الأخبار

عشنا أفضل سنوات السلام

149

 

 

أكد الباحث إينات ولف، الزميل المساعد في معهد واشنطن والزميل الرئيس في معهد سياسيات الشعب اليهودي والعضو السابق في الكنيست الإسرائيلي أنه مع حلول 29 أبريل الماضي انتهى الموعد النهائي المحدد من قبل وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، من أجل التوصل إلى اتفاق سلام يتيح قيام الدولة الفلسطينية، ولكن الموعد مر.

وتساءل ولف :ماذا تبقى بعد كل هذا الأخذ والرد والتهديدات والطلبات وعقد اتفاقية الوحدة بين فتح وحماس؟”

وقال الباحث :لقد بقينا كطرفين عالقين في علاقة مسمومة منذ سنوات، وإن كانت ليست بالغة العنف والدموية، ومعنا مستشار متحمس كان يصر – خلافا لرغبة الطرفين – على جرهما إلى جلسات الاستشارة التي يعقدها، وإشارات إلى توتر بدأ يتصاعد بين الطرفين في هذه العلاقة، ومن ثم انهيار جهود المستشار الذي يصرح بأن رغبته في إصلاح العلاقة يفوق رغبة طرفيها في الحفاظ عليها.

وتابع :”هذه هي قصة الجولة الأخيرة من المفاوضات الفاشلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ورغم أهمية مناقشة وتحليل هذه الجولة، إلا أن الأهم هو مقدار الجهد الذي بذله كل طرف من أجل تبادل الاتهامات مع الطرف الآخر حول هوية الجهة التي تتحمل مسؤولية الفشل، والحقيقة هي أن الهوة تتسع بشكل متزايد بين الطرفين، هذه هي حقيقة الأمور التي يدركها كل طرف.

واردف الباحث أن قصة النزاع بين العرب واليهود، بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وعودة اليهود إلى وطنهم الأم، فريدة ولم يسبق لها مثيل في التاريخ البشري، وبالتالي فإن صعوبة التوصل إلى حلول وسطى والتأخر في اتخاذ “قرارات صعبة”، كما يقول الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ليست أمورا مستغربة.

وذكر أن جون كيري،وزير الخارجية الأمريكي ،الذي أخذ على عاتقه محاولة إحياء المفاوضات، كان قد وضع أهدافا طموحة للغاية لها، إذ كان يتوقع التوصل إلى اتفاق نهائي للسلام بنهاية الشهر الماضي، هذا الأمر لم يحصل، وقد رأى الجانب الأمريكي أنه ما من ضير في المحاولة باعتبار أن شرف السعي نحو الهدف هو ما يجعل أمريكا دولة عظيمة، ولكن في الشرق الأوسط، وخاصة في القضية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فإن المحاولة الفاشلة قد تكون أسوأ من عدم المحاولة على الإطلاق.

والآن، وبعد انتهاء المهلة المحددة من قبل كيري، وجه كيري المرهق انتقادات للطرفين أما الرئيس باراك أوباما، فقد رأى أن الجانبين لم يُظهرا التصميم السياسي المطلوب لاتخاذ “قرارات صعبة” غير أن هذه الانتقادات الأمريكية للطرفين ليست جديدة على الإطلاق، فهما لم يشعرا بالرضا حيال حال الجمود في عملية السلام، ولكن تلك الحالة كانت أفضل من الخيارات البديلة، وهي أفضل بالتأكيد من العنف الدموي، هذا العنف الذي يمكن أن يتفجر ثانية عبر المساومات الخطيرة التي تهدد بتمزيق المجتمعين الفلسطيني والإسرائيلي.

 

صدى البلد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى