الأخبار

واشنطن تعود لمسرح الحرب ضد طالبان

 

121

 

علقت صحيفتان أمريكيتان، اليوم الأثنين، على الغارة الأمريكية التي استهدفت زعيم طالبان الملا أخطر منصور فيباكستان؛ حيث اعتبرتا أن الولايات المتحدة عادت مجددا إلى ساحة الحرب في باكستان.

من جانبها، نقلت صحيفة (نيويورك تايمز) – في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني – عن مسئولين أمريكيين قولهم “إن الغارة الأمريكية التي نفذتها طائرة بدون طيار في باكستان جاءت عقب أشهر من فشل الجهود الباكستانية في إبرام محادثات سلام مع طالبان“.

وسلطت الصحيفة الضوء على أهمية الغارة الأمريكية قائلة “حتى وإن لم تود بحياة أخطر منصور على حد زعم بعض قادة طالبان، باعتبارها أول غارة أمريكية تنفذها طائرة بدون طيارة في إقليم بلوشستان الباكستاني، الذي يعد المقر الفعلي لحركة طالبان الأفغانية، بعد سنوات من هجمات مماثلة في مناطق باكستانية وأفغانية أخرى”.

وذكرت “أن مقتل الملا منصور، الذي كان يقوي سلطته على طالبان في وقت حقق فيه مسلحو التنظيم مكاسب كبيرة في ساحات المعركة، من شأنه أن يضع التنظيم في أزمة اختيار القائد وهي الأزمة الثانية من نوعها في غضون عام.. ومع ذلك فإنه لم يتضح بعد ما إذا كان الأمر سينتج عنه فسحة كبيرة لالتقاط الأنفاس داخل حكومة الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني التي سعت جاهدة لإقناع التنظيم بنهج المفاوضات”.

وأضافت ” إنه لم يتم حتى الآن الكشف عن هوية خليفة الملا منصور، غير أن مسألة مباحثات السلام في العموم لم تحظ بتأييد عميق بين أوساط القيادات البارزة لتنظيم طالبان“.

وأوضحت الصحيفة أن “غارة بلوشستان تعكس في حقيقة الأمر أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم تتحل بالصبر الكافي في التعامل مع فشل باكستان في التحرك بقوة ضد تمرد طالبان، وبينما ظلت المؤسسة العسكرية القوية في باكستان تتعاون بهدوء مع حملة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي أي إيه” لشن غارات بطائرات بدون طيار ضد تنظيم القاعدة وحركة طالبان الباكستانية في المناطق القبلية بشمال غرب البلاد، رفضت في نهاية المطاف الطلبات الأمريكية لتوسيع نطاق الغارات الى بلوشستان (على حد قول مسئولين أمريكيين سابقين)”.

وأشارت (نيويورك تايمز) إلى أن الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية طالما اعتبروا أن ملاذات طالبان عبر الحدود في باكستان، لاسيما في إقليم بلوشستان، السبب الرئيسي في صلابة التمرد بالرغم من الحملة الدولية ضدهم، والتي وصلت إلى ذروتها بقوات دولية يبلغ عددها نحو 150 ألف مقاتل.

أما صحيفة (واشنطن بوست) فرأت أن الغارة الأمريكية في بلوشستان تمثل تصعيدا جديدا في المشاركة الأمريكية في الحرب في أفغانستان من خلال محاولة شل تحركات جماعة متمردة اتخذت الأراضي الباكستانية ملجأ لها منذ سنوات.

وذكرت الصحيفة – في تعليق بثته على موقعها الإلكتروني – إن الغارة الأمريكية تمثل العمل العسكري الأمريكي الأكثر عدوانية في باكستان منذ الغارة التي استهدفت الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن عام 2011. كما تعد المرة الأولى التي استهدف فيها الجيش الأمريكي بشكل مباشر قائد بارز من حركة طالبان الأفغانية، وهو عمل من المحتمل أن يزعزع استقرار الجماعة وهي تحاول اختيار زعيم جديد.

ونقلت الصحيفة عن الخبير في شئون جنوب آسيا في معهد بروكينجز بروس ريدل قوله “إن هذه الغارة تمثل خطوة غير مسبوقة لقطع رأس قيادة طالبان في معقلها الآمن في باكستان.. فهي تكشف النقاب أيضا عن دورباكستان في حماية وتعزيز طالبان ومن المتوقع أن تتسبب في أزمة في العلاقات الأمريكية -الباكستانية”.

وأوضحت (واشنطن بوست) أنه بخلاف غارة بن لادن، التي تسببت في موجة غضب كبيرة في باكستان، أثارت غارة بلوشستان ردود فعل صامتة إلى حد ما داخل الحكومة الباكستانية والمؤسسة العسكرية، حتى المسئولين الأفغان أعربوا عن امتنانهم له ووصفوا الهجوم بأنه دليل على التواجد العميق لطالبان الافغانية في باكستان.

وأشارت الصحيفة إلى تصريح الرئيس أوباما بأن مقتل الملا منصور يعد “حدثا مهما”.. وقال إن الغارة الأمريكية استهدفت قائد منظمة حاولت تكرارا التآمر وشن هجمات ضد القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي وشن حرب ضد الشعب الأفغاني وإقامة تحالفات مع الجماعات المتطرفة مثل تنظيم القاعدة”.

 

ا ش ا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى