الأخبار

أميمة تمام …ماسبيرو ما بين الإصلاح والإسقاط

 

96

يعود الدور الريادى للتليفزيون المصرى إلى سنوات كثيرة تمثل تاريخ مصر بالكامل وبكل ما يحمله من حرب وسلم وفترات من الشد والجذب والتقلبات صنعت له مكانة وتاريخاً متفرداً ووطنياً ومهنياً لا يشق له غبار، مما جعل أمنية الكثيرين هى العمل بهذا الجهاز العريق الذى تخرجت فيه كوادر استطاعت أن تؤسس لقنوات أخرى احتلت الصدارة فيما بعد، وارتضى ماسبيرو -الذى دعمها- بالمنافسة، ثقة منه فى دوره الريادى الذى تفرضه عليه مكانته التاريخية، فالتاريخ لا ينسى ولا يسقط من حساباته أو يستقطع من صفحاته وفقاً للأهواء أو المصالح الشخصية، فعندما مر ماسبيرو بثورة يناير مر معها بالتحدى الأكبر على مدى تاريخه وكان نفس الأمر بالنسبة لثورة الثلاثين من يونيو بعدما تجاوز بمصر نقلات، بل وتقلبات شديدة جداً، ولولا كوادره الوطنية ما كان ليمر بها بسلام، فمن ماسبيرو استطاعت الكوادر الوطنية أن تعمل فقط من أجل الوطن فى الثورات المتتالية لمصر المستقبل ولا تريد جزاءً ولا شكوراً، فكان ماسبيرو -وسوف يظل دوماً- صمام الأمان أمام المحطات الإخبارية المستهدفة لمصر من الخارج أو أمام المحطات الفضائية الأخرى التى لا تملك الحنكة الكافية للمرور الآمن بهذه الفترات، نظراً لاندفاعها وراء انفعالاتها التى قد تصل فى أحيان كثيرة إلى ما يشبه المزايدات، متناسية أن ماسبيرو هو مدرسة الوطنية التى لا يصح التشكيك بها تحت أى ظرف من الظروف، بحجة أنه كان يعمل فى ظل فترة حكم الإخوان تناسياً أنه كان يعمل من أجل مصر والمصريين، فمصر دولة مؤسسات من المفترض أنها تعمل تحت أى ظرف من أجل الوطن!! فماسبيرو ليس بقناة تليفزيونية خاصة ولاؤها الأول والأخير للربح أو لأشخاص بعينهم! ولكنه جهاز إعلامى وطنى ولاؤه للدولة وليس لأفراد، وأما العمل إبان فترة حكم الإخوان فهو لم يقتصر فقط على ماسبيرو، وإنما أود هنا أن أذكر كل من يتجنى على هذا الجهاز الوطنى أو العاملين به أن جميع الكوادر الإخوانية كانت فى تلك الفترات أيضاً ضيوفاً (عزيزة) على موائد جميع تلك الفضائيات إلى أن تم إسقاط النظام الإخوانى، فانطلق بيان القوات المسلحة إلى الشعب من قلب ماسبيرو مرة أخرى! ولأن ماسبيرو قد أدى مهامه على الرغم من قلة الموارد، فهو فى حاجة إذن للإصلاح لا للإسقاط، خصوصاً فى ظل تعرضه لهجمات منظمة خاصة فى أعقاب مشروع ميثاق الشرف الإعلامى، ومروراً باتفاقية الشراكة مع «MBC»، التى تحدث عنها بعض الزملاء من خارج ماسبيرو، على أنها تضر بالأمن القومى المصرى بعدما تم تحويلها إلى قضية سياسية كى يسهل الترويج لها رغم أنها موضوع (بزنس) بحت! وهنا يحضرنى تساؤل حول محاولة إسقاط ماسبيرو، ألا هذه تعد -فى حد ذاتها- قضية أمن قومى أخرى؟! فالآن فقط ومع كثرة الهجوم على ماسبيرو رغم دوره الوطنى أرجو أن يكون قد أدرك الكثيرون قيمة ومدى أهمية هذا الجهاز الوطنى العريق، وما يتعرّض له من محاولات إسقاط، خصوصاً أن العاملين به، بل الكثير من المصريين الواعين يودون أن تشمل الجمهورية الثالثة هذا الجهاز باهتمامها ورعايتها ليستمر فى أداء دوره التاريخى وتكوين أجيال أخرى من الكوادر الشابة التى تفتخر بها مصر كما كان دوماً، وذلك من خلال تقديم حلول لإصلاحه أو إعادة هيكلته أو السماح بإيجاد حلول غير تقليدية لإنقاذه والحفاظ عليه بدلاً من إسقاطه. وإلى أن يتم ذلك أرجو أن ترفعوا أيديكم عن ماسبيرو!

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى