الأخبار

أسباب علاقة “مصر” بخسارة تركيا العضوية

141

 

أظهرت نتيجة التصويت في انتخابات العضوية غير الدائمة بمجلس الأمن، والتي جرت اليوم 16 أكتوبر حجم الخسارة التي تكبدتها الدبلوماسية التركية من جراء السياسة الحمقاء والمواقف التي يتبناها الرئيس التركي رجب أردوغان.
وتعود أسباب الخسارة إلي أنه حينما تترشح دولة لعضوية مجلس الأمن لابد أن تكون دولة ذات تأثير إقليمي واضح، تتمتع بعلاقات جيدة مع الدول في محيطها الإقليمي، وذلك حتى تتمكن من حصد الأصوات التي تمكنها من الفوز بهذا المقعد والاضطلاع بهذا الدور الهام في حفظ السلم والأمن العالميين، وبالنظر إلى مدى توافر هذه الشروط على تركيا يمكننا منذ الوهلة الأولى أن ندرك حجم التدهور الذى آلت إليه العلاقات التركية مع معظم جيرانها، فحدث ولا حرج عن سوريا والعراق والإمارات وإيران وقبرص واليونان ومصر وغيرها، وهو ما يرجع إلى موقف الرئيس التركي الذي نصب من نفسه وصياً على المنطقة وتصور أنه بإمكانه أن يستعيد أيام الخلافة العثمانية، ولعل التدهور الشديد في العلاقات بين مصر وتركيا خلال العام المنصرم لهو خير دليل على ذلك، فحينما تستهين بإرادة الشعب المصري وتصر على معاداة أكبر دولة عربية وأهم دولة في محيطها الإقليمي فعليك أن تتحمل عواقب هذه السياسة الهوجاء.
ويعد الجانب الأبرز في هذه الواقعة هو ما يتعلق بالدور التركي في الحفاظ على السلم والأمن على الصعيدين الإقليمي والدولي، فكيف لدولة تواجه اتهامات بالأدلة الدامغة حول صلاتها الوثيقة بالتنظيمات الإرهابية ودعم الجماعات المتطرفة في دول المنطقة أن تسعى لنيل مقعد في مجلس الأمن المنوط أساساً بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين ومحاربة هذه الجماعات؟ حقيقة أعتقد أن فوز تركيا بهذا المقعد كان ليمثل كارثة على المنطقة، ويبدو أن المجتمع الدولي يعي جيداً لحقيقة التحركات التركية في هذا الصدد وهو ما أدى إلى هذه الهزيمة الموجعة.
وتعد الهزيمة النكراء التي تلقتها تركيا في هذه الانتخابات وحصولها على ستين صوتاً فقط في مقابل حصول إسبانيا على 130 صوتاً فقط، رسالة واضحة لكل مواطن تركي بأنه قد آن الأوان للمراجعة، وأن هناك خطأ ما في السياسة الخارجية لابد من تقويمه، فهذا الرئيس التركي الذي كان يتحدث إبان رئاسته للحكومة عن دولة بلا مشكلات، أصبحت تركيا تفقد معه صديقاً تلو الآخر، بل وتفقد من رصيدها الدولي يوماً بعد يوم، ومما لا شك فيه أن استمرار الدولة التركية في هذا النهج سوف يكسبها مزيداً من الأعداء حتى قد نصل فيه إلى اليوم الذي قد تصبح فيه تركيا دولة بلا أصدقاء.

 

 

 

الفجر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى