ايران. وكتبت قباني: “ابدت مجموعه من ملالي ايران استعدادها لنقل تجربه جمهوريه (الولي الفقيه) الي مصر ومساعده مرسي علي تحقيق ذلك. يبدو ان الذقون اختلطت عليهم”.

BBC

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى