الأخبار

فنانون: والله العظيم نحن نعرف ربنا.. ولسنا منحلين أو “سكرية”

35

يستغرب فنانون من الهجمة الشرسة التي تشن عليهم بعد الصعود السياسي في مصر للإسلاميين، والطعن فيهم كأنهم ملحدون ولا عقيدة لهم ويرون أن التدين علاقة بين الفنان وربه ويجب ألا يتدخل أي فرد فيها.

ويتفق الفنانون على أن الفنان مبدع وإنسان يعرف ربنا بشكل كبير وليس عربيدا أو “سكري” أو منحلا كما يراه الجمهور في التمثيل، وطالبوا المشاهدين بالتفريق بين ما يشاهدونه من أعمال وأدوار وبين حياة الفنان الخاصة لأن له أسرة وأولادا وأهلا يعيشون الحياة الطبيعية والعادية بكل أحزانها وأفراحها ويذهبون إلى المساجد والكنائس وهذا أمر لا جدال فيه.

وترى الفنانة رانيا يوسف أن الفنان شأنه شأن أي إنسان آخر في تمسكه بالدين ومعانيه السامية، فهذا يضمن له السلامة النفسية ويحفظه من أي شرور، مؤكدة أن علاقة العبد بربه لا يعلمها سوى الخالق، ومن ثم لا ينبغي أن يزايد أحد على الآخرين وأن من يوجه أي اتهامات لغيره بالتقصير في العبادات أو أوامر الدين هو الإنسان نفسه.

وقالت إن الدين الإسلامي الحنيف يغرس في النفس البشرية الصدق والأمانة والحفاظ على العهد وأسمى القيم والمعاني الأخرى والتي تحافظ على تماسك المجتمع.

ونوهت إلى أن الذين هاجموا عددا من رموز الفن في الآونة الأخيرة، اتضح أنهم ليست لهم أي علاقة بالإسلام السمح أو بتعاليمه لأنهم ألقوا اتهاماتهم بالباطل سعيا إلى الشهرة، مؤكدة أن الفنانين مثل غيرهم من المهن منهم الملتزم أو المقصر أو المنحل وأن الدين المعاملة.

وشددت يوسف على حرصها على التعامل بصدق واحترام مع الجميع وعدم التعرض للآخرين أو إيذائهم بالقول أو الفعل بما يتماشى مع أوامر الإسلام ونواهيه، داعية الجميع إلى أن يفرقوا بين ما يشاهده الجمهور من سلوك للفنان من خلال الأدوار التي

يجسدها في الأعمال الفنية المختلفة وسلوكه في الحياة بشكل عام.

ويقول الفنان سامح الصريطي، وكيل نقابة المهن التمثيلية: “الفنان الحقيقي كلما اقترب من دينه كلما تمسك بمهنته أكثر لأن الفن يدعو إلى ما تدعو إليه الأديان من حق وخير وكمال”.

وأضاف: “اعتذرت عن عدم المشاركة في بعض الأعمال لأن فيها بعض المشاهد التي لا تتوافق مع ثقافتي الأخلاقية وعاداتنا وتقالدينا ولأن فيها مشاهد تخدش الحياء”، ويرى أن الفن موهبة يخص بها الله أشخاصا بعينهم وله في ذلك حكمة وهى تسخيرها في

خدمة الآخرين، مؤكدا أنه نشأ في بيئة دينية ووالده رحب بدخوله عالم التمثيل رغم أنه كان رجلا صوفيا وشيخ طريقة.

وعن مدى إمكانية قبوله عمل ابنته في مجال التمثيل، قال الصريطي: “أربي ابنتي تربية سليمة وصالحة ولها أن تختار حياتها كيفما شاءت”، لافتا إلى أنه أدى فريضة الحج خمس مرات والعمرة في عدة سنوات وأنه يعتز بمهنته لأنها تساعده على فعل الخير والدعوة إلى الفضيلة والتعبير عن مشاكل ومعاناة المجتمع الذي يعيش فيه أملا في واقع أفضل.

وعن رسالته للفنانين قال: “أقول للفنان، الفن مثل العنب جميل ولكن إذا تدخلت فيه يد الشيطان أصبح نبيذا، وبالتالي أنت ضمير الأمة فعبر عنها دون أن تخدش حياء أبنائها”.

ولفت الصريطي المواطن العادي إلى ضرورة أن يقبل على من يعبر عنه لأن الفن يدعو إلى سبيل ربنا بالحكمة والموعظة الحسنة، مشيرا إلى أن أول معلومة في تاريخ الإنسانية نزلت عن طريق تمثيلية وهى قصة هابيل وقابيل وكيف بعث الله غرابا ليعرفه كيف يواري سوءة أخيه.

أما الفنانة مديحة حمدي، وهى من أوائل من ارتدين الحجاب منذ 21 عاما، فترى أنه لا تعارض بين الفن والتدين طالما تمسك الفنان بعقديته، مشيرة إلى أن الفنان مواطن يتعلق بالمسجد إذا كان مسلما، ويتعلق بالكنيسة إذا كان مسيحيا والجميع يعمل في

الحقل الفني زملاء ويؤدون أدوارهم المطلوبة باحترام.

وقالت إن هناك فنانين محترمون يؤدون فنا متزنا وأخلاقيا ولكن ليس معنى هذا أن الشريحة الأخرى غير متدينة وعلينا ألا نحكم بالظواهر لأن التدين علاقة بين العبد وربه، مؤكدة أنها من أوائل الفنانات المحجبات اللاتي نزلن وعملن خلال الليل في المسرح ولم يعيقهن الحجاب، ولم يقصرن في أداء واجباتهن وفروضهن الدينية لأنهن يخترن الفن الذي يناسبهن.

ورأت أن الصعوبة في الجمع بين الفن والتدين تكمن من وجهة نظر المخرجين في أن بعض المشاهد المنطق يقول فيها إنه لا داعي لارتداء الحجاب مثل مشهد تواجد الفنانة مع زوجها أو مع أولادها.

وأكدت أن هناك الكثيرات من الوجوه الجديدة معظمهن يرفضن أي مشاهد مثيرة وساخنة، مطالبة الفنانات بأن يكن أكثر دقة في اختيار أدوارهن، خاصة بعد الثورة، والتركيز على المشاكل التي تهم المجتمع من بيئة وصحة واقتصاد والبعد عن الأدوار الترفيهية

كما طالبت الجمهور بعدم الحكم على الفنان بعدم التدين.

ويؤكد المخرج نبيل الجوهري أن الفنان يعرف ربنا بشكل كبير وأن 99% من الفنانين يؤدون صلاتهم في أوقاتها حتى أنه يتم وقف التصوير لأدائها بانتظام ولا يستطيع مخرج منع فنان من أداء عباداته، مشيرا إلى أن الفنان إنسان طبيعي ولكن الضوء مسلط

عليه ويؤدي عباداته مثل أي إنسان، وما يقوم به هى شخصيات مكتوبة على الورق وليست شخصيات حقيقية والإبداع ليس محرما وإنما يؤدي رسالة في المجتمع، أما طبيعة الفنان الدينية فلا علاقة للمخرج بها.

وشدد على أن المخرج هو الأب الروحي للفنان فهو يساعده في أداء وتقمص الشخصية المطلوبة منه في المشهد ولا يتدخل في عقيدته أو اتجاهاته السياسية وليس له علاقة به بعد أن ينتهي التصوير.

/أ ش أ/

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى