الأخبار

المعاشرة بدون عقد زواج

14

في برنامج إذاعي خاص بالمغرب، تم ربط الموضوع بالدعارة. إنه خلط خطير. أولا، لنتفق على المفاهيم. الدعارة هي عملية تجارية يمارس من خلالها شخص الجنس بمقابل مادي. أين هي أوجه التشابه بين علاقة يختار من خلالها الطرفان الارتباط بدون عقد زواج، وبين علاقة جنسية تجارية؟ هل يعني هذا أننا نختزل العلاقة بين الرجل والمرأة في الجنس؟

ثانيا، لست أفهم لماذا، كلما تعلق الأمر بالحريات الفردية والحريات الجنسية، يتم بسرعة ممارسة عنف فكري وربط الموضوع بالدعارة والاعتداءات الجنسية على الأطفال. هناك أشكال كثيرة من العلاقات تبقى غير مقبولة، مهما كانت توجهاتنا الإيديولوجية، كالاستغلال الجنسي للأفراد، الاعتداءات الجنسية على الأطفال، الاغتصاب… في بلدان بؤسنا العربي، نربط دائما الحريات الفردية والعلمانية بالبورنوغرافية والدعارة والمثلية.
بشكل عام، الكثيرون في مجتمعاتنا يرفضون هذه العلاقة بدون عقد زواج. طيب، هل سنرفض إذن بنفس الشكل زواج الإسلاميين الذين يكتفون بقراءة الفاتحة ليعيشوا معا تحت سقف واحد، في الحلال، لكن خارج القانون؟ في فرنسا مثلا، الكثير من المغاربيين يتزوجون بالفاتحة في المسجد وبدون عقد زواج لأسباب أغلبها اقتصادية، وأحيانا أيضا لتكون له زوجة ثانية حلال شرعا لكن ممنوعة قانونيا. هؤلاء كلهم إذن فاسدون؟ نساؤهم عاهرات؟ هذه المفارقة تفضح تناقضنا: في الحقيقة، نحن نرفض العلاقة بدون عقد حين يكون ذلك في إطار ممارسة حرية فردية حداثية. لا ضير منه إن كان عبر زواج بالفاتحة لأسباب اقتصادية أو دينية أو حتى لمماطلة القانون. هنا مربط الفرس.

ختاما. العلاقة بين شخصين بدون عقد زواج هي أمر اختياري بين شخصين ناضجين يتحملان مسؤولية اختيارهما. إنها ليست نموذج العلاقة الأكثرُ نجاحا في الكون، لكن الزواج أيضا ليس النموذج الأمثل. في الزواج القانوني، كما في العلاقة بدون عقد، هناك سلبيات وإيجابيات. فيهما معا قد يكون الغدر والاستهتار والكذب… فمنذ متى كان العقد القانوني هو الضامن لصفاء العلاقة الإنسانية ولصدق المشاعر؟

مونتو كارلو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى