اخبار عالمية

مرشح نوبل للأدب.. “نجوجو” كتب على مناديل السجن وحارب الاحتلال باللغة

تعلن الأكاديمية السويدية عن اختيارها للفائز بـجائزة نوبل للآداب لعام 2020 اليوم الخميس، وسط ترشحات عدة للعديد من المؤسسات، ليتكرر ترشيح الأديب الكيني نجوجو وا ثيونجو، مرة أخرى نظرا لإسهامته الأدبية وقضيته التى لطالما دافع عنها بقمله رواية ونقدا ومقالا، في مواجهة الاستعمار الإنجليزي وآثاره فقرر التوقف عن الكتابة الإنجليزية ليعود للغته الأم ليدافع عن قضيته حتى حين سجن قرر الكتابة على ورق مراحيض السجن لينتج روايته “الشيطان على الصليب”، ويستمر من بعدها حتى خلال حياته في المنفى.

من هو نجوجو وا ثيونجو

نجوجو وا ثيونجو، واسمه الأصلي جيمس نجوجو “من مواليد 5 يناير 1938، ليمورو، كينيا”، كاتب كيني وروائي رائد في شرق أفريقيا. كانت روايته الشهيرة لا تبكِ أيها الطفل (1964)، وهي أول رواية رئيسية باللغة الإنجليزية لرجل شرق إفريقي، لكن بعدها وحين أصبح على وعي بآثار الاستعمار في إفريقيا، تبنى نجوجو اسمه التقليدي وكتب بلغة البانتو لشعب كيكويو الكيني.

حصل Ngugi على درجة البكالوريوس من جامعة ماكيريري، في أوغندا عام 1963 ومن جامعة ليدز في إنجلترا عام 1964.

بعد أن أنهى أعمال التخرج في ليدز، عمل كمحاضر في اللغة الإنجليزية في الكلية الجامعية، في كينيا، وكذلك أستاذ زائر للغة الإنجليزية في جامعة نورث وسترن في الولايات المتحدة ومن عام 1972 إلى عام 1977، كان محاضرًا أول ورئيسًا لقسم الأدب في جامعة نيروبي، بحسب الموسوعة البريطانية “بريتانيكا”.

أعماله

رواية “لا تبك أيها الطفل”، تتحدث قصة عائلة كيكويو التي انخرطت في النضال من أجل استقلال كينيا في أثناء حالة الطوارئ وتمرد ماو ماو، أما رواية حبة قمح الصادرة في (1967)، التي يُعتقد عمومًا أنها أكثر نضجًا من الناحية الفنية، تركز على العديد من القضايا الاجتماعية والأخلاقية والعرقية للنضال من أجل الاستقلال وعواقبه.

أما بتلات الدم، الصادر في 1977 يناقش المشكلات الاجتماعية والاقتصادية في شرق إفريقيا بعد الاستقلال، ولا سيما الاستغلال المستمر للفلاحين والعمال من قبل المصالح التجارية الأجنبية والبرجوازية الأصلية الجشعة.

في 1980 كتب رواية صدرت في نسختين إنجليزية وكينية تحت عنوان “شيطان على الصليب” بطريقة تهدف إلى تذكُّر مغنيي القصص التقليديين، وهي قصة واقعية جزئيًا، وخيالية جزئيًا عن لقاء بين الشيطان ومختلف الأشرار الذين يستغلون الفقراء، وفي 2004 نشر وراية “ساحر الغراب” التي ذكر فيها بتأثير الاستعمار، ليس فقط لأنه استمر على يد دكتاتورية محلية، ولكن لأنه متأصل في ثقافة منزوعة الاستعمار ظاهريًا.

قدم نجوجو أفكاره حول الأدب والثقافة والسياسة في العديد من المقالات والمحاضرات، والتي تم جمعها في العودة للوطن (1972)، الكتاب في السياسة (1981)، برميل القلم (1983)، تحريك المركز (1993)، وعمل على نقد على أدب اللغة الإفريقية باعتباره الصوت الوحيد الأصيل للأفارقة، وذكر نيته في الكتابة فقط بلغة كيكويو أو السواحيلية، ما أكسبه سمعة كواحد من أكثر النقاد الاجتماعيين وضوحًا في إفريقيا.

سجنه ونفيه بسبب آرائه السياسية

مسرحية (سوف أتزوج عندما أريد) عام 1977، والتي شارك في كتابتها، استفزت نائب الرئيس الكيني آنذاك دانيال أراب موي ليأمر باعتقاله، ليحتجز في سجن كاميتي شديد الحراسة، كتب نجوجو أول رواية حديثة في جيكويو، الشيطان على الصليب (Caitaani mũtharaba-Inĩ)، على ورق المرحاض صادر عن السجن وصدرت عام 1980، بحسب ملة الفيصل الصادرة عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية.

بعد الإفراج عنه في ديسمبر 1978، تعرضت عائلته للمضايقة، بسبب كتاباته عن مظالم الحكومة الديكتاتورية في ذلك الوقت، وأُجبر على النفي ليعود بعد سنوات طويلة من الولايات المتحدة حيث عمل بالتدريس في جامعة ييل بضع سنين، ثم عمل أستاذًا للأدب المقارن وأستاذًا لدراسات الأداء في جامعة نيويورك، وأستاذًا بجامعة كاليفورنيا في إرفاين، ومديرًا للمركز الدولي للكتابة والترجمة بالجامعة ثم عاد عام 2004 إلى وطنه مع زوجته وبعد عدة أسابيع، تعرضا لاعتداء وحشي في منزلهما.

نشر نجوجو لاحقًا مذكرات أحلام في زمن الحرب (2010) حول طفولته، في The House of the Interpreter (2012)، والذي تم وضعه إلى حد كبير في الخمسينيات من القرن الماضي، أثناء تمرد Mau Mau ضد السيطرة البريطانية في كينيا، وأيضا “ولادة حلم ويفر: صحوة الكاتب” (2016)، وقائع السنوات التي قضاها في جامعة ماكيريري.

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى