الأخبار

مفاجأة في حادث انفجار فيصل

 

61

واصلت نيابة جنوب الجيزة الكلية، بإشراف المستشار ياسر التلاوي المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة تحقيقاتها في واقعة انهيار عقار بمنطقه فيصل، والذي أسفر عن مقتل سيدتين ونائب رئيس هيئة قضايا الدولة المستشار رشوان حسين، واصابة 12 آخرين وتحطم عدد من المحلات والسيارات والعقارات المجاورة، حيث انتهت النيابة من سماع أقوال جميع المصابين والشهود.
أمرت نيابة الهرم، برئاسة المستشار محمد سمير الطماوي، بانتداب لجنة هندسية من محافظة الجيزة لمعاينة العقار، كما أمرت المحافظة باتخاذ الإجراءات اللازمة حيال أهل العقارات المجاورة حال تضررهم جراء الانفجار، وطالبت النيابة بتشكيل لجنة من قوات إدارة الحماية المدنية لفحص العقار محل الانفجار، وكذا خبراء الأدلة الجنائية، لتحديد أسباب الانفجار على وجه الدقة، وموافاتها بتقرير واف في فترة لا تتجاوز أسبوعًا على أقصى تقدير.
وأمرت النيابة بتشكيل لجنة هندسية أخرى، لفحص «شاسيهات»، و«موتورات» 12 سيارة، كانت النيابة رصدت تواجد تلك السيارات بموقع الانفجار، وطالبت بالتحقق من هوية أصحابها، وهل إحداها تحمل لوحات معدنية مزيفة أو مسروقة من عدمه، وذلك لبحث احتمالية تفخيخ أي منها مما أدى إلى وقوع الانفجار، وشملت قرارات النيابة طلب تحريات المباحث الجنائية، وتحريات جهاز الأمن الوطنى، وانتداب الطب الشرعي لفحص جثامين الضحايا، ومن المنتظر أن تستدعي النيابة صاحب العقار لسؤاله بعد تسلمها تقرير الأدلة الجنائية، وإذا تبين للنيابة أن الانفجار بسبب تسرب الغاز ستأمر بالاطلاع على رخصة تشغيل الغاز بالعقار المنكوب، والتأكد ما إذا كانت الرخصة صحيحة وروعي فيها الاشتراطات الأمنية من عدمه، بالإضافة إلى التأكد عما إذا كان مصدر الغاز الذي تسبب في الانفجار هو ماسورة الغاز الرئيسية في الشارع أو ماسورة داخل العقار لتحديد المسئولية الجنائية.
وكشفت التحقيقات الأولية لرجال الأمن برئاسة اللواء خالد شلبي مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة، أنه لا توجد شبهة جنائية  فى الحادث، ودلت التحريات أن حادث الانفجار نتج عن تسرب للغاز الطبيعى تسبب فى وقوع موجة انفجارية أدت إلى انهيار أجزاء كبيرة من الطابق الأرضى، وتحطم عدد من السيارات  والمحلات بالمنطقة، وأفادت التحريات بأنه لم يتم صدور قرار ضبط واحضار لصاحب العقار والشقة التى وقع بها الانفجار، وأن الانفجار ناتج عن عامل «قضاء وقدر» وفق التحريات التى أكدت فيها المعاينة الأولية  عدم وجود قنبلة.
 كما أكدت التحريات ان استمرار تسرب الغاز استمر لمدة 10 أيام حتى امتلأت الشقة بالغاز وأن الانفجار أثر على الأعمدة الخرسانية الخاصة به، خاصة أن العقار مكون من 5 طوابق وبه 12 شقة ووقع الانفجار  بالطابق الأرضى وتسبب فى تحطم أعمدة خرسانية بأساسات العقار، مما شكل خطورة قد تسبب انهياره، وتبين من تقرير خبراء المفرقعات بإشراف العميد إبراهيم حسين وكيل إدارة المفرقعات بالجيزة عدم العثور على آثار مواد متفجرة أو آثار بارود، ومن خلال تحريات العميد طارق حمزة مفتش مباحث قطاع الغرب، تبين أن العقار موصل به غاز طبيعى ووجود تسرب كميات كبيرة من الغاز داخل شقة بالطابق الأرضى حيث تبين من تحقيقات المقدم محمد ربيع رئيس مباحث الطالبية، أن تلك الشقة تقيم بها سيدة عجوز تبلغ من العمر ( 75 عاما ) وكفيفة، وكان الجيران يستضيفونها لديهم لايام حتى لا تعيش بمفردها داخل شقتها وانها لم تدخل شقتها منذ 10 ايام فى الوقت الذى تسرب فيه الغاز طيلة تلك الأيام، وهو ما تسبب فى وقوع الانفجار الشديد الذى تسبب فى الحادث.
وأضافت تحريات العقيد أسامة عبدالفتاح رئيس مباحث الهرم أن ضحايا الحادث من الذين تصادف مرورهم وقت الانفجار، بينهم المستشار رشوان حسين الذى يسكن بنفس الشارع وهو والد معاون مباحث قسم شرطة العمرانية ونجوى محمد التي تعمل بعيادة طبيب بالعقار المجاور وأخرى تدعى هدى حسين تصادف مرورها وباقى المصابين هم: أبوبكر محمد محمود محمود «34 سنة»، ريتاج شادي محمد «6 سنوات»، محمد مسعد محمود «20 سنة» منى محمود محمد «38 سنة»، حمدية ونيس محمد عبدالله «46 سنة»، حنان سيد علي «40 سنة»، محمد رياض عبدالغني «28 سنة»، منى فتحي محمد «30 سنة»، بدرية حميدة «52 سنة»، إسلام سعيد «18 سنة»، محمد رياض «27 سنة»، عبدالرحمن رشوان وعاشور خلف وعادل محجوب.
كما استمعت النيابة الى أقوال عدد ممن سمحت حالتهم من المصابين، وقال المصابون فى التحقيقات، إنهم فى حوالى الساعة الثالثة والنصف من عصر يوم الأحد، فوجئوا بانفجار ضخم هز أركان منطقة سهل حمزة بفيصل، وعلى أثره سقطت واجهات المحال التجارية الموجودة بالعقار الذى شهد الانفجار وأنهم أصيبوا جراء سقوط الحجارة، التى انهارت بفعل الانفجار وأصيب عدد منهم بفقدان وعى مؤقت ولم يستعيدوا وعيهم إلا داخل المستشفى أثناء إجراء جراحات عاجلة لهم.
وأضاف آخرون، أنهم كانوا متواجدين بعيادة أحد أطباء الأطفال الكائنة  بالطابق الثانى بالعقار الذى شهد الواقعة، وأثناء انتظار دورهم فى الكشف فوجئوا بصوت ضخم هز المنطقة وبعدها سقطت أجزاء من جدران العقار وبدأت الحجارة تتساقط، فضلاً عن سقوط أجزاء من سقف إحدى الحجرات داخل العيادة من شدة الانفجار، وأنهم ظنوا فى بداية الأمر أن هزة أرضية تسببت فى الحادث، إلا أنهم علموا فيما بعد أن هناك انفجاراً قد وقع وتسبب فى الحادث، وقالت والدة ريتاج شادى: «انه أثناء عودتى بصحبة ريتاج من المدرسة وقع الانفجار فى العمارة وكنا قد ابتعدنا عن موقع الانفجار إلا أن طفلتى أصيبت فما كان إلا أن رأيت دخاناً وأتربة كثيفة على أثرها وأوقفت تاكسى ونقلنا لمستشفى الهرم ومازالت تتلقى العلاج ونأمل أن نخرج بها متعافية من المرض».
وأضافت حنان سيد «40 عاماً»، وتعمل فى كوافير بجوار العمارة التى وقع فيها حادث الانفجار «قبل الحادث بدقائق كنت خارج المحل، وأسعفنى الحظ بأن دخلت قبل وقوع الانفجار وفوجئت بالانفجار الهائل وتهدمت كافة جدران المحل على جميع من كان بداخله، وتمت إفاقتى بالمستشفى وأعانى من كسر فى اليد وبعض الكدمات وتابعت لم نر أى تحرك غريب فى المنطقة وجميع سكان المنطقة ناس محترمين».
بينما قالت حمدية خميس «46 سنة» التي كانت تقوم ببيع الخبز أسفل العقار، وترددت أنباء في جميع وسائل الإعلام عن وفاتها على غير الحقيقة، إنها كانت تقوم ببيع الخبز وفجأة سمعت دوي انفجار وأصيبت بإصابات طفيفة، وأكدت على كلام المصابين الآخرين بأنها لم تشتم أي رائحة غاز، وروت شقيقة المصابة منى محمود محمد التي تعمل «حارسة عقار» بالعقار الذي وقع فيه الانفجار، أنها كانت في زيارة لشقيقتها، وكانت تجلس معها داخل غرفتها بالعقار، وفجأة حدث انفجار كبير وتطاير زجاج النوافذ، وأصيبت شقيقتها بإصابات بالغة في الوجه، وأوضح أبوبكر محمود الألفي «33 سنة»، أنه كان متواجداً هو وزوجته داخل عيادة الطبيب بالطابق الثاني، وفجأة حدث الانفجار، والذي أسفر عن إصابته بينما نجت ابنته وزوجته من الموت، مشيراً إلى أن الطبيب أصيب بكسر في القدم، وتحطمت سيارته تماماً نتيجة سقوط جزء من العقار عليها، وأكد محمد مسعد رياض «20 سنة»، والذي يعمل سائق توك توك، أنه كان متواجداً أسفل العقار وقت وقوع الانفجار، وأنه توجه لهناك لكي يقوم بإعطاء صاحبة التوك توك حصيلة «الإيراد»، موضحاً أنه أثناء وقوفه حدث الانفجار وسقط جزء من العقار عليه، إلى جانب تطاير الزجاج في وجهه وجسده، وأضاف عامل كهرباء أنه كان يقوم بعمل إصلاحات كهربائية في عيادة طبيب بالطابق الثالث وفوجئ بانهيار العقار وسقط أسفل الأنقاض، وعلى اثرها فقد الوعي ولم يفق إلا داخل المستشفى.
وقررت غادة والي وزير التضامن الاجتماعي صرف مبلغ عشرة آلاف جنيه مساعدة إنسانية عاجلة لكل حالة وفاة في الحادث منها خمسة آلاف من الوزارة وأخري من المحافظة . كما قررت صرف 4 آلاف جنيه لكل مصاب مناصفة مع المحافظة  وبدل إعاشة لكل فرد بالأسر المضارة  بواقع مائة جنيه للفرد الواحد من ضحايا حادث انفجار سهل حمزة بفيصل بمحافظة الجيزة والذي أسفر عن وفاة اثنين وإصابة ثلاثة عشر آخرين. كما قررت الوزيرة تحمل الوزارة للقيمة الإيجارية مع محافظة الجيزة  لعدد 7 اسر مضارة لحين تدبير المحافظة  سكن لهم، وأوضحت الوزيرة ان ما تقرر صرفه للمتوفي والمصاب ليس تعويضاً ولكنه مساعدات  إنسانية عاجلة يتم صرفها فور استكمال مستندات الصرف والتي ستتولي مساعدة الأسرة في استكمالها.
كما وجهت الوزيرة، فوزي القاضي مدير مديرية التضامن الاجتماعي بالجيزة بسرعة الانتهاء من حصر الخسائر في الممتلكات، وإذ تبين وجود خسائر في الممتلكات من قاطني العقار سيتم صرف مبلغ خمسة آلاف جنيه.
وأكد اللواء محمد كمال الدالى محافظ الجيزة صرف 10 آلاف جنيه لأسرة المتوفى و4 آلاف جنيه للمصاب فى انفجار سهل حمزة، مقدمة من المحافظة ووزارة التضامن الاجتماعى. واشار «الدالى» الى أن المحافظة قامت بالتعاون مع مديرية أمن الجيزة باتخاذ التدابير اللازمة لتأمين العقارات المجاورة لعقار شارع «سهل حمزة» بعد وقوع انفجار داخله، حيث تم إخلاء عقارين مجاورين كإجراء احترازى وعمل كردون حول العقار المكون من أرضى و5 أدوار متكررة ويتكون من 11 وحدة سكنية وعيادة ومحل كوافير منهم 6 وحدات أهلة بالسكان، بالإضافة إلى حارس العقار.
وقال المحافظ إن حى العمرانية قام أمس برفع المخلفات والتلفيات التى حدثت نتيجة الانفجار، كما قام بصلب العقار لتمكين السكان من أخذ متعلقاتهم الشخصية، كما وفر الحى عدداً من السيارات لمساعدة المواطنين فى نقل منقولاتهم.
وأضاف «الدالى» ان المحافظة ستقوم بصرف مقابل إيجار للأسر بواقع 500 جنيه من المحافظة و300 جنيه من وزارة التضامن شهرياً لمدة 3 أشهر بإجمالى 2400 جنيه لعدد 7 أسر.
وكان المحافظ قد زار المصابين فى الحادث أمس بمستشفى الهرم يرافقه اللواء علاء الهراس نائب المحافظ واللواء أحمد حجازى مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة ووجه المحافظ بتقديم أوجه الرعاية الكاملة للمصابين حتى خروجهم من المستشفى.

0c02dfae30eb8c2e5e80dd6322355440

enn

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى