بعد الإعلان عن الكشف الأثري الأول لعام 2021.. “بوابة الأهرام” ترصد مقابر الأسرات بسقارة

يؤكد المؤرخون والأثريون أن سقارة قبل الأسرة الثالثة 2780 قبل الميلاد لم تكن موجودة، حيث إن فراعنة مصر من الأسرة الأولى حتى عهد الملك زوسر كانوا يدفنون بمقابر خاصة بجوار معبد أبيدوس بالبلينا التابعة لسوهاج فى عصرنا الحالى .

وحين نقل الملك زوسر عاصمة الملك من صعيد مصر إلى منفيس أمر أن تبنى له مقبرة بجوار منف، وأن يعتنى بمرقده الأخير ،وقد واختار أمحوتب كبير وزرائه فى هذه البقعة وبنى الهرم المدرج، وكان بناية زوسر للملك المدرج هو مولد سقارة التى اشتق اسمها من اسم إله جبانة منف، الذي كان يمثل على شكل إنسان يحمل رأس صقر فى اعتقادات المصريين القدماء.

تنشر بوابة الأهم عددا من الآثار التابعة لبعض الأسر الفرعونية فى سقارة ، تزامنا مع إعلان وزارة السياحة والآثار، عن كشف أثري جديد بمنطقة سقارة ليكون أول كشف أثري يعلن عنه فى بدايات شهر يناير العام المقبل 2021م، وقال الأثري الدكتور زاهى حواس فى تصريحات إعلامية ،إن هذا الكشف الذي سيتم الإعلان عنه أوائل العام القادم سوف يلقي الضوء على جزء من تاريخ سقارة الذي لا نعرف عنه الكثير ،كما سيكشف النقاب عن أسرار جبانة الأسرة 18 و19 بمنطقة آثار سقارة .

الأثري محمد حسن جابر أكد فى تصريحات لــ”بوابة الأهرام ” إن سقارة يطلق عليها بأنها من أهم حقول الآثار لما تضمه من مقابر وأهرامات لعدد من الأسر الفرعونية ،وذلك منذ تعميرها عهد الدولة القديمة ، وقد ضمت عددا من المقابر المميزة فى الأسرة الخامسة مثل مقبرة تيى، وهى من أجمل وأروع المقابر فى الحضارة المصرية ، وقد اكتشفها الأثري مارييت بعد اكتشافه للسرابيوم بمدة زمنية قليلة.

من أشهر مقابر الأسرة الخامسة أيضا ،بتاح حتب ،كما يؤكد الأثري محمد حسن جابر حيث كان بتاح حتب رجلا ثريا وكان من المخلصين للملك وقد تقلد عددا من المناصب وكان يحمل لقب مراقب كهنة هرم الملك نوسرع، وتقول الأساطير عنه إنه كان فيلسوفا وقد اشتهر بحكمه وآدابه، وقد وجدت رسائله فى قرطاس أرسله بريس دافيد بعد اكتشافه للمكتبة الأهلية الفرنسية .

وعن الأسر الفرعونية الآخري التى تمثل الأسرات 18 و19 ومقابرها يقول الأثري جابر لــ”بوابة الأهرام ” إنها عديدة منها مقبرة نظيف اليد” تاح إم وياوالذي عاش في عهد كل من أخناتون (حوالي 1352 – 1336 ق.م) و توت عنخ آمون (1336 – 1332 ق.م.) ، ومقبرة مايا المشرف على الخزانة في عهد بالإضافة إلى موقع مقبرة حورمحب كان معد له قبل أن يصبح ملكا على مصر .

وأوضح حسن جابر أن مقابر جبانة “الدولة الحديثة” فى سقارة مكونة من جزأين: قسم مغلق تحت الأرض يضم حجرة الدفن ، والمقصورة التي يمكن الوصول إليها فوق سطح الأرض، حيث تم ممارسة تقديم القرابين لروح المتوفى. لكن ما يميز مقابر هذه الجبانة هو أنها ليست مصاطب ولا مقابر منحوتة في الصخر، ولكنها مقاصير قائمة بذاتها تعرف باسم “المقبرة المعبد”. أما المقابر الأكبر حجماً، فكان يتم دخولها عبر صرح حجري يؤدي إلى فناء مفتوح يتقدم مقصورة المقبرة. وفي بعض الأحيان كانت المقصورة هريم صغير يرمز إلى إعادة الولادة والبعث. ويضم الفناء المفتوح بئر دفن يوصل إلى حجرة الدفن تحت الأرض.