الأخبار

تفاصيل ذبح الطفل «غريب»

10

 

 

شفت عمو كوشه وهو بيقطع رقبة أخويا غريب وبيضربه في بطنه بالسكين»، هذه الكلمات نطق بها الطفل سمير أشرف غريب، الذي لم يتجاوز عامه السادس عقب إفاقته من الصدمة العصبية، وهو يصف تفاصيل الجريمة البشعة التي هزَّت قرية محلة روح بالغربية والتي راح ضحيتها شقيقه الأكبر الطفل «غريب» البالغ من العمر تسع سنوات.

شرح الطفل «سمير» تفاصيل التمثيل بجثة شقيقه لضباط المباحث وفريق النيابة العامة عقب الجريمة، قائلاً إنه اختبأ خلف باب غرفة النوم عندما شاهد جاره «رضا.م» وشهرته أبوصلاح كوشه وشخصًا آخر، لكن شقيقه «غريب» حاول منعهما من سرقة مبالغ مالية خاصة بوالده، فأمسك المتهم «كوشه» برقبته وقطعها بالسكين، بينما أمسك الثاني بيديه، وبعدها بقرا بطنه حتى خرجت أحشاؤه، وفتحا باب الدولاب وسرقا 10 آلاف جنيه وهاتفًا محمولًا»، وكشفت التحقيقات فيما بعد أن المتهم الثاني يدعى «عزت.ص».

شهادة الطفل لم تكن دليلًا قويًا للمباحث أو النيابة العامة التي قررت إخلاء سبيل المتهمين لعدم كفاية أدلة الاتهام، لكن الغريب أن قرار النيابة جاء قبل وصول تقرير الأدلة الفنية المعاونة وأبرزها تقرير الأدلة الجنائية الخاصة برفع البصمات من مسرح الجريمة ومطابقتها مع بصمات المتهمين لتحديد هوية المجرم، تلك الجريمة التي وقعت تفاصيلها منذ شهرين ولم تزل الأسرة تبحث عن حقها الضائع ودم ابنها المهدر.

«الوطن» التقت والد الطفل «غريب»، الذي بدأ حديثه متعجبًا من قرار النيابة العامة بإخلاء سبيل المتهمين، قائلًا إن نجله الصغير «سمير» كان شاهد الجريمة الوحيد، وأنه شرح تفاصيلها المأساوية للشرطة والنيابة، وتمكن من التعرف على المتهمين من بين 25 متهمًا عرضتهم مباحث مركز شرطة طنطا عليه أكثر من مرة، وبالرغم من هذه الشهادة اتخذت النيابة قرارها الصادم بإخلاء سبيل المتهمين، فضلًا عن أن تحريات المباحث لم تُدِن المتهمين، وتابع الأب: على المباحث القبض على من قتل نجلي ومثَّل بجثته بهذه الطريقة البشعة، إذ لا يزال طليقًا منذ ارتكاب الجريمة قبل 60 يومًا.

وأضاف الأب أن طريقة التمثيل بجثة نجله الطفل غريب تمت بطريقة يصعب وصفها، الأمر الذي أدى إلى سريان حالة من الاستياء بين أهالي القرية الذين شاهدوا الجريمة وقرروا الانتقام من المتهمين ومطالبة الشرطة والنيابة بالكشف عن منفذي الجريمة وتقديمهم للمحاكمة بشكل عاجل نظرًا لبشاعة الجريمة التي ارتكبت بحق طفل.

وتابع أن الجريمة حدثت فجر أول يوم في شهر يوليو الماضي، وأنه علم بها أثناء وجوده في منزله الجديد تحت الإنشاء الذي يبعد أمتارًا قليلة من المنزل المستأجر الذي حدثت فيه الجريمة، إذ حضر نجله الصغير «سمير» مفزوعًا لم يتمالك نفسه من البكاء وقال له: «أبوصلاح كوشه ضرب أخويا غريب بالسكين وخد الفلوس من الدولاب وهرب».

من جانبه، قال المحامي أحمد جمال صبيح، إن تقرير الطب الشرعي كشف عن بشاعة الجريمة التي تعرَّض لها الطفل غريب، إذ تبيَّن أنه تعرَّض لقطع كبير في الرقبة وطعنات في الصدر وبقر في البطن تسبب في خروج أحشائه وطعنات بالكتفين والذراع اليمنى.

وأضاف صبيح، أن شهادة الطفل الصغير «سمير» من أقوى أدلة الإدانة ضد المتهمين لأنه تعرف عليهما من بين 25 متهمًا، مشيرًا إلى أن المباحث والنيابة العامة لم تعطِ القضية الاهتمام الكافي بحجة أنها ليست قضية رأي عام.

وكشف «صبيح» عن تردد أقاويل تشير إلى تدخل أحد رموز الحزب الوطني المنحل في المحلة في القضية للمساعدة في تغيير تحريات المباحث لصالح المتهمين.

الوطن

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى