الأخبار

مصر وقطر والخليج.. دقّت ساعة الحسم

102

 

شهد الأسبوع الجاري أحداثاً متسارعة سواء على صعيد المواجهة بين مصر وتنظيم داعش الإرهابي في ليبيا، أو على صعيد العلاقات المصرية القطرية والخليجية.

فقد تحركت مصر سريعاً للانتقام من المذبحة البشعة التي تعرض لها 21 من مواطنيها على يد داعش في ليبيا، وضربت القوات الجوية المصرية أهداف التنظيم الإرهابي، وتعهد الرئيس عبدالفتاح السيسي بالدفاع عن مصر ضد التهديدات الخارجية، في رسالة واضحة خرجت بها القوات المسلحة ل”القاصي والداني”.

الرسالة المصرية تم ترجمتها سريعاً عبر الطرق الدبلوماسية، فقد طلبت مصر عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا، في خطوة تضع المجتمع الدولي أمام مسئولياته، أما الخطوة الثانية فكانت في اجتماع لجامعة الدول العربية، حيث فتح مندوب مصر النار على قطر واتهمها بدعم الإرهاب وشق الصف العربي، وهو ما أدى إلى رد فعل سريع من الدوحة التي قررت سحب سفيرها من القاهرة للتشاور.

رد خليجي مفاجئ

إلا أن رد الفعل الخليجي جاء صادماً، حيث أصدر مجلس التعاون الخليجي بياناً ينتقد فيه اتهام القاهرة للدوحة بدعم الإرهاب، وأكد البيان أن قطر تقوم بدورها في دعم الصف العربي ومحاربة الإرهاب والتحديات التي تواجهها المنطقة العربية.

ويأتي رد الفعل الخليجي أيضاً بعد الزيارة المفاجئة التي قام بها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى السعودية يوم الثلاثاء الماضي.

فقد هبط تميم في الرياض بعد زيارة وفد إماراتي رفيع المستوى إلى السعودية، وهو الوفد الذي كان على رأسه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، والذي التقى مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.

ومن جهة أخرى، فإن الملف المصري والعلاقات مع قطر شهدت تراجعاً واضحاً يقترب من وضع “الانهيار التام”، خاصة بعد وفاة العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وعودة قناة الجزيرة القطرية للتحريض المباشر ضد مصر، والذي تجلّى أخيراً في تغطيتها للضربات الجوية المصرية على تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا بعد جريمة ذبح 21 مواطناً مصرياً على يد داعش.

مستقبل العلاقات المصرية الخليجية

كل هذه الأمور تثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات المصرية الخليجية، وما إذا كان البيان الخليجي المدافع عن قطر بياناً “دبلوماسياً”، أم أنه ينذر بتحول في العلاقات بين مصر وحلفائها في الخليج خاصة السعودية والإمارات والبحرين والكويت، مع الأخذ في الاعتبار أن الإمارات أعلنت دعمها لمصر بعد الغارات التي شنتها على داعش في ليبيا.

من جانبه، قال الدكتور عبدالخالق عبدالله، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات، إن مصر لم تكن موفقة في اتهام قطر بدعم الإرهاب دون دليل واضح.

وأشار عبدالله، في تصريحات خاصة ل”بوابة الوفد” عبر الهاتف، إلى أن رد مجلس التعاون الخليجي كان سريعاً على غير المعتاد وبمنتهى الحسم، لأن دول الخليج لا يمكن أن تقبل اتهام دولة عضو فيها بدعم الإرهاب دون سند قوي.

واعتبر أن التصعيد بين الشقيقة مصر ودول الخليج لا يصب في صالح أحد في تلك المرحلة الدقيقة، وأعرب عن أمله في أن تنتهي تلك الأزمة سريعاً بعد تدخل عواصم عربية مثل الرياض وأبوظبي لتهدئة الموقف.

 

الدكتور عبدالخالق عبدالله

وأكد عبدالله أن السعودية ستعود من جديد لإدارة ملف التصالح بين مصر وقطر، حيث انشغلت الرياض مؤخراً بترتيب البيت من الداخل بعد وفاة الملك عبدالله.

وأشار إلى أن الرياض قادرة على إعادة المياه إلى مجاريها بين مصر وقطر، خاصة أنه كانت هناك إرادة سياسية من الطرفين عندما توسّط العاهل السعودي الراحل بين الطرفين.

من جانبه اعترف الكاتب الكويتي أحمد الجار الله، رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية، بصعوبة الموقف حالياً بين دول الخليج ومصر فيما يتعلق بالملف القطري.

وقال الجار الله في تغريدة له على موقع تويتر: هناك اختلاف بين دول مجلس التعاون الخليجي ومصر حول قطر.. الله يكون في العون.

وفي نفس السياق، قال جمال خاشقجي، مدير قناة “العرب” الإخبارية والتي يملكها الأمير الوليد بن طلال، إن إرسال أسلحة إلى ليبيا لن يساهم في حلّ الأزمة الليبية.

واعتبر خاشقجي، الصحفي المقرب من الأسرة الحاكمة السعودية، رفع حظر الأسلحة عن ليبيا، بأنه سيكون “خطأ، وسيزيد الأمور اشتعالاً”، وذلك في إشارة واضحة بأن دول الخليج لا ترغب في حل عسكري للأزمة الليبية، وهو نفس الموقف الذي أبدته الولايات المتحدة وبريطانيال وعدد من الدول الغربية.

تصريحات المصادر الخليجية المقربة من دوائر صنع القرار تشير إلى أن هناك أزمة حقيقية بين مصر ودول الخليج، التي لم تقبل اتهامات مصر لقطر بدعم الإرهاب، وبالتالي فقد اقتربت ساعة الحسم في علاقة مصر بقطر من جهة، وربما علاقتها أيضاً بدول الخليج، وما إذا كانت قطر ستكون “الإسفين” بين مصر وحلفائها الاستراتيجيين.


 

 

 

 

 

 

الوفد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى