الأخبار

عمارة «النهضة»: بواب مؤهل عالٍ وشبكة صرف مبتكرة.. نهضة دى ولاّ مش نهضة؟

 

كتب : سارة سند

هناك فرق كبير بين النهضتين، فإذا كان كثير من المتابعين للمشهد السياسى اكتشفوا أن مشروع الإخوان الإسلامى الذى يحمل اسم «النهضة» مجرد سراب ليس له وجود على أرض الواقع، فإن النهضة كمشروع حضارى تحقق بالفعل اسما ومسمى فى عمارة «النهضة» الكائنة فى 37 شارع عماد الدين.

العمارة التى بنيت فى عهد ثورة يوليو 1952 على يد السعودى محمد سليمان العنبر، استوحت تصميماتها من الطرازين الفرنسى والإيطالى حيث درجات السلالم الواسعة و«الدرابزين» النحاسية والأسقف المرتفعة.

سكان عمارة «النهضة» هم خليط من أهل الفن والسياسة والعلم، حيث سكنها الصفوة فى الماضى، ولا تزال بعض ملامحهم موجودة فى المكان من خلال لوحة أو علامة أو صندوق بريدى يستقبل عشرات الرسائل منذ سنوات عدة دون تلقى أى رد بسبب هجرة أغلب السكان إلى شقق أخرى، فرغم المكان الراقى الذى كانت تحتله العمارة فى خمسينات وستينات القرن الماضى، فإن «النهضة» تحولت إلى فوضى، ولا يمكن للساكن بلوغ مدخل العمارة إلا من خلال المرور على عشرات الباعة الجائلين الذين يفترشون الشارع.

«دليل نهضة العمارة إن أنا معايا مؤهل عالى وبشتغل بواب هنا.. لأن السكان بيحبوا يتعاملوا مع المتعلمين الفاهمين» يقولها وليد عمران -حارس العمارة- بفخر شديد، ويحكى جزءا من تاريخ العمارة: «نور الشريف ليه مكتب فى العمارة، والمطربة سعاد مكاوى كانت ساكنة هنا، وكمان صلاح ذو الفقار وشادية، ووالد سوزان مبارك كانت عيادته هنا برضه». «عمران» يقول إن شقق العمارة مؤجرة بالنظام القديم وسعر إيجار الشقة لا يتجاوز 10 جنيهات.

«النهضة» فى هذا المبنى تتجسد فى معناها الحقيقى، ليس فقط فى حارس العقار الحاصل على مؤهل عال ولكن أيضاً فى شبكة الصرف الصحى المتطورة التى ظلت لسنوات طويلة تعمل بكفاءة ولم تتهالك رغم قدم العمارة.

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى