الأخبار

حزب الطنااااش!

 

149

 

 

لا أتحدث عن حزب رسمى، ضمن أحزاب مصر.. فلا الحزب تقدم بأوراقه، ولا هو أخطر لجنة شؤون الأحزاب.. كما أنه ليس من الأحزاب التى التقت الرئيس مؤخراً، ضمن لقاءات الأحزاب للترتيب للانتخابات.. مع ذلك هو الحزب الشعبى الأكبر.. والأكثر تأثيراً أيضاً.. إنه حزب الثورة الأهم.. يضم فى عضويته مئات الآلاف.. هذا الحزب لا يمارس أنشطة من أى نوع.. قرر أن يعطى ظهره للدنيا، حتى إشعار آخر!

أصعب شىء أن تجد حالة طناش.. بعض الناس يفسر الحالة خطأ بأنها رضا.. التفسير الحقيقى أنها طناااش.. كل الأمور تتساوى عندهم.. هؤلاء كثيرون الآن.. هؤلاء هم الخطر الحقيقى.. هؤلاء كانوا أولى بلقاء الرئيس.. لا غرابة أن تصدر الصحف فى اليوم التالى بعنوان: الرئيس يلتقى قيادات حزب الطناش «الثورى».. بعض هؤلاء كان فى طلعت حرب.. منهم شيماء.. سقطت شيماء بينما كانت تحمل وردة!

تصفحت الصور التى نقلت إلينا حادث شيماء الصباغ.. توقفت أمام كل صورة على حدة.. شاب يحمل شيماء ويجرى.. بالتأكيد هو واحد من الأصدقاء، الذين كانوا معها.. ليس هذا هو المهم.. ليس مهماً من يحملها، ولا من قتلها؟.. لا أتحدث عن ذلك.. لا أتحدث عن مشروعية التظاهر، ولا حق التظاهر.. أتحدث عن آخرين كانوا شهوداً، وانصرفوا.. لم يهتموا بمن مات.. لم تتحرك سيارة لنقلها للمستشفى!

ماذا حدث للمصريين؟.. هذا ما أعنيه من المقال.. لماذا الطناش؟.. كيف حدث ذلك فى العيد الرابع للثورة؟.. كيف هان علينا أن نرى قتيلة أو شهيدة، ثم نمضى إلى حال سبيلنا؟.. لا أتحدث عن القاتل، ولا مصدر الرصاص.. أتحدث عن المشهد نفسه.. فتاة تسقط مضرجة فى دمائها، لا تنقذها سيارة، ولا يقوم الناس من على المقهى المجاور.. لا يهتمون بالسؤال أصلاً.. فماذا جرى منذ الثورة حتى الآن؟!

أتساءل أيضاً: هل كان هناك من يحتفل بعيد الثورة؟.. بمعنى: إذا لم تكن مصر فى حالة حداد، هل كان هناك من ينزل الميادين؟.. هل كان هناك من لديه رغبة للذهاب إلى استاد القاهرة؟.. لماذا لا يشعر المصريون بالفرحة فى عيد الثورة؟.. هل هو الحزن على رحيل الملك عبدالله؟.. هل هو خروج جمال وعلاء فى ذكرى الثورة؟.. ما تفسيركم؟.. هل عدم رضا عن أداء الرئيس؟.. أم أنها حالة طناش؟!

الإحصاءات تقول إن نسبة الرضا عن أداء الرئيس عند أفضل معدلاتها.. إذن المسألة ليست مرتبطة بأداء الرئيس.. فهل ترتبط بأداء الأجهزة المعاونة.. هل الطناش مرتبط بحالة يأس، أم بحالة قرف عام؟.. هل إحساس بأن الثورة لم تسفر إلا عن إزاحة مبارك؟.. أسلة كثيرة بلا شك.. لكن تبقى الحالة مدعاة للدراسة.. لماذا أعطى الشارع ظهره لمقتل شيماء؟.. لماذا لم يهرول الناس لنجدتها وإسعافها؟!

مرة أخرى، لا أتحدث عن التظاهر، شرعى أو غير شرعى.. لا أتحدث عن «شيماء» كانت تحمل الورد، أم تحمل السلاح.. شيماء ضحية بلا شك.. أتحدث عن «الأنامالية».. أتحدث عن حزب الطناش.. حزب كبير العدد.. خطير الأثر جداً.. خطورته فى صمته، أكثر من خطورة غيره فى التظاهر.. سواء بإذن أم لا!

 

المصرى اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى