الأخبار

داعش صناعة امريكية

 

 

277

أكد اللواء محمد علي بلال، مساعد رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، قائد القوات المصرية في حرب الخليج الثانية. 

أن دخول أمريكا العراق،كانت هى ضربة البداية الأمريكية لتنفيذ مخططها لتقسيم الدول العربية ثم تفتيتها لاحقا بما أطلق عليه اسم ثورات الربيع العربي..مشيرا إلى انه مع بداية الغزو العراقي كانت هناك 11 دولة عربية مؤيدة لقرار صدام بالغزو بينما رفضته 10 دول عربية أخرى وهو ما كان أول ظهور حقيقي لبذرة الانقسام العربي بالمنطقة موضحا أن أمريكا هي التي أوعزت للصدام بغزو الكويت ثم تخلت عنه. 

وأشار بلال إلى أن صدام حسين كان ينوي الانسحاب من الكويت.

وقال ولقد كنت شاهدا بنفسي على هذه المباحثات وناقشت طلب الانسحاب العراقي مع الجانب الامريكى فى مباحثات سرية، ورد على وقتها قائد القوات الأمريكية شوارتسكوف قائلا : حتى لو انسحب الجيش العراقي فسنكمل ضرب العراق ..مضيفا انه إذا أراد الانسحاب فلينسحب الجيش العراقي سيرا على الأقدام إمعانا في تدميره، وخرج شوارتسكوف للإعلام وقتها يقول إن قرار صدام بالانسحاب غير مقبول ما لم يسلم الجيش العراقي أسلحته ومعداته وينسحب جنوده عزلا.

وفهمت فورا بعد هذا الرد أن أميركا لم يكن هدفها الفعلي هو تحرير الكويت بل تدمير القوة العسكرية العراقية، وأنها قامت بالضغط على الدول العربية من أجل الحصول على غطاء شرعي لتنفيذ مخططها وهو تدمير العراق وتحديدا بنيته التحتية ومنشآته. 

والاهم من ذلك هو تدمير أحد أكبر القوى العسكرية بالمنطقة من خلال استدراج القوات المسلحة العراقية التي هي بمثابة شوكة في حلق إسرائيل ومن ثم، التمهيد لاحقا لاحتلال العراق وإنهاء قوته العسكرية التي كان يعمل لها ألف حساب.

وقال بلال إن أميركا أرادت أن تظهر أمام العالم على أنها قوة عظمى تعمل في إطار الشرعية الدولية، وكانت القوات العربية هي الغطاء الشرعي لهذه الحرب. فاعتمدت على مصر وسوريا تحديدا على الرغم من العداء القائم بين سوريا وأميركا، وذلك لما لهما من ثقل في المنطقة العربية وإضفاء للشرعية على عملها..

مشيرا إلى أن الدول العربية اشتركت في هذه الحرب بـالأمر المباشر وهددت أميركا الدول العربية التي ستمتنع عن المشاركة، بأنها ستصنف على أنها دولة معادية لأميركا.

وأشار قائد القوات المصرية في حرب الخليج الثانية أن مبارك قد تعرض لضغوط أمريكية خلال هذه الفترة، خاصة أن الحل الودي بين الكويت والعراق كان ممكنا، وقال أن دليلي على ذلك هو خطاب مبارك في يوم 6 أغسطس بعد الغزو و الذي منع بثه تماما بعد ذلك وكان يحتوى على جملتين واضحتين، لا تقبل الشك حول الموقف المصري عندما قال : الكويت غلطت والعراق غلطت، وإحنا كعرب ممكن نجلس مع الطرفين الكويتي والعراقي لأننا إخوة، ونحل هذا الموقف بيننا كعرب بالتعاون مع جامعة الدول العربية.. ولكن هذه اللهجة، التي لم تكن على الهوى الأميركي واعتبرت مضادة لسياساتها الهادفة لاحتلال العراق، تغيرت تماما في اليوم التالي مباشرة، وخرج مبارك يتحدث في خطاب جديد عن العدوان العراقي على الكويت ويدينه


مضيفا أن ما حدث بعد ذلك هو الدفع بالقوات العربية «مصر وسوريا والسعودية» للدخول إلى الكويت للتحرير، في حين اتجهت القوات الدولية بقيادة «أميركا وفرنسا وبريطانيا» إلى العراق، وظلوا في المنطقة الجنوبية بها (البصرة) ثلاثة أشهر كاملة.. ثم قاموا بالانسحاب المفاجئ بعد أن أمنوا الشيعة هناك للعمل ضد صدام، ومن ثم زرعوا فتنة داخلية ورحلوا..واعتمدوا على هذه الجبهة الداخلية، التي ظنوا أنها ستعمل معهم، في غزو العراق عام 2003.. ولكن خاب ظنهم، لأن الشيعة لم يخونوا بلدهم ولا صدام وتم الغزو بحجة ثبت إنها كاذبة لاحقا وهى امتلاك العراق لأسلحة نووية وكيميائية ثم قامت أمريكا بتسريح الجيش العراقي بشكل غريب حيث تركت الجنود والضباط يغادرون بأسلحتهم كاملة و في عام 2011 انسحبت القوات الأمريكية تاركة خلفها 20 ألف جندي امريكى بحجة تدريب الجيش العراقى وبدأت بعدها ثورات الربيع العربي والتفتيت المتقن للشعوب العربية بواسطة أبناؤها 

وحول سكوت الولايات المتحدة أمام جرائم تنظيم داعش في العراق وسوريا قال إن هذا التنظيم الارهابى هو صناعة أمريكية كاملة فالمتابع للولايات المتحدة خلال السنوات الماضية يعرف جيدا كيف تتصرف عندما كانت تحرق كنيسة في مصر أو في دولة عربية أو حتى عند تعرض مسيحي للاضطهاد ولكنها تقف الآن صامته بشكل مفضوح أما حرق الكنائس وذبح المسيحيين فى العراق وسوريا وهو ما يعنى رضاؤها عن هذه التصرفات التي تخدم مصالحها وأهدافها.

 

 

اخبار اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى