الأخبار

يااااه.. 60 سنة بتنقى سمسم يا «عم حسين»

160

 

 

بجسده النحيل وجلبابه الذى تتعلق فيه شوائب السمسم، الذى يقوم بتنقيته، يقف عم حسين يونس، محاولاً أن يستجمع قواه ليهز الغربال الكبير المحمل بالسمسم، ساعات طويلة يقضيها الرجل المسن الذى تجاوز الثالثة والسبعين من عمره، على هذا الوضع، يبدأ أولاً بغربلة السمسم لينقيه من جميع الشوائب ثم يجمعه فى أجولة، ويجمع الشوائب فى أجولة أخرى، وتستخدم هذه الشوائب كعلف لتغذية الماشية، 60 عاماً تسير حياة «عم حسين» على هذا النحو، حيث يعمل فى هذه المهنة منذ كان عمره 13 عاماً، لم يعرف الراحة يوماً: «طول عمرى شقيان وخلاص اتعودت على كده، ولو ربنا عطانى عمر هفضل شغال لحد ما أموت».

عدة كيلومترات يقطعها «عم حسين» يومياً من قريته «الدير» فى مركز إسنا بالأقصر، حتى يصل إلى حقول السمسم فى القرى المجاورة له، وأحياناً فى قرى بعيدة عنه: «الحمد لله ربنا قوينى، وبحس وأنا شغال إنى شاب عنده 20 سنة مش عجوز عدى الـ70».

الشعر الأبيض الذى غطى رأسه، وملامحه التى يغطيها تراب السمسم، ويداه اللتان أصبح يحركهما بصعوبة وهو يقوم بهز الغربال لم تجعل «عم حسين» يفكر يوماً فى ترك المهنة: «مش بقولك حاسس إنى لسه شاب صغير».

لم يخرج الرجل العجوز خارج حدود محافظة الأقصر إلا مرة واحدة فى حياته، عندما ذهب إلى محافظة أسوان لزيارتها: «مرة واحدة فى حياتى رحت أسوان، وقلت يا غربتى، أنا زى السمك ماعرفش أطلع من المية وليا 16 سنة مارحتش غير حقول السمسم عشان شغلى، غير كده أنا مش فاضى ولا عندى وقت للخروج ولا السفر».

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى