الأخبار

“أبلة فضيلة”.. صوت لا ينسى في التاريخ

 

137

 

أجيال من المصريين كانوا يحرصون بصورة منتظمة على الجلوس إلى جانب الراديو، لسماع برنامجها، الذي تربوا عليه لفترات طويلة.. “أطفالي الحلوين” الجملة الأشهر التي عرفها بها المصريون عبر أثير الراديو.. “أبلة فضيلة”.

نشأت في أسرة مصرية تحترم التقاليد، كانت تسكن في شارع الملكة نازلي (رمسيس حاليًا)، تتذكر أنه حين التقطت تلك الصورة دخلت كلية الحقوق، كانت تبلغ حينها 19 عامًا، وتقول: “كنت تلميذة في مدرسة الأميرة فريال وكانت الملكة ناريمان التي تزوجها الملك فاروق فيما بعد تلميذة في نفس المدرسة وكانت زميلتي أيضًا الفنانة الكبيرة فاتن حمامة وكان والدها (حمامة أفندي) هو سكرتير المدرسة”.

فضيلة توفيق من مواليد 1929، استكملت دراستها ودخلت كلية الحقوق دون رغبتها عام 1948.

تتذكر “أبلة فضيلة” أيام المظاهرات بالجامعة فتقول: “كنا نحيط زملاءنا الشبان أثناء المظاهرات، لأنه كان ممنوع ضرب البنات من قبل البوليس السياسي في الجامعة”.

وفيما يتعلق بأشقائها تقول: “نحن ثلاث بنات، أختي الصغرى الفنانة محسنة توفيق، ولي شقيقة أخرى مغنية (سوبرانو) في الإذاعة الإيطالية، وشقيق واحد دخلت مثله كلية الحقوق دون رغبتي، وفقًا لرغبة الأهل لأن كلية الحقوق كانت من وجهة نظرهم كلية الوزراء”.

“الدكتور عاطف صدقي والدكتور فتحي سرور والدكتور أسامه الباز كانوا ضمن دفعتي”، تقول “أبلة فضيلة” وتضيف أن الدكتور عاطف صدقي كان دائمًا يحثنا على التركيز وينبهنا إلى أسئلة بعينها تأتي في الامتحان.

تعتبر أسامه الباز، صديق عمر ودراسة، وتقول إنه بداخله طفل في غاية النقاء، وكانت والدته تسمعني في الإذاعة وتحكي لي بعض الحكايات لكي أحكيها للأطفال في البرنامج”.

وتشير إلى أن جدها ووالدتها كانا يقصان عليها الحواديت، التي ما تزال عالقة في ذاكرتها، وكان جدها يحرص على تحفيظها القرآن الكريم، وتسترجع الذكريات “كانت تقوم بجمع أبناء الجيران ساعة الظهيرة، حين كان يأخذ الكبار نصيبهم من الراحة والنوم”، مشيرة إلى أنها كان ترى تشوق الأطفال إلى سماع قصة جديدة من قصصها”.

تتذكر أيام الطفولة فتحكي: “والدتي كانت سيدة تركية غاية في الطيبة والحنان وفي غاية القوة والحزم وكانت من فرط دماثتها تخاطب جامع القمامة، بكلمة، حضرتك، وحين كنا نلومها ترد علينا قائلة: “إنه رجل شريف يتقن عمله فهو يستحق الاحترام لأنه يحترم نفسه”.

تتذكر أيضًا “أبله فضيلة” أن والدتها كانت لا تتوانى عن تفتيش حقيبتها المدرسية، فإذا وجدت قلمًا لا يخصها، تسألها عن مصدره، فإذا أخبرتها أنها أخذته لأنه ليس له صاحب تقول لها حسب قولها: “أنت هكذا تصبحين حرامية.. لابد أن له صاحبًا”، تصمت “أبلة فضيلة” لحظة وتكمل: “أحيانًا يسألني الأطفال لماذا يا أبلة فضيلة نسمع عن رجل أعمال غني وحرامي، وليه هو حرامي مع أنه غني، أقول لهم لأنه لم يربى يا أولاد، كان يأخذ أشياء صغيرة ليست ملكه ولم يجد من يقول له هذا عيب أو خطأ بل ربما قالت له والدته شاطر يا واد”.

عُيّنت عام 1953 في الإذاعة المصرية، وأصبحت قارئة للنشرة، ونهلت من رواد العمل الإذاعي، فتقول: “كنت ملازمة لبابا شارو وتعلمت من حسني الحديدي كيف أقف وراء الميكروفون، ومن يوسف الحطاب تعلمت التمثيل، ومن علي خليل وسهير القلماوي والدكتور عبدالعزيز القوصي وعشرات الفطاحل لأنني وجدت نفسي مشدودة بقوة لعالم الأطفال أريد استكمال كل ما ينقصني”، ودرست بعدها في كلية رياض الأطفال وحصلت علي دورات تدريبية لصقل موهبتها.

وتشير “أبلة فضيلة” إلى علاقتها بالرئيس الأسبق حسني مبارك فتقول: “الرئيس مبارك قوته تكمن في طيبته وصبره واحتوائه للجميع، أذكر أنني شرفت بالسلام عليه في عيد الإعلاميين في إحدى السنوات، فقال للوزير صفوت الشريف، أبلة فضيلة عندها نشيد وطني فاستفسر صفوت الشريف منه فقال له: نشيد يا ولاد يا ولاد”، مضيفة أنه ما زال يتمتع بشخصية الرئيس حتى خلال محاكمته الآن، وتختم: “النفس الطيبة تظل كذلك لا تتغير أبدا”.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى