اخبار عالمية

المؤرخ الأمريكى آلان ليتمان لـ «الأهرام»: ترامب سيخسر.. وبايدن هو الرئيس المقبل

بعد إغلاق صناديق الاقتراع ليل الثلاثاء، ستتسارع نبضات قلب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطى جو بايدن . ويتنبأ المؤرخ الأمريكى آلان ليتمان ، الأستاذ فى الجامعة الأمريكية بواشنطن، بفوز بايدن، وهو أيضا سينتظر النتائج بنفس توتر المرشحين لمعرفة ما إذا كانت توقعاته ستصدق كما يحدث منذ عام 1984، أى على مدى الـ36 عاما الماضية.

ليتمان لديه درجة فى التاريخ من جامعة هارفارد، وهو مغرم بالتاريخ الأمريكي، لكنه مغرم أيضا بالتنبؤ بما سيحدث فى كل انتخابات رئاسية، ولهذا طور نموذجا لتوقع النتائج يقوم على قراءة 13 مفتاحاً، تلعب دورا فى تحديد ساكن البيت الأبيض. طور ليتمان هذا النموذج بعد دراسة تفصيلية لكل انتخابات أمريكية بين عامى 1860 و1980، أى 120 عاماً من تاريخ الانتخابات الأمريكية وحدد الـ 13 مفتاحاً، التى تؤدى إلى فوز المرشح أو هزيمته.

وبسبب دقته، أطلقت عليه صحيفة «نيويورك تايمز» لقب «نوسترداموس الانتخابات الأمريكية »، لكن ما يقوم به ليتمان ليس النظر فى بلورة سحرية، بل قراءة المشهد السياسى خلال العام الانتخابى وتوقع ما سيحدث بشكل علمي.

وفيما يلى نص الحوار:
توقعاتك لنتائج الانتخابات الأمريكية هو فوز المرشح الديمقراطى جو بايدن رغم أن كثيرا من الولايات المتأرجحة تشهد تقاربا متزايدا بينه وبين ترامب. كما أن كثيرا من الناخبين المترددين قد يحسمون رأيهم فى مراكز الاقتراع لحظة التصويت …فلماذا تتوقع فوز بايدن؟
تستند التنبؤات بنتائج انتخابات 2020 إلى الـ 13 مفتاحاً لدخول البيت الأبيض، فهى تقيس الصورة الكبيرة لقوة وأداء الرئيس فى البيت الأبيض. فإذا انقلبت ستة مفاتيح أو أكثر ضد الرئيس، فمن المتوقع أن يخسر الانتخابات.

وهذه المفاتيح هي: المؤشرات الاقتصادية القصيرة المدي، مثلاً حالة ركود اقتصادى فى عام الانتخابات. والمؤشرات الاقتصادية الطويلة الأجل بمعنى النمو الاقتصادى الحقيقى للفرد خلال فترة الرئاسة. والكاريزما الشخصية. واخفاق أو نجاح كبير على المسرح الدولي. وقوة المرشح المنافس. وأداء الحزب الحاكم فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس (تُجرى قبل عامين من انتخابات الرئاسة وتكون مؤشراً على المزاج العام)، وحدوث مشكلات واضطرابات اجتماعية. والفضائح السياسية.

بعبارة أخري، انسوا الحملات الانتخابية والمناظرات والدعاية، فما يصوت على أساسه الناخب هو أداء الرئيس وإدارته خلال 4 سنوات فى الحكم، وحصيلة وحصاد تلك الفترة. وهذا ما تقوم بقياسه المفاتيح الـ13. فالناخب ليس أحمق ولا يُخدع بالدعاية خلال الحملات الانتخابية، الناخب يصوت بشكل براجماتى بناء على كفاءة الرئيس، الذى حكم البلاد خلال السنوات الأربع الماضية.

وما هى المفاتيح التى انقلبت على ترامب كى تتوقع هزيمته؟
فى 2019 وبداية عام 2020، أى قبل تفشى وباء كورونا والآثار الاقتصادية التى ترتبت على ذلك، وأيضا قبل مقتل جورج فلويد وتظاهرات «حياة السود تهم»، كان لدى ترامب أربعة مفاتيح سلبية فقط، أى أقل من المفاتيح الستة اللازمة للتنبؤ بهزيمته، وبالتالى فى مطلع العام كان ترامب فى طريقة للفوز بولاية ثانية.

لكن منذ ذلك الحين تحركت 3 مفاتيح سلبياً ضد ترامب، مما يمنحه الآن سبعة مفاتيح سلبية، وهذا يعنى خسارته الانتخابات. أما المفاتيح السبعة ضد ترامب اليوم فهي، أولاً تراجع الدعم وهذا ظهر فى خسائر الحزب الجمهورى فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس 2018.

المفتاح الثاني، هو الأداء الاقتصادى القصير الأجل أى فى عام الانتخابات، فبسبب كورونا هناك تراجع اقتصادى فى أمريكا وملايين العاطلين. والمفتاح الثالث، هو الأداء الاقتصادى الطويل الأجل، أى النمو السلبى المتوقع للاقتصاد. المفتاح الرابع، هو الاضطرابات الاجتماعية، هذا واضح فى كل أمريكا اليوم مع تظاهرات «حياة السود تهم»، والاشتباكات والمواجهات بين أنصار ترامب وأنصار بايدن. والخامس، هو الفضائح السياسية، فترامب هو ثالث رئيس أمريكى يتم استجوابه من قبل مجلس النواب الأمريكي. والمفتاح السادس، هو النجاح الخارجي، فسجل ترامب فى السياسة الخارجية يخلو من النجاح. والمفتاح السابع، هو الكاريزما، فالرئيس شعبيته بالأساس وسط قاعدته الضيقة.

ولذا فإن توقعى هو أن ترامب سيصبح أول رئيس أمريكي، منذ جورج بوش الأب عام 1992، الذى يخسر محاولة إعادة انتخابه. لم يحدث من قبل فى تاريخ الولايات المتحدة أن عانى الحزب الحاكم فى البيت الأبيض مثل هذا الانقلاب المفاجئ والدراماتيكى فى حظوظه الانتخابية فى غضون بضعة أشهر فقط. لذا، سيكون جو بايدن ، وفقًا لنظام المفاتيح الـ13، الرئيس القادم للولايات المتحدة.

لكن هذه المفاتيح فى حالة حراك وتغير وبالتالى فإن ما تظهره المؤشرات فى أغسطس أو مطلع أكتوبر قد لا يتواصل إلى نوفمبر؟
نظراً لأن المفاتيح تفحص الصورة الكبيرة لقدرات وأداء الرئيس فى السلطة، فإنها لا تتغير بسهولة. فلم يحدث فى التاريخ الأمريكى أن حدث تغيير رئيسى فى المفاتيح التى تحدد نتائج الانتخابات فى الأسابيع القليلة التى تسبق يوم الاقتراع. ثم إن بعض التطورات فى أكتوبر ومن بينها إصابة ترامب نفسه، وزوجته السيدة الأولى ميلانيا وابنه بارون، بفيروس كورونا تهز فرصه. فالكثير من الناخبين الخائفين من الفيروس يقولون، إن الرئيس لم يأخذ الفيروس على محمل الجد، وهون من خطورته وقال إنه تحت السيطرة، كما لم يأخذ ارتداء الكمامات على محمل الجد، وبالتالى شجع مئات الآلاف على عدم الالتزام بالتعليمات الصحية، وهذا أضر بالوضع الصحى العام فى أمريكا. وبالتالى يجد البعض صعوبة فى انتخاب الرئيس على أساس أنه خطر وغير مسئول. أيضا تذكرى أنه بحلول يوم الانتخابات سيكون لدينا عشرات الملايين من الناخبين قد صوتوا (هناك نحو 100 مليون أمريكى صوتوا بالفعل). وبالتالى التصويت المبكر عبر البريد أو فى مقار الاقتراع يمكن أن يؤدى إلى تحديد نتائج الانتخابات مبكراً، أى قبل أن يتمكن ترامب من تعديل بعض المفاتيح لمصلحته أو تقليل الفجوة مع منافسه الديمقراطى فى الولايات المتأرجحة.

بعض المؤشرات التى ذكرتها مثل عدم تحقيق نجاحات فى السياسة الخارجية تبدو صارمة، ألم يحقق ترامب أى نجاحات خارجية؟
مفتاح إنجازات السياسة الخارجية واحد من المفاتيح الصعبة لأى رئيس أمريكي. فمنذ أن بدأت بالتنبؤ بنتائج الانتخابات عام 1984، لم ينجح رئيس أمريكى فى الفوز بذلك المفتاح إلا الرئيس رونالد ريجان، بعد التوصل إلى معاهدة الحد من التسلح بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى السابق.

هناك مخاوف من أنه إذا كانت النتائج متقاربة فى الولايات المتأرجحة فإن ترامب قد يرفض الاعتراف بالهزيمة ويدعو لإعادة فرز الأصوات، ما قد يؤدى لأزمة دستورية على غرار ما حدث خلال انتخابات 2000 بين جورج بوش الابن وآل جور؟
لا يتعين على دونالد ترامب الاعتراف بهزيمته فى الانتخابات لكى يكون لأمريكا رئيس جديد. بمجرد إحصاء الأصوات إذا فاز بايدن بالأغلبية، يصبح بايدن رئيساً لأمريكا فى 20 يناير 2021، بغض النظر عن اعتراف ترامب بالهزيمة من عدمه. قد يزعم ترامب حتى آخر يوم فى حياته أنه فاز بالانتخابات، وأن هذا الفوز سُرق منه، لكن مثل هذه المزاعم ليس لها قوة قانونية. فرز وإحصاء الأصوات الانتخابية واعلانها رسمياً من الجهات المسئولة، هو ما سيحدد من سيكون الرئيس القادم للولايات المتحدة.

الاهرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى