الأخبار

الحكومة تفشل في أول اختبار «سيول»..

 

 

كل المؤشرات تؤكد فشل الحكومة في أول اختبار “سيول” فقبل بداية موسم الشتاء، ضربت موجة من الطقس السيء بعض المناطق، التى من المفترض أن تكون قد أتمت استعداداتها لموسم السيل، لكن الأزمة تفاقمت قبل أن تبدأ.
مصادر طبية أكدت مصرع 7 أشخاص على الأقل وإصابة 36 آخرين بسبب السيول التي اجتاحت مدينة رأس غارب بمحافظة البحر الأحمر صباح الجمعة 28 أكتوبر.
وجرفت المياه عشرات السيارات من الطرق وغمرت مئات المنازل في رأس غارب، كما سببت في إغلاق طريقين رئيسيين، من جهته قال محافظ سوهاج أيمن عبد المنعم لرويترز إن 6 أشخاص قتلوا وأصيب 20 آخرون عندما ضربت السيول الطريق المؤدي من المحافظة إلى محافظة البحر الأحمر.
وأضاف محافظ سوهاج إن حافلتين كبيرتين وثلاث سيارات انقلبت بسبب السيول، فيما تحدثت مصادر في المحافظة عن أن نحو 20 منزلا انهارت عندما ضربت مياه السيول قرية الحاجر.
على الصعيد نفسه نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية بيانا لوزارة الصحة المصرية الجمعة أكدت فيه مقتل شخصين صعقا بالكهرباء في الإسماعيلية بعد ارتفاع منسوب المياه بسبب غزارة الأمطار… فأين ذهبت استعدادات الحكومة؟ّ
ازدادت مخاوف المصريين من أن تتكرر سيناريوهات الأعوام السابقة، حيث شهد العام الماضي عدد من السيول التي تسببت في كوارث حقيقية في بعض المحافظات مثل الإسكندرية، والبحر الأحمر لولا تدخل القوات المسلحة في الوقت المناسب.
الدكتورة كوثر الحنفي، رئيس الإدارة المركزية للكوارث بوزارة البيئة، قالت إن لكل وزارة دور في أي كارثة تحدث في مصر، مثل كارثة سيول رأس غارب، مؤكده على أن دور وزارة الري هو وضع خطة للسيول، أما وزارة البيئة فمن شأنها التدخل في حالة تحرير أي مواد تضر البيئة جراء السيول، مثل التأثير على مصانع البترول وحدوث تلوث بترولي بالبيئة.
وأكدت رئيس الإدارة المركزية للكوارث لـ«اليوم الجديد» على أنه تم اتخاذ إجراءات إحتياطية لحماية المحميات من قبل وزارة البيئة منذ 24 أكتوبر، مشيرة إلى رفع درجة الإستعدادات بوزارة البيئة في جميع المحميات والفروع الإقليمية.
وأوضحت أنه تم التواصل مع لجنة الأزمات الموجودة في المحافظة والتابعة لوزارة البيئة لإتخاذ الإجراءات اللازمة، مؤكده على وجود تكاتف بين كل الوزارات والجهات المعنية لحل مشكلة رأس غارب، حيث تم التنسيق مع الهيئة العامة للبترول، لتوفير الإمكانيات والمعدات لمساعة المحافة في شفط المياة.
وأضافت الأرصاد كان لديها تنبؤات منذ 24 أكتوبر، وتم الإنذار بسقوط السيول على بعض المحافظات، إلا أنه بالفعل وقعت حوادث أدت لوفاة أشخاص،  مؤكدة على ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة قبل بداية موسم الشتاء.
النائب محمد تمراز، عضو مجلس النواب عن محافظة البحيرة، أكد أن السيول التي شهدها العام الماضي أدت إلى ضرر غير عادي وخسائر كبيرة، موضحاً أن حجم التعويضات كان 5% فقط، أي لا يناسب حجم الخسائر، خاصة في الزراعات، مشيرا إلى أن ما حدث في رأس غارب ينذر بكارثة حقيقية خاصة وأن استعدادات وزارة الري لم تتم على أكمل وجه، فمعظم المصارف في محافظة البحيرة تتجه إلى مصارف عمومية إلا أن المصارف العمومية تكون ممتلئة بالفعل بسبب زيادة الكثافة السكانية في المحافظة، مما يجعل الأمطار تتجمع على الطرق مما يؤدي إلى حوادث الغرق قائلا “لابد من وجود احتياطات في الصرف، والحرص على عدم تجمع المياة عند ميكنة رفع المياة وتحويلها إلى المصارف، حتى لا تحدث مثل هذه الكارثة، خاصة وأن أهم الزراعات تزرع في هذه الفترة”.
في نفس السياق السابق، قام الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري بمرافقة رئيس الوزراء المهندس شريف اسماعيل، بتفقد الأماكن التي تضررت من السيول بمنطقة رأس غارب، حيث داهمت المياه العديد من المنازل والمنشئات، وتعطل عدد من المرافق الخدمية بالمدينة.
أما الدكتور محمد عبد العاطي ففي بيان لوزارة الري، أكد أن الوزارة  قامت بتنفيذ حزمة من مشروعات الحماية بالصحراء الشرقية، تضمنت حماية مدينة سفاجا من مخاطر السيول، حيث تم إنشاء 5سدود، وقد امتلئت البحيرات أمام  الأربعة سدود الأولى  منها بالمياه، الأمر الذي أدى إلى تخزين نحو 2 مليون متر مكعب مياه كثمرة لحصاد مياه الأمطار والسيول، علاوة على حماية المدينة من مخاطر السيول الحالية.
ومن جانبه أكد  الدكتور سامح صقر رئيس قطاع المياه الجوفية على أن قطاع المياة الجوفية قام بتنفيذ أعمال حماية لمدينة القصير، شملت إنشاء 3 سدود إضافة إلى بحيرة صناعية، فضلا عن عملية إنشاء سد وادى أم سمرة جنوب البحر الأحمر لحماية مدينة مرسى علم من مخاطر السيول، وذلك بطول 170 مترا وارتفاع 10 أمتار ، فيما تبلغ قدرتة الاستيعابية 400 ألف متر مكعب من مياه السيول خلال الموسم الشتوى ، وبتكلفة تقدر بنحو 8 ملايين جنية، وكذلك  إنشاء بحيرة صناعية بوادى علم لحماية مدينة مرسى علم أيضًا من أخطار السيول بتكلفة  2,6 مليون جنيه، ومن المتوقع أن تحتجز  220 ألف متر مكعب مياه من السيول، وبلغت نسبة التنفيذ نحو 40% من إجمالي الأعمال.
وقام معهد بحوث الموارد المائية بإجراء دراسة لحماية مدينة رأس غارب والغردقة، حيث أوصت الدراسة بإنشاء بحيرة صناعية بوادي الدرب بتكلفة نحو 15 مليون جنيه وتم إدراجها بخطة الوزارة.
الموجز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى