الأخبار

موقف الأمير «المنسي» في ثورة 30 يونيو

ترتبط الصورة الشهيرة لبيان عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، في أذهان المواطن العربى والمصري بثورة 30 يونيو وما نتج عنها من تحولات على الساحة السياسية المصرية.

مع حلول الذكرى السنوية وانطلاق احتفالات الثورة التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان بشكل دوري، تبدأ وسائل الإعلام في إعادة نشر كما هائلا من الصور المرتبطة بالحدث، وتغفل – بدون قصد – نشر صورة رجل يعد من أبرز الداعمين لهذه الثورة، والتي نجحت تحركاته في إنقاذ مصر من التحول إلى سوريا جديدة معزولة عن العالم الخارجى.

البطل الذي لم يظهر في صورة بيان العزل يوم 3 يوليو 2013، هو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي الأسبق، الملقب بـ”عميد الدبلوماسية العربية”، والذي رحل عن عالمنا في الـ 9 من يوليو عام 2015.

وقدر للأمير الراحل أن يشهد أثناء وجوده في منصبه انهيار الأنظمة العربية الواحدة تلو الأخرى، على خلفية أحداث الربيع العربى، ولما يملكه الرجل من خبرة سياسية ودبلوماسية مكنته من فهم مخاطر تمكين الإخوان من حكم مصر وخطورة الأمر على المنطقة برمتها، فقد كان داعما رئيسيا لثورة 30 يونيو.

وبطبيعة مكانته الدولية إبان حكم الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، استطاع بالتهديد الدبلوماسي إيقاف خطر أوروبي داهم على مصر بفرض عقوبات غربية عليها، تحت مزاعم شرعية مرسي واعتبار الثورة الشعبية على حكمه انقلابا عسكريا وفض اعتصامي “رابعة” و”النهضة” بالقوة.

وخلال تحركاتها لمساندة ثورة الشعب المصري خارجيا، وقف عميد الدبلوماسية العربية الراحل داخل قصر الحكم الفرنسي “الإليزيه” يوم 18 أغسطس 2013، معلنًا رفضه القاطع لأي إجراءات عقابية ضد القاهرة.

وقال خلال مؤتمر صحفي له هناك: “من أعلن وقف مساعداته لمصر أو يلوح بوقفها، فإن الأمة العربية والإسلامية غنية بأبنائها وإمكاناتها ولن تتأخر عن تقديم يد العون لمصر”، مشيرا إلى أن هذه المواقف التي تتخذها الدول الغربية ضد مصر إذا استمرت لن ننساها ولن ينساها العالم العربي والإسلامي”.

ورضخت فرنسا أمام لغة الفيصل الحاسمة، وأعلنت اتفاقها مع المملكة على منح خارطة المستقبل في مصر فرصة لتحقيق الأمن وإجراء انتخابات مبكرة.

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية آنذاك، إن الأمير سعود الفيصل قال خلال اللقاء إنه «يفهم تماما أن حرية التظاهر حق مضمون» في القانون الدولي، إلا أنه شدد على أن «على المتظاهرين في المقابل أن يلتزموا بعدم المساس بحياة المواطنين الآخرين وبالأملاك، وبعدم استخدام العنف».

وتابع الأمير: «ليس بالأمر البسيط أن ينزل 30 مليون مصري إلى الشارع طالبين من سلطاتهم ضمان أمنهم وتنظيم انتخابات مبكرة».

فيتو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى