الأخبار

عبدالوهاب عن ليلى مراد

 

257

نادرًا ما يتحدث موسيقار الأجيال، محمد عبدالوهاب، عن فنان أو فنانة غنت من ألحانه، لكن يبدو أن صوت ليلى مراد الشجي جعله لا يكتفي بالتلحين لها، بل زاد محبيه بيتًا بالكتابة عنها.

وفي فبراير 1949، تحدث عبدالوهاب على صفحات مجلة الكواكب عن ليلى مراد، ووصفها بأنها «تلميذته»، واعترف بتقديمه ألحانًا لها من لون جديد، لا لشئ سوى لإرضاءً شخصيتها العاشقة للابتكار، كما لم يخف الحديث عن شطارتها كـ«ست بيت» في المطبخ، وقال عبدالوهاب في مقاله:

كثيرًا ما يختلط الأمر على المستمع في التفرقة بين أصوات غالبية المطربات لقرب التشابه بينها جميعًا، ولكن من السهل عليه معرفة وتمييز صوت المطربة ليلى مراد بمجرد الاستماع إليها لأول وهلة، فهو صوت ذو لون خاص، وذو طابع لا نظير له، مما يجعل لها شخصية فنية مستقلة كل الاستقلال.

ومن الغريب أن ليلى عندما تحفظ لحنًا جديدًا لا تتقيد كثيرًا بما يلقنها الملحن من أنغام، وإنما تتصرف في حدود صوتها وحس اللون الذي ترتاح له، ولكن دون أن تخرج عن هيكل اللحن، الذي وضعه الملحن، وربما يعتبر البعض هذا التصرف منها عيبًا، ولكنني أعده ميزة كبيرة فيها، لأنها بذلك تفتح أمام الملحن أفاقًا جديدة في اللحن يحس في دخيلة نفسه أنه كان يقصدها فعلًا ويعجب كيف غاب عنه ذلك في أول الأمر.

إن ليلى ذكية وسريعة الفهم وتدرك تمامًا ما يقصده الملحن، فتحس باللحن وتعيش فيه، وتضفي عليه من لونها ما يزديه وضوحًا وجمالًا.

هذه هي تلميذتي المطربة ليلى مراد، أما السيدة ليلى مراد، فأعتقد أنها لا تقل عنها قوة في الشخصية واعتدادًا بالنفس.

وأبرز ما في ليلى أنها دائبة التغير والتحول، ولا ترضى أبدًا بأي وضع هي فيه، لذلك أجبرت زوجها أنور وجدي أن يرسم لها شخصية جديدة مبتكرة لتظهر بها في فيلم «غزل البنات»، كما أجبرتني أنا لأن ألحن لها ألحانًا جديدة وأضع لها موسيقى خاصة من لون جديد.

ويعجبني فيها أنها «ست بيت» من الطراز الأول وأنها تجيد تدبير كافة شؤون البيت في همة ونشاط ودقة تثير الدهشة، فهي تعتني بصينية البطاطس كما تعتني بنغمة السيكا، وتتناقش في زمن حزمة البقدونس كما تتناقش في ثمن البالطو «الاستراكان».

 

الموجز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى