الأخبار

نعامل 5 ملايين لاجئ كمواطنين مصريين

66985

 

قال الرئيس عبدالفتاح السيسي إن الإرهاب والتطرف من أكبر التحديات التي تواجه دول الشرق الأوسط وشرق البحر المتوسط، ومن المهم أن تكون جهود مصر ضمن جهود دولية مشتركة لمكافحة هذه الظاهرة.

وأوضح السيسي، في كلمته خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس، أن المباحثات مع الرئيس اليوناني تناولت ملف الإرهاب، واتفقنا على العمل باستراتيجية شاملة لا تقتصر فقط على الجانب الأمني بل تتضمن الجانب الاقتصادي والاجتماعي والديني لمكافحة الارهاب.

وأضاف الرئيس في المؤتمر الصحفي، الذي حضرته فايزة أبو النجا، مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي، واللواء خالد فوزي، مدير المخابرات، وخالد فهمي، وزير البيئة، أن العلاقات المصرية اليونانية قديمة حدا وتعود جذورها لأكثر من ٤ آلاف سنة، والتبادل الثقافي، والحضارة اليونانية كان لها تأثير على دول البحر المتوسط، مسجلا تقديره لأن زيارة مصر هي الأولى بالنسبة للرئيس اليوناني بعد زيارته لقبرص، مما يعكس المكانة القوية لمصر، وقوة العلاقات بين مصر واليونان وقبرص، وتعد العلاقات بين الدول الثلاث مثالا يحتذى للعلاقات، شاكرا الرئيس اليوناني على الحوار الودي الذي أظهر مدى التقارب بين البلدين.

وقال إن «المباحثات تناولت مختلف الملفات الثنائية، وأكدنا العمل بجد لتعزيزها في المرحلة المقبلة، خاصة على الصعيدين الاقتصادي والتجاري، وخلال العام الماضي شهد التبادل التجاري بين البلدين تحسنا كبيرا وصل إلى ١.٦ مليار دولار وهي زيادة بمقدار الثلث رغم صعوبة الظروف في البلدين، ونحن نعمل على زيادة التعاون من خلال اللجنة المشتركة التي عقدت في العام الماضي»، مشيرا إلى أنه تم توقيع العديد من الاتفاقيات في المجالات الاقتصادية والرياضية والتعاون المشترك، وتم عقد اللقاء الأول لمجلس الأعمال المصري اليوناني.

وأضاف السيسي: «تحدثنا عن ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وحادث غرق المهاجرين على السواحل اليونانية، وهناك ٥ ملايين لاجئ على الأراضي المصرية، ونعاملهم كمواطنين مصريين ويتقاسمون معنا ما لدينا».

وتابع أن المباحثات تناولت قضية ليبيا وتطوراتها وأهمية دعم الحكومة الشرعية والجيش الوطني والبرلمان المنتخب وأهمية أن نضع في اعتبارنا عامل الوقت، وفيما يخص أزمة سوريا أكدنا على أهمية وجود أفق يعالج الازمة مع الحفاظ على الدولة السورية ويتعامل مع الجماعات الإرهابية على أراضيها وكان هناك تفاهم مشترك حول هذه الملفات.

من جانبه، قال الرئيس اليوناني: «ليس بالغريب بالنسبة لى أن تكون أول زيارة لي بعد قبرص إلى مصر، حيث توجد بيننا ما يقدر بـ٤٠ قرنا من التاريخ والحضارة المشتركة ولقد ثبت من التاريخ أن البحر المتسوط لم يفرق بين مصر واليونان وكانت دائماً الدولتان مجاورتين، وتعاونتا عبر التاريخ والأزمان.. فهذه الظاهرة علينا أن نحافظ عليها اليوم وعلى الشعبين، ذلك أيضا في ظل ظروف خاصة جداً نمر بها، ولكننى أعتقد أنه كلما كانت الظروف والأحوال صعبة كانت تزداد وتظهر قوة تلك الشعوب وقدرة حكامها، فالقادة البارزون الكبار يظهرون من خلال الأزمات دائماً وهذا يجب أن نفعله نحن».

وأضاف: «نحن نؤمن ونعتقد بأن مواجهة المشكلات فى الشرق الاوسط وشرق البحر المتوسط متوقفة على الدور الرائد الذى تلعبه مصر داخل العالم العربى والاسلامى، ونحن فى غاية السرور والسعادة لأن هذا الدور يتزايد ويزدهر خلال الأيام الحالية وسوف يزداد ذلك فى المستقبل.. وعلينا أن نتعاون من اجل مواجهة المشكلة الكبرى وهى الإرهاب على مستويين: أولا على مستوى المحافل الدولية من خلال تطبيق القانون الدولى والذى يعطى لنا فرصا ووسائل كثيرة لإيجاد حلول وتطبيقها، بشرط أن يعرف المجتمع الدولى أن تلك البنود التى وردت فى القانون يجب تطبيقها ويجب أن تفهم المحافل الدولية بأن الحوار والمناقشات استغرقت وقتا طويلا وحان وقت البدء فى العمل».

واستطرد: «ثانيا، على مستوى الاتحاد الاوروبى ونحن عضو فى الاتحاد الأوروبى والبحر المتوسط وأنتم الدولة الرائدة فى البحر المتوسط ونعتبر أن موضوع الأمن السياسى والاستقرار فى المنطقة يجب أن يؤدى الى خلق سياسة موحدة لمواجهة المشكلات فى شرق البحر المتوسط والشرق الأوسط متأقلمة مع ظروف وحساسيات المنطقة وحينها يصبح التعاون مع مصر الآلية الأساسية لنجاح العملية».

وتابع الرئيس اليوناني أنه المعروف أنه منذ عام 2004 بدأت تطبيق سياسة جوار دول جنوب البحر المتوسط، وهذا البعد يتضمن 9 دول ليست أعضاء فى الاتحاد الاوروبى بما فيها فلسطين ويخص التنمية الاقتصادية والأمن، وأضاف: «الاتحاد الأوروبى بدأ فى 2008 يطبق سياسة منح اللجوء السياسي بالإضافة لمعاجلة موضوع الهجرة، وهذه السياسة الأوروبية تدل على أن للاتحاد الاوروبى حدودا، وهنا نرى مجالا كبيرا وواسعا لمحاربة الهجرة غير الشرعية، ونرى دولا أخرى ليست أعضاء فى الاتحاد الأوروبى ولكنها تلعب دورا متميزا وخاصا ورائدا فى البحر المتوسط وعلى رأسها مصر، خاصة تحت الظروف السيئة الأخيرة فى حالة مأساة جزيرة لممباتوزا ورودس، ونرى أنه من الضروري على الاتحاد الأوروبي أن يصرف الدعم والمعونة للدول التى تواجه هذه المشاكل وكذلك الدول المقابلة لها والتى تتواجد فى البحر المتوسط لأنها تواجه نفس المشكلة».

وقال إن التعاون الثلاثي القائم بين اليونان وقبرص ومصر سيؤدي لتحديد حدود المياه بين الدول الثلاث على أساس القانون الدولي والقانون الأوروبي، وأشير مرة أخرى إلى أن المنطقة الاقتصادية الخالصة لليونان وقبرص خاصة بالاتحاد الأوروبى بأثره، ونحن نشكر الطريقة النموذجية الممتازة التى تواجه بها مصر هذا الموضوع، على عكس دول أخرى تتسبب فى مشاكل عديدة أمام هذا الموضوع بالنسبة للتعاون الاقتصادى، لافتا الى أن اليونان تحتل المرتبة الرابعة من خلال 180 شركة يونانية و4 مليارات يورو تقريباً فى مصر وسوف يستمرون فى الاستثمار فى مصر لإعطاء صوت الثقة والتقدم، وعلينا أن نستمر فى التعاون فى مجالات العلوم والفكر والادب وأعتبر أن أساس التعاون يجب أن يكون الثقافة والحضارة قبل كل شيء آخر.

 

المصري اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى