الأخبار

الأسد يفاجئ العالم بزيارة خاطفة لموسكو

35

فى خطوة مفاجئة، التقى الرئيس الروسى، فيلادمير بوتين، أمس، نظيره السورى بشار الأسد، فى مقر الرئاسة الروسية بموسكو، فى أول زيارة خارجية للأخير منذ اندلاع الصراع فى بلاده فى مارس 2011، الأمر الذى قال عنه محللون وقريبون من الملف السورى إنه يأتى فى إطار تسريع وتيرة الحل السياسى للأزمة.

ولم يكشف الطرفان عن الترتيبات التى سبقت الزيارة أو طريقة خروج الأسد من سوريا التى يزدحم مجالها الجوى بمقاتلات تنتمى لعدة دول وتقصف أهدافا متباينة، إلا أن اللقاء شمل التأكيد على أن العمليات العسكرية يجب أن تتبعها خطوات سياسية تساهم فى انهاء الصراع بالبلاد.

واكتسبت الزيارة التى لم يعلن عنها حتى عودة الأسد إلى دمشق، أهمية كبيرة من أنها تأتى بعد الحملة الجوية التى بدأتها روسيا فى نهاية الشهر الماضى لدعم القوات السورية.

وقال بوتين للأسد، بحسب بيان صادر عن الكرملين، «نحن مستعدون للمساهمة ليس فقط بالأعمال العسكرية فى مكافحة الإرهاب وإنما أيضا فى عملية سياسية».

من جهته، أكد الأسد أن أى عمل عسكرى «يفترض أن تليه خطوات سياسية»، بحسب ما اوردت الرئاسة السورية على حسابها على موقع التدوينات القصيرة «تويتر». وتابع أن «هدف العمليات العسكرية فى سوريا هو القضاء على الإرهاب الذى يعرقل التوصل إلى حل سياسى».

وأوضح متحدث باسم الرئاسة السورية لوكالة الصحافة الفرنسية أن «بوتين أبلغ الأسد بأنه سيجرى محادثات مع القوى الدولية بهدف التوصل إلى حل سياسى، مع محاربة الإرهاب فى الوقت نفسه». فيما قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن الأسد وبوتين ناقشا المستجدات العسكرية على الأرض.

وتعكس الزيارة بوضوح استمرار الدعم الروسى الثابت للأسد، حيث قال المتحدث باسم الكرملين، أمس، إنه لم يتم التطرق إلى مسألة رحيل الأسد من السلطة، خلال اللقاء.

وتعليقا على هذه الزيارة، قال عضو الائتلاف السورى المعارض، قاسم الخطيب لـ«الشروق»، إن «موقف روسيا حاليا تغير عما كان عنه قبل شهرين»، مضيفا أن «موسكو ربما تبحث الآن بالفعل عن حل سياسى».

وتابع، أن المعارضة تقبل وثيقتى جنيف 1و2 والقاهرة 1و2 لحل الأزمة، وتشكيل مجلس حكم انتقالى بكافة الصلاحيات مع إبعاد بشار الأسد عن الحكم أو بقائه «دون صلاحيات» خلال فترة التفاوض ومن ثم إبعاده.

فيما قال رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية فى جدة، أنور ماجد عشقى، فى تصريحات لـ«الشروق»، أمس، إن «زيارة الأسد إلى روسيا كانت مفاجأة ذات دلالات تخص العملية السياسية»، موضحا أن «موسكو تضغط على سوريا باتجاه الحل السياسى».

وأضاف عشقى أن كون الزيارة بطلب من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يشير إلى أن موضوعها يخص الأسد شخصيا ويتعلق بمستقبله. وقال عشقى إنه يعتقد أن «موسكو بدأت تستجيب للطلب الأمريكى بشأن عقد اجتماع فى فيينا، بحضور أطراف إقليمية منها مصر والسعودية والأردن لوضع ترتيبات للمرحلة القادمة فى سوريا، فى مقدمتها الإبقاء على وضع الأسد رمزيا لمدة 6 أشهر لحين تشكيل حكومة وحدة وطنية».

بدوره، قال المحلل الإستراتيجى، العميد على مقصود، المقيم فى سوريا، فى تصريحات لـ«الشروق»، أمس، إن «زيارة الأسد المفاجئة والسرية تأتى فى أعقاب عملية تقييم لنتائج العمليات العسكرية الروسية، كما أنها تهدف لإيجاد الظروف الملائمة لرسم طريق لحل الأزمة السورية سياسيا». واستدرك مقصود قائلا: «جاءت ليتم وضع البصمات الأخيرة على طبيعة الحكومة التى تعكس طموحات الشعب السورى».

وفى اتصال هاتفى لـ«الشروق»، من روسيا، وصف الدبلوماسى الروسى السابق، فيتشسلاف ماتوزوف، إن «أى مبادرات سياسية لن تأتى إلا بعد انتهاء عمليات التطهير فى الأراضى السورية».

فيما قال الخبير العسكرى اللبنانى هشام جابر لـ«الشروق»، إن زيارة الأسد «متوقعة»، لافتا إلى أن التسارع المؤخر فى النزاع السورى كان يستلزم لقاء قمة دبلوماسية بين الروسى والسورى، وليس مندوبين أو مفوضين عنهم.

 

 

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى