الأخبار

زيارة السيسى وفهمى لموسكو نقطة تحول بمسيرة العلاقات مع روسيا

87

(أ ش أ)

اعتبرت دراسة للمركز الإقليمى للدراسات الإستراتيجية بالقاهرة أن زيارة المشير عبد الفتاح السيسى، النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الدفاع والإنتاج الحربى القائد العام للقوات المسلحة، ونبيل فهمى، وزير الخارجية؛ إلى روسيا، شكلت نقطةَ تحول فارقة فى مسيرة العلاقات المصرية الروسية، حيث شكل الموقف الروسى الحاسم والداعم لثورة الثلاثين من يونيو ولإرادة الشعب المصرى الحافز الرئيسى الذى تعالت معه الأصوات الداعية لإعادة تفعيل العلاقات بين البلدين على أسس أكثر رسوخًا، فى ظل وجود مساحات من التفاهمات المشتركة حول طبيعة التهديدات الإقليمية والدولية وآليات مواجهتها.

وأشار ” تقدير موقف” أعده برنامج الدراسات المصرية بالمركز بعنوان ” الدوافع والمنافع..زيارة المشير السيسى إلى روسيا” إلى أن هناك احتمالين أساسيين لمستقبل علاقات مصر مع موسكو أولاهما إعادة الولايات المتحدة تقييم سلوكها الخارجى إزاء مصر. ويقوم هذا الاحتمال على فرضية أن العلاقات المصرية الروسية ترتبط بمتغير وسيط هو العلاقات المصرية الأمريكية، فكلما اتسمت العلاقات المصرية الأمريكية بالتوتر كلما تقاربت العلاقات المصرية الروسية.

وأضافت الدراسة أن هذه الفرضية هى التى رسمت السياسة الخارجية المصرية تجاه موسكو منذ حركة الضباط الأحرار فى 1952 وحتى الآن. لذلك فإن الولايات المتحدة الأمريكية تدرك حيوية علاقاتها مع مصر، خاصةً أن العلاقات الإستراتيجية التى استمرت بين البلدين أتاحت للولايات المتحدة الأمريكية العديد من المزايا، أبرزها: الحفاظ على معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، واستخدام الأجواء المصرية، والمرور فى قناة السويس، والتعاون فى مكافحة الإرهاب.

ويبدو أن ثمة مؤشرات على إعادة الولايات المتحدة لتقييم موقفها من ثورة 30 يونيو، فى ظل تبنى مصر لتنفيذ استحقاقات خارطة الطريق، حيث تزامن مع ذلك تصويت الكونجرس الأمريكى على مشروع قانون يتيح استئناف المساعدات الأمريكية لمصر.. وقد وافقت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى بأغلبية ساحقة فى ديسمبر 2013 على هذا المشروع لتخفيف القيود على المساعدات الأمريكية المقدمة لمصر.. وأقرت اللجنة مشروع القانون بأغلبية 16 صوتًا مقابل صوت واحد؛ حيث أكد مؤيدو استئناف المساعدات أن هذا القانون يحقق التوازن المناسب بين تشجيع القاهرة على تبنى إصلاحات ديمقراطية، والاستمرار فى الالتزام الأمريكى إزاء مساندة مصر.

والاحتمال الآخر فى مستقبل العلاقات المصرية الروسية بعد زيارة السيسى هو عودة الدب الروسى ويقصد بذلك أن هذه الزيارة ربما تفتح الباب على مصراعيه أمام عودة الدب الروسى إلى مناطق النفوذ القديمة فى المنطقة، أخذا فى الاعتبار أن هذه العودة ستكون مختلفة، لأن روسيا اليوم تختلف بشكل جذرى عن الاتحاد السوفيتى فى إطار حربه الباردة مع الولايات المتحدة الأمريكية، فهى وإن كانت دولة متقدمة من الناحية العسكرية فإنها ما زالت تصنف كدولة متوسطة الغنى من الناحية الاقتصادية، فحجم الناتج المحلى الإجمالى لروسيا لا يتجاوز تريليونى دولار مقارنة بأكثر من 5 تريليونات للصين و15 تريليونًا بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية.

وبرغم ذلك فإن احتمالية عودة الدب الروسى تتوقف على حجم التغير فى الإستراتيجية الأمريكية إزاء قضايا المنطقة، ومحاولة تخفيف ارتباطاتها بها.. وفى حال توجه الولايات المتحدة الأمريكية إزاء آسيا فإنه بالتأكيد سينشأ فراغ ربما ستسعى موسكو للتمدد فى فراغه عبر علاقات ممتدة مع مصر وسوريا، وربما مع بعض دول الخليج أيضًا التى أضحت تتشكك فى نوايا واشنطن بعد توقيع اتفاقها التاريخى مع إيران.

وخلص المركز الإقليمى إلى أن العلاقة مع روسيا ليست خصمًا من علاقات مصر مع واشنطن أو الدول الغربية، لكنها تأتى فى إطار التنوع والتوازن المطلوب فى سياسة مصر الخارجية عقب الموجتين الثوريتين. مشيرا إلى أن العنصر الحاسم فى تحقيق هذا التوازن يرتبط فى الأساس بإعادة بناء القدرات المصرية الشاملة وفق منظور المصالح المصرية، واعتبارات أمنها القومى، أكثر من الارتهان بدور القوى الخارجية.. وهو ما سيؤدى فى نهاية المطاف إلى التركيز على البعد المصلحى فى علاقات مصر الخارجية، وهى الاستراتيجية الخارجية الأجدى فى عالم اليوم الذى أضحى لا يعترف إلا بالمصالح كمحدد فى علاقات الدول.

اليوم السابع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى