الأخبار

“عاصفة الحزم” لم تسقط مدنيا واحدا

 

131

أصوات رصاص متقطع، وانفجارات متفرقة، يسمعها بين الحين والآخر بليغ فؤاد، 43 سنة، المهندس اليمنى القاطن فى مدينة إنماء، أحد أحياء مدينة عدن. وفى اتصال هاتفى مع «الوطن» يقول «بليغ» إن أطفاله الصغار «مى وخلود ويوسف» يرتعدون عندما تدوى أصوات الانفجارات أو يقترب صوت الرصاص من حيّهم، على مدار ثلاثة أيام لم يذهب الرجل خلالها إلى عمله بمؤسسة المياه.

يروى «بليغ» أنه عاش يوماً صعباً مع دخول الحوثيين إلى عدن أمس ، وانتشار أصوات الرصاص والانفجارات فى المدينة، لكنه عاد ليطمئن نفسه وأسرته بعد أن بلغته الأخبار بأن دخولهم عدن كان محدوداً، حيث علم أن كتيبة واحدة فقط قوامها ألف عنصر دخلت المدينة، واستطاعت أن تستولى على مطار عدن فى منطقة خور مقطر، بعد قتال عنيف دام لساعات، اهتزت خلاله المدينة مع أصوات الانفجارات والرصاص، مما أدى إلى ارتجاف أطفاله رعباً.

ويواصل «بليغ» قائلاً إن اللجان الشعبية استطاعت أن تحرّر مطار عدن «اللجان الشعبية الجنوبية، واللى هى فى الأصل تشكلت نتيجة الحراك الجنوبى اليمنى، نجحت فى طرد الحوثيين من المطار وتطارد بقاياهم دلوقتى فى مدينة عدن».

الكهرباء والمياه ما زالت تعمل بكفاءتها العادية فى مدينة عدن. ويوضح «بليغ» أن مياه الشرب لا تزال تصل إلى المنازل، ولم تتأثر بالاشتباكات الدائرة فى عدن، والكهرباء أيضاً لم تتأثر، فقط تنقطع فى اليوم لمدة ساعتين، لتخفيف الأحمال، كما كانت تنقطع فى السابق.

الوضع فى عدن تدهور -حسب «بليغ»- إلى الحد الذى اقتحم فيه اللصوص القصر الرئاسى الذى غادره الرئيس عبدربه هادى، ويشير «بليغ» إلى أن اللصوص دخلوا أيضاً معسكر جبل حليب التابع للحراك الجنوبى والممتلئ بالأسلحة ونهبوا الكثير منها، وأن الحراس قتلوا الكثير من اللصوص لكن لم يفلحوا فى صدهم.

الضربات الجوية أثلجت قلب «بليغ» وجيرانه: «الضربات الجوية على المطار أسعدت الكثير من اليمنيين فى عدن، لأنها تقلم أظافر الحوثيين وتجعل المواجهة المباشرة حتمية عليهم، خصوصاً أنهم كانوا يعتقدون أن عدن لقمة سائغة ممكن أن يأخذوها وقتما شاءوا»، مشيراً إلى أن الضربات «ذكية» ولا تستهدف المدنيين، مؤكداً «لم يسقط مدنى واحد»، لافتاً إلى أنها استهدفت مطار عدن الذى استولى عليه الحوثيون لعدة ساعات لمنعهم من استخدامه.

«عدن كانت مستباحة من الشماليين وجاءت فرصة الجنوبيين لأن يعلنوا عن أنفسهم»، هكذا يقول «بليغ»، مشيراً إلى أن الجهاد أُعلن فى كل مساجد عدن، وأن الكثير من اليمنيين انضموا إلى قوات الحراك الجنوبى لإخراج الحوثيين من عدن، مما جعلهم ينجحون فى طرد الحوثيين من المطار فى 6 ساعات.

 

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى