منوعات

كيف ساهم الحشيش المصري في نهضة الأدب الفرنسي؟

 

 

منذ أكثر من 200 عام تقريبا وجد الأمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت، خلال حملته على مصر عام 1798، عدوا غير متوقع لا يمكنه أن يحاربه بالسلاح وهو «الحشيش».

وسرعان ما سقط جنوده تحت تأثير الثمل مع تدخينهم الحشيش، وبدأوا يرفضون الانصياع إلى قرارات القائد نابليون، الأمر الذي دفع الأمبراطور الفرنسي إلى حظر تداول وتعاطي الحشيش، وهو أول قانون يصدر بحظر هذا المخدر في العالم، فمن يقوم بإنتاجه أو يعثر الحشيش معه يقضي 3 شهور في السجن.

ورغم هذه القوانين إلا أن الجنود الفرنسيين ظلوا يتعاطون الحشيش سريا وبنسبة أقل، ومع جلاء الحملة الفرنسية عن مصر، حمل هؤلاء الجنود الحشيش في حقائبهم إلى باريس.

العلم يدعم الحشيش المصري في فرنسا
يوضح التليفزيون الفرنسي في تقرير مصور له، أنه مع وصول الحشيش إلى فرنسا أصبح ظاهرة واكتسب شعبية غير مسبوقة بدعم علمي لا يصدق، إذ أن دراسات عدة نشرها العلماء في باريس للتأكيد على فوائد الحشيش القادم من مصر، كما جرب طبيبان فرنسيان الحشيش ونشرا بحماثة بحثين يؤكدان فيهما على الفوائد الطبية الهامة للحشيش.

وفي الوقت الذي يتغنى الفرنسيون بالعلوم والثقافة التي نقلوها إلى مصر، بدأ أخرون يتغنوا بالنعمة الحشيش التي جلبتها مصر إلى فرنسا، ومن أجل إيصال هذه النعمة إلى الجمهور، وأنشأ الطبيبان المذكورين نادي المحششين داخل فندق “أوتل دو لازوون” على جزيرة سانت لويس بقلب باريس.

نادي المحششين مصدر ألهام “البؤساء” لفيكتور هوجو وكتابات بلزاك وبودلير
وسريعا تحول هذا النادي إلى قبلة كبار الفنانين والأدباء الفرنسيين في هذا الوقت، ومصدر إلهام لكتاباتهم، فمن شارل بودلير وفيكتور هوجو وهونوري دو بالزاك وألكسندر دوما وأوجين دلاكروا وجيرار دو نارفال، الجميع تشاركوا في سهرات إلهامية أعطوها اسم “فانتازيا”، حيث تعاطو االحشيش المصري على شكل مستخلصات دهنية مخلوطة بالزبدة، وأنواع أخرى من التوابل والأعشاب.

وقضى فيكتور أوجو وبلزاك ونرفال وبودلير وغيرهم، الليالي يحلمون وينتظرون الإلهام الذي سيعطيه لهم هذا الحشيش من أجل الكتابة والرسم، كما يشرح المؤرخ الفرنسي، أيمون دو لاسترانج في الفيلم الوثائقي.

ويوضح المؤرخ أن الحشيش المصري لم يكن يكتسب هذه الصورة السيئة التي بدأت تنتشر في الأيام الأخيرة، يشرح الفيلم الوثائقي أن الحشيش المصري أصبح بمثابة مصدر الإلهام لكتابات ورسومات كبار الفنانين والأدباء الفرنسيين، إذ أنه كان يسهل لهم الوصول إلى “الشرق الخيالي والأسطوري”، الظاهر جدا لاسيما في كتابات بالزاك.

الدستور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى