الأخبار

مبان فارهة..

134

اقتصر تطوير المنظومة الصحية فى المنيا على تجديد المنشآت فقط، واستمر تردى الأوضاع فيما يخص نقص الأجهزة والأدوية وسوء معاملة، وعجز الأطباء، وتفشى الإهمال فى كل المستشفيات سواء التابعة للجامعة أو الصحة.

فى القرى يشتكى الأهالى من تحويل الوحدات الصحية إلى وحدات طب أسرة، رغم أن أغلب المترددين على تلك الوحدات من البسطاء، وهو ما أكده عامر محروس، من سكان قرية زهرة، مشيراً إلى أن الغلابة يواجهون الموت البطىء بسبب بُعد المستشفيات العامة عن أماكن إقامتهم، وعدم توافر وسائل المواصلات ليلاً لنقل الحالات الطارئة، لافتاً إلى أن كل وحدة صحية تخدم أكثر من 70 ألف نسمة، معظمهم من الفلاحين، وعادة ما يتعرضون للإصابة بلدغ الحشرات أثناء عملهم فى الحقول، كما أن أمصال العقارب والثعابين غير متوافرة بالوحدات الصحية فى القرى، فضلاً عن وجود نقص حاد فى الأدوية وخاصة المضادات الحيوية. وأكد يسرى حماد، أحد الأهالى، أن جميع المستشفيات بالقرى تواجه إهمالا جسيماً، لافتاً إلى تحول مستشفى قرية زهرة، الذى تم إنشاؤه على مساحة 3 أفدنة، إلى خرابة ومأوى للكلاب الضالة والحشرات، وأوضح حسين رجب عبدالصالحين، ممرض بالصحة، أن 70% من الحالات التى تتردد على المستشفيات العامة، يتم تحويلها للمستشفيات الجامعية بسبب عدم توافر الإمكانيات، وعندما يتعرض المريض لإهمال بمستشفيات الجامعة يبرر المسئولون جريمتهم بأنها مستشفيات تعليمية، مشيراً إلى أن عدم وجود الأطباء بشكل منتظم أصبح مشكلة يواجهها المرضى فى جميع المستشفيات، ففى مستشفى الرمد على سبيل المثال، يوجد عجز شديد فى الأطباء ولذلك فإن الكشف على المرضى يكون ظاهرياً، فضلاً عن نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، والاعتماد على أصناف معينة من الأدوية غير فعالة ومنها «يوتاسين 1.5 جرام» و«ستيجم 1 جرام»، وجميعها مضادات حيوية، كما يتم صرف أدوية مرضى الكبد بـ«الكوسة»، على حد قوله.

المرضى يشكون من سوء المعاملة وعجز فى التمريض

وأشار إبراهيم ثروت، موظف بالأوقاف، إلى أن المعاملة سيئة بمستشفى المنيا العام، فالأطباء لا يوقعون الكشف على المرضى بعناية، وعلى الرغم من تفشى الإصابة بمرض الالتهاب الكبدى بالمحافظة، لا توجد أقسام لعلاج مرضى الكبد بالمستشفيات العامة، كما أن الأطباء يهتمون بعياداتهم الخاصة على حساب مستشفيات الحكومة، فيما تعانى مستشفيات الحميات من نقص شديد فى المضادات الحيوية، رغم تردد الكثير من الأطفال والرجال والنساء يومياً بسبب إصابتهم بالإجهاد الحرارى، وتكتفى المستشفى بصرف مسكنات غير فعالة لعلاج تلك الحالات، وأشار رمضان أحمد، أحد أهالى المدينة، إلى أن أطباء الحميات يوقعون الكشف على المرضى بعد مرور ساعات على وجودهم بالمستشفى، من جانبه تعهد اللواء صلاح الدين زيادة، محافظ المنيا، بإعادة توزيع الأطباء على المستشفيات والوحدات الصحية بهدف سد العجز فى بعض الأماكن التى تعانى من نقص شديد، كما وافق على رصف الطريق المؤدى إلى مستشفى جراحات اليوم الواحد بمركز سمالوط تيسيراً على المرضى.

وقال الدكتور نصيف الحفناوى، وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، إن مستشفيات الصحة تشهد اهتماماً وتطويراً مستمراً، حيث تم تطوير أقسام العناية المركزة والمبتسرين وقسم العمليات بمستشفى المنيا العام، وتطوير 6 أقسام بمستشفى أبوقرقاص المركزى، وتم تخصيص مبلغ 130 ألف جنيه لتجديد وتطوير مستشفى الشيخ فضل لتحويله إلى مستشفى طوارئ، وإحلال وتجديد عدد 23 وحدة طب أسرة.

وقال الدكتور جمال الدين على أبوالمجد، رئيس جامعة المنيا، إن المستشفيات الجامعية فى مرحلة انتقالية يتم فيها تحديث اللوائح والأنظمة الإدارية لبناء منظومة متكاملة وتغيير الهيكل الإدارى لقسم الطوارئ واستغلال الكوادر الجيدة داخل المستشفيات الجامعية من أطباء وتدريبهم وتأهيلهم.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى