الأخبار

حقيقة دور «الألتراس» في إشاعة الفوضى

69

 

أصبح تكرار وقائع تورط روابط «ألتراس» في أحداث شغب وعنف ضد الشرطة المصرية ومرافق الدولة، بعد انزلاق «ألتراس أهلاوي» و«وايت نايتس» إلى معترك السياسة، وتحولهم من التشجيع الكروي إلى الاستقطاب السياسي، يشكل ظاهرة على مسرح السياسة المصرية في أعقاب ثورة 25 يناير، ليشكل اليوم كابوسا يحصد العديد من الأرواح، والتي كان آخرها سقوط 19 قتيلا من «وايت نايتس» في اشتباكات مع الأمن أمام استاد الدفاع الجوي.

وكشف الدكتور محمد سمير عبد الفتاح، أستاذ علم النفس، أسباب تورط روابط «ألتراس» في إحداث فوضى سياسية، موضحا أنه مع ثورة 25 يناير ابتعدت روابط «ألتراس» عن المبادئ والقيم والأسس القائمة عليها، نتيجة تداخل أصحاب المصالح السياسية في اللعبة، فبعد أن كان شعارهم «التشجيع ومساندة الفريق» إلى آخر لحظ في المباريات سواء كان فائزا أو مهزوما، أصبحوا يقحمون أنفسهم في الخلاف السياسي بفضل الأموال التي تُضخ للتأثير على بعض أعضائهم أو إدخال بعض العناصر غير المنتمية إليهم استغلالا لحالة الجمود التي يعانيها «الألتراس» واستثمارًا لطاقاتهم في تنفيذ الخراب والفوضى والتدمير.

وأضاف «عبد الفتاح» أن مذبحة بورسعيد تعد الشرارة الأولى لاستخدام واستغلال روابط «ألتراس» سياسيًا، من قبل مجموعة كانت تبحث عن انهيار مؤسسات الدولة وعلى رأس هذه المؤسسات القوات المسلحة، كما تعتبر هذه المذبحة عملية مدبرة من أجل إحداث الفوضى وإظهار ضعف الدولة وإسقاط قوة جيشها، لافتا إلى أن الموافقة على عودة الجماهير للمباريات، خلال الفترة الحالية، كانت فرصة ثمينة لعودة أصحاب المصالح المحلية والدولية، واستخدام «ألتراس» كأداة لتنفيذ الفوضى التخريبية.

وتابع الخبير النفسي: «عندما نتمعن النظر في روابط ألتراس سنجد أن معظمهم من أطفال الشوارع، فعندما نجد أكثر من 3 ملايين طفل شوارع يعانون الجوع والألم النفسى والبرد القارس والحرمان، فالبتالي يؤثر ما يعانونه على مواقفهم وتصرفاتهم وشخصياتهم فيصبحون يميلون إلى العنف والعدوانية ضد المجتمع ومؤسساته ليصبحوا هؤلاء الأطفال مادة ووسيلة فعالة لاستغلالهم للقيام بالإرهاب والفوضى من أجل كسب المال، فهم يحصلون على أموال كبيرة من أجل التخريب».

وأوضح «عبد الفتاح» أن ابتعاد الأسرة والمؤسسة التعليمية عن أداء دورهمل في التنشئة الاجتماعية والنفسية السليمة للأبناء، أخرج هؤلاء الشباب ببناء نفسى مضطرب وعنيف، وباحث عن المصلحة الذاتية والشخصية بغض النظر عن انهيار الدولة أو دمارها، حيث إنهم لا يربون على قيم الولاء أو الانتماء للوطن.

وطالب «عبد الفتاح» بعودة الدولة لدورها الواجب عليها في تنمية الحث الوطني لدى هؤلاء الشباب، موضحا أن ذلك يتوقف على دور الدولة في فتح مشاريع لاستيعاب طاقات وقدرات الشباب.

فيتو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى