الأخبار

رحلة ميهنة للحصول علي الـ

165

طوابير طويلة لا تعرف نهايتها من الآلم والمعاناة يقف فيها مريض مستشفى الغلابة “قصر العيني القديم” في محاولة منهم للوصول للطبيب بعد طريق مضني قطعه بعضهم قادمين من مختلف المحافظات متمنين أن يزيل آلامهم و ما اصعب ان ينتظر المريض بآلامه دون رحمة ولا شفقة، و رغم المعاملة “غير الآدمية” التي يواجهونها وطول ساعات انتظار المريض الذي لا يستطيع الوقوف إلا انه يضطر للجوء لتلك العيادات لضيق اليد.

 

يتحمل مشقة السفر حتى يصل للمستشفي ملجأه الأخير لإنهاء صراعه مع المرض وتهون تلك المسافات للتخلص من معاناته على أبوابه ولكن يجد نفسه امام صراع اكبر وهو كيفية الوصول للطبيب المعالج!

 

طوابير واشتباكات

يبدأ المريض رحلته الثانية في طوابير الأنتظار أمام أبواب العيادات الخارجية التي تغلق ابوابها في وجهه بحجة الدور، ولكن يجد الوقت يمر دون ان يسمع اسمه لينهي هذا اليوم الطويل فالنظام غائب و يطول انتظاره بين مشادات تصل لاشتباكات بين اهالي المرضى و موظفي العيادات الذين يتعاملون مع المرضى بحدة شديدة لا يراعون ضعفهم وتأكل اجسادهم من المرض وعدم قدرة اغلبهم على الوقوف.

 

وبعد عدة مشادات يجلس ليتلقط انفاسه ويستريح لحظات ودقائق تصل لساعات، فمنهم من تجده مستلقي على الأرض ينتظر دوره والأخر متكأ على عصا صغير قد تتحمل جسده النحيل ولكنها لا تتحمل آلمه الذي لا يعلمه الا الله.

 

وهناك من تحمل ابنها المريض الذي لا يستطيع الوقوف على ارجله المنكسرة، واخر يأس الدخول وظل نائما في احد الاروقة دون أن يسأل عنه أحد.

وبمشهد آخر نجد براءة الأطفال نائمة على احد المقاعد تنتظر والدتها التي لم يأتي دورها في ذلك الطابور حاملة ابنها الآخر تتألم لآلامه.

 

وبمنظر تقشعر له الأجساد، مريضة لا تجد مكان سوى الارض لتتسعها كساحة انتظار لها وسط الباقين حيث يضعها العاملين بالمستشفى على ناقلة المرضى بالأرض مغطاه تنتظر متابعة طبيبها بالعيادة.

ولكن الأهمال وغياب الرقابة والمحاسبة سيد الموقف فجانب كل هذا تجد أهالي واصدقاء المرضى يفترشون الارض بجانب مقاعد الانتظار مع ذويهم يتثامرون ويدخنون السجائر ويشربون الشاي والعصير وكأنك بحديقة عامة.

 

فشل الرحلة”للأسف لم يصل للطبيب”

وبعد الوقوف لساعات في الطوابير والمشادات يفشل العشرات  في مقابلة الطبيب واجراء الكشف عليه مما يتسبب في سوء حالتهم الصحية وانتكاسها ويجعلهم يعودون لمنازلهم مضطرين لقطع تلك المسافة عدة مرات اسبوعياً ولكن بدون جدوى.

 

“الإفاقة” من الغرف إلى الطرقات والمفارق

بعد رحلة العذاب ومحاربة المرض والصبر على طابور الكشف التى لا ينتهى حتى يصل اخيراً للدكتور المتخصص ليشخص بأن الحالة بحاجة لعملية جراحية، يسلم حينها المريض التى لا حول له ولا قوه روحه لله تعالى وفى رعايته ويقوم بأجراء العملية  التى كان يعتقد انها اخر المطاف فى رحلته المليئة بالتعب والمشقة وانه سو ف يستيقظ  بعد ساعات قليلة ولا يشعر بأى ألم فى جسده ، ولكن يتفاجأ بعد ذلك ان غرفة الأفاقة التى من المفترض ان يذهب إليها مباشرة عقب انتهاء العملية ليقوم ممرضو الأفاقة بأسترجاع وعى المريض للأطمئنان على حالته.

 

ولكن يا لهول الصاعقة قد تبدل الحال وتحولت الإفاقة من غرفة إلى الطرقات والمفارق العامة بالمستشفى، ينتظر بها المرضى على ترول العمليات، وذلك لتعطل الأسانسير الخاص للصعود ولا يوجد كلمات توصف مشهد الإهمال والتعامل مع المرضى بتلك القسوة وقله الضمير ، التى وضعت فى قلوب عدمى الرحمة وليس ملوكها كما يزعمون القول عن انفسهم.

 

فهناك سيدة فقيرة جالسه على سلالم الاستقبال حاملة على قدميها طفلها الصغير المنكسرة قدمه ولا يستطيع المشى منفرداً “بالجبس” وتنظر بوجه حزين لحالته و ليس بيدها حيلة لقلة تعليمها، وتنتظر الدكتور ليرفق بحالها ويطمئن قلبها ولو بكلمة صغيره عن طفلها الموجوع ولكن يمر من حولها العديد والعديد ولكن لا يبالى بها احد بل لا يشعرون بوجودها من الأساس كأنها خيال لا تراه الأعين.

 

الوفد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى