الأخبار

هنا تعلّم الملوك..

48

تضم مدينة الإسكندرية عدداً كبيراً من المدارس ذات الأصول التاريخية، لكنها تعرضت للإهمال كمدرسة ليسيه الحرية، التى وضع حجر أساسها القنصل الفرنسى، وبدأ إنشاؤها عام 1909 وافتتحت فى 1913، وأقيمت مبانيها على أرض مهداة من بلدية الإسكندرية بمنطقة الشاطبى، وكانت المبانى على شكل مربع ناقص ضلع، خصص الجزء الأيمن فيه للبنات والأوسط للإدارة والأيسر ابتدائى أمامه قسم البنين، كما تضم أجهزة معامل وتليسكوبات أثرية وآلات موسيقية، ومسرحاً يعد أحد أهم المسارح بالإسكندرية تتصدر واجهته جدارية تحمل اسم (طرح البحر) على مساحة 86 متراً، كما تضم ملعباً لكرة القدم من النجيل الطبيعى، وملعب كرة سلة وملعب هوكى، وصالة للألعاب الرياضية. لكنها الآن تهدد حياة التلاميذ، وتتعالى صرخات أولياء الأمور لإنقاذهم.

الفرنسيون أنشأوا مبنى خدمات يحتوى على 40 حماماً والمصريون هدموه وتركوا مبنى الإعدادى والثانوى دون حمام

هذه المدرسة العريقة حرص الرئيس الراحل جمال عبدالناصر على ضمها مع جميع مدارس الإرساليات الأجنبية إلى وزارة التربية والتعليم تحت مسمى المعاهد القومية حتى لا يضيع التراث الأثرى للمدرسة، لكن المدرسة تعانى حالياً من مشاكل عديدة وتتعرض مبانيها حالياً للمشاكل بسبب عدم الترميم. ومن أهم المشاكل التى تحيط بالمدارس فى الوقت الحالى، المبانى المتهالكة، التى لم يتم ترميمها، بالإضافة إلى هدم مبنى الخدمات الذى يعد بناء أثرياً، بالإضافة إلى حفر فى البدروم أسفل قسم البنات، مع تغيير وخلع الشبابيك القديمة وأبواب الفصول فى مبنى الإعدادى والثانوى لإظهاره فى ثوب جديد حتى يصلح لقسم دولى IG.

وبنى الفرنسيون مبنى للخدمات أمام مبنى الإعدادى والثانوى به 40 حماماً، إلا أن هذا المبنى تم هدمه وترك مبنى الإعدادى والثانوى بدون حمامات، فى الوقت الذى كان يتم فيه خلع الشبابيك والنوافذ والأبواب، وقامت الشركة بعد هدم المبنى بإنشاء حمامات مؤقتة بديلة سيئة وغير صالحة للاستخدام. وسقط سقف فى حجرة المدرسات بقسم الابتدائى الإنجليزى، وهو قسم يحتاج إلى ترميم وصيانة وبه 3 فصول بهذا الشكل.

مدرسة «فيكتوريا كوليدج» تعد من أقدم وأعرق المدارس الإنجليزية بالإسكندرية، تم تشييدها على مساحة 14 فداناً، عام 1902 بقرار من الحاكم البريطانى لمصر فى ذلك الوقت «إيفيريل بارنينج» وخصصت الدراسة للجنسين، وأطلق عليها فيكتوريا نسبة لملكة بريطانيا. لكنها وصلت لحالة سيئة، فرغم فخامة المبنى فإن الخدمات والمرافق باتت متهالكة، المقاعد محطمة والحمامات كالخرابات وهو ما يصدم أولياء الأمور لدى دخولهم، فالرائحة الكريهة تملأ كل ربوع المدرسة، والألفاظ والعبارات المسيئة والخارجة تملأ الحوائط، ما أشعر الأهالى بأنها مثل المدارس الحكومية.

بدأت المدرسة فى اتباع أسلوب تعليمى متميز هو المتبع بالإمبراطورية البريطانية فى ذلك الوقت، ورفضت تعليم نشاطات دينية سواء الدين الإسلامى أو الكنسى، واشتهرت الكلية بين طبقات الملوك والأمراء والمشاهير والفنانين وأبناء الأسر الحاكمة فى العالم العربى والأوروبى، وأطلق عليها «إيتون الشرق» تشبهاً بكلية «إيتون» البريطانية التى تخرج فيها 18 رئيس وزراء بريطانياً ومجموعة من القادة والحكام.

ومن أشهر خريجى فيكتوريا كوليدج ملك الأردن الحسين بن طلال، وسيمون الثانى ملك بلغاريا، والفنانون أحمد رمزى وعمر الشريف وسمير صبرى، والمخرج يوسف شاهين والإعلامى عمرو أديب، ومجموعة من الأمراء والملوك العرب. وبدأ أولياء الأمور العام الدراسى الحالى بعمل وقفات احتجاجية تنديداً بمستوى الفصول المتدنى فالتراب يغطى الفصول، والمسامير تحيط بمقاعد الطلاب ودورات المياه لم يتم تنظيفها منذ نهاية العام الماضى، وقررت إدارة المدرسة تأجيل الدراسة لمده أسبوع للانتهاء من أعمال النظافة. كما حررت إحدى أولياء الأمور محضراً ضد إدارة المدرسة رقم 104 لسنة 2013 بقسم المنتزه أول، لاستخدام المدرسين الضرب المبرح ضد نجلها.

أما مدرسة النصر للبنين (بالإنجليزية: EBS) فهى مدرسة عريقة بالإسكندرية، أنشئت عام 1929، باسم «المدرسة البريطانية للبنين – BBS» وتم تغيير الاسم بعد قيام الثورة عام 1952 وتعتبر من أشهر المدارس التابعة للمعاهد القومية بالإسكندرية، تخرج فيها العديد من أوائل الثانوية العامة، من بينهم الدكتور أحمد نظيف رئيس وزراء مصر السابق.

كلية النصر للبنات، واحدة من أقدم وأعرق المدارس، افتتحت سنة 1935 فى فيلا بزيزينيا ثم انتقلت بعد سنتين إلى موقعها الحالى بالشاطبى، ومن خريجى المدرسة الملكة صوفيا ملكة إسبانيا. وتعانى كلية النصر فى الوقت الحالى، من انحدار مستوى العملية التربوية والتعليمية بشكل عام، إذ تزايدت شكاوى أولياء الأمور والطلاب من استمرار تدهور الأوضاع دون تدخل المسئولين.

كلية النصر فى الإسكندرية

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى