الأخبار

«عنان» الفرصة لن تأتى

 

 

55

تصفيق حار وضجة عارمة فى مؤتمر استثنائى، يعلن فيه عن عدم نيته الترشح للرئاسة فى مواجهة المشير عبدالفتاح السيسى آنذاك، لم تكن تلك النهاية، بل ظل منتظراً يتابع المشهد السياسى وينتظر الفرصة، فعمل سراً على تجهيز حزب ليخوض العمل السياسى من جديد بعد خروج الفريق سامى عنان من المشهد السياسى عقب عزله من منصبه فى 2012.

لم تكن تلك هى الفرصة الوحيدة التى فقدها «عنان» ليأتى قرار لجنة شئون الأحزاب السياسية، الأربعاء، بعدم قبول أوراق تأسيس حزب مصر العروبة الديمقراطى التابع له، فـ«دوره الوطنى»، الذى أعلن أنه لن يتخلى عنه فى كلمات مقتضبة خلال مؤتمر الانسحاب من الرئاسة لم يحن وقته بعد، ويؤجل فرصة تلو الأخرى، وآخرها حين أحالت اللجنة حزبه السياسى إلى المحكمة الإدارية العليا للفصل فى موقفه القانونى.

بهدوئه المعتاد، وشعره الشائب، وجسده الممشوق من سِنى الخدمة العسكرية، وبعينين شاخصتين يبرر الرفض بقوله: «ما صدر اليوم من لجنة شئون الأحزاب تجاه حزب مصر العروبة الديمقراطى الذى تقدم بأوراق تأسيسه ليس رفضاً لأوراق الحزب، وإنما مجرد اعتراضات».

لم تكن المرة الأولى التى لا تحين الفرصة لعنان للعودة لصدارة المشهد.. مع وصول «الإخوان» للسلطة تصاعدت التكهنات حول مستقبل قيادة المؤسسة العسكرية، وكانت تصب جميعها فى صالح أن يخلف الفريق المشير طنطاوى فى وزارة الدفاع، و«لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن».. فانقلب الموقف رأساً على عقب، وأطاح «الإخوان» بالفريق والمشير، ليأتى تصعيد رئيس المخابرات الحربية، وقائد الجيش الثانى الميدانى، ليشغلا موقعيهما.

انتهى مشوار الفريق العسكرى عند ذلك الحد بعد 47 عاماً، شغل خلالها منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية حتى سنة 2012، وله تاريخ عسكرى مميز، فشارك فى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، عُين قائداً لقوات الدفاع الجوى فى يوليو 2001، حتى صدر قرار الرئيس الأسبق «حسنى مبارك» بتعيينه رئيساً للأركان فى العام 2005.

وبعد رحيله عن المؤسسة العسكرية حل فى 12 أغسطس 2012 مستشاراً لرئيس الجمهورية «مرسى»، ومنحه قلادة الجمهورية، ولكن مع ثورة الشعب فى 30 يونيو قدم استقالته من منصبه، محتفظاً بما حصده من الأوسمة والأنواط والميداليات، على رأسها نوط الخدمة الممتازة، وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، ووسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الممتازة من المملكة العربية السعودية، ووسام الجمهورية، وقلادة النيل، التى منحه إياها المعزول.

يظل المشهد لاصقاً بأذهان الكثيرين بعد رحيل المعزول وصوت «عنان» الذى ضج فى الفضائيات بفرحة غير عادية ليلمّح برغبته فى الترشح للرئاسة بكلمات لا تنسى: «إذا دعيت لأقدم كل خبرتى فلن أتردد أبداً، وكل الاحتمالات مفتوحة»، ظل الباب مفتوحاً لفترات طويلة إلى أن أغلقه بمؤتمر صحفى يعلن تراجعه عن خوض الانتخابات الرئاسية.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى