أخبار مصر

موقع أوروبي: مصر عادت إلى سابق عهدها لقيادة الشرق الأوسط

“عادت مصر”، هكذا وصف موقع المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية تطورات العلاقات المصرية في المنطقة، وعودة دورها الريادي لقيادة الشرق الأوسط، وظهورها في المحافل الدولية

قال الموقع إن “مصر عادت” هي الرسالة التي يرغب مسؤولو السياسة الخارجية المصرية في إرسالها إلى نظرائهم في جميع أنحاء العالم. حيث تمكنت مصر من تبني سياسة خارجية أكثر نشاطا

وبدأت حكومة مصر تشعر بمزيد من الثقة، وتتولى أدوارا ومسؤوليات جديدة، وتستثمر في أشكال جديدة من التوافق الإقليمي

اضغطوا عليها.. مطلب عاجل من أستاذ جيولوجيا لـ مصر والسودان يخص إثيوبيا”فيديو”

2.7 مليون فدان.. تعرف على أنواع الذرة المزروعة في مصر.. فيديو

ففي الماضي، كانت مصر لاعبا رئيسيا في السياسة الخارجية بالشرق الأوسط بفضل حجمها وموقعها واستقرارها وثقتها المتميزة بالنفس بأهميتها الخاصة، وتمكنت من التأثير على العديد من التطورات الإقليمية، كما نجحت في تأسيس علاقة وثيقة وطويلة الأمد، مع الولايات المتحدة. ولا يمكن قول الشيء نفسه عن مصر خلال العقد الماضي. حيث كانت مصر غائبة نسبيا عن الدبلوماسية الإقليمية في القضايا الرئيسية التي تتراوح بين الحروب في اليمن وسوريا إلى الانتشار النووي الإيراني

وأضاف الموقع أنه كان هذا وقت اضطراب سياسي داخلي في أعقاب الانتفاضات العربية، والتي حولت انتباه القاهرة بعيدا عن السياسة الخارجية وجعلها تركز على صراعات السلطة في الداخل واقتصادها المتعثر. وطوال ذلك العقد، لكن التطورات الإقليمية والدولية العديدة التي حدثت خلال الاثني عشر شهرا الماضية أحدثت تحولا في الفكر والنشاط المصري

وتشمل هذه التطورات على تغيير القيادة في الولايات المتحدة، وإنهاء أزمة قطر، ووضع خارطة طريق سياسية لإنهاء الصراع في ليبيا، ومحاولة لاستئناف محادثات السلام في اليمن

وفي غضون ذلك، بدأت تركيا في السعي إلى الحوار مع مصر وجيرانها العرب كجزء من هذا الانفراج الإقليمي الأوسع. بالإضافة إلى ذلك، إن القاهرة لديها ثقة متزايدة في قدرتها على تكوين مجموعة جديدة من العلاقات الدبلوماسية بشروطها الخاصة، من خلال الاستفادة القصوى مما تعتقد أنه موقف مصر كمستقبل، ومركز إقليمي للطاقة لجيرانها الأوروبيين والعرب

وقد ترافق ذلك مع عودة الأمن في الداخل، وهو ما يشجع الآن على تحويل انتباه مصر إلى السياسة الخارجية مرة أخرى، بهدف استعادة موقعها التاريخي كلاعب إقليمي هائل

وبالنسبة للاتحاد الأوروبي، مصر شريك طويل الأمد في جوارها الجنوبي. وبالنسبة للأوروبيين، يظل تحقيق الاستقرار في هذه المنطقة ذا أهمية قصوى. ومن وجهة نظرهم، فإن العمل مع مصر لمعالجة النزاعات مثل تلك الموجودة في ليبيا وغزة أمر منطقي للغاية، ويوفر دفعة مهمة للتحركات الناشئة نحو خفض التصعيد الإقليمي

وتوفر الثقة الجديدة للنظام المصري، على الجبهتين الدولية والمحلية، للمسؤولين الأوروبيين فرصة فريدة للتعامل بشكل بناء أكثر مع نظرائهم المصريين

ورأى الموقع أنه يتعين على صانعي السياسة الأوروبيين الآن التفكير في أفضل السبل للعمل مع مصر والتأثير عليها بشكل إيجابي في السعي لتحقيق مصالحهم وقيمهم الخاصة، والتي تشمل مصر والشرق الأوسط أكثر استقرارا وازدهارا

وأكد الموقع أنه إذا فهم الأوروبيون ذلك بشكل صحيح، فإنهم سيفيدون أنفسهم والمصريين على حد سواء

وتابع الموقع أن مصر لم تتراجع تماما عن المشهد الإقليمي. حيث مصالحها الحيوية مثل الأمن المائي في علاقتها مع إثيوبيا والسودان في جنوبها، أو الحرب في ليبيا في الغرب، وتعني أنها لا تستطيع عزل نفسها عن العالم. لكن المشاكل السياسية الداخلية في مصر منذ ثورة 2011، والاضطرابات المستمرة في الاقتصاد المصري، كل ذلك أعاق قدرة القاهرة على تطوير سياسة فعالة بقيادة مصر للاستجابة للتحديات الإقليمية المتزايدة

كما تم حل الأزمة مع قطر أخيرا في يناير 2021 بتوقيع اتفاقية العلا. ما يعكس انخفاضا أوسع في التوترات الإقليمية، كما يتضح من جهود تركيا الأخيرة لتحسين علاقتها مع مصر، وفي استئناف السعودية وإيران للحوار الثنائي بينهما

وهذا العام، أتاح الصراع بين حماس وإسرائيل في غزة لمصر فرصة لإعادة تمثيل دورها التقليدي كمحاور دولي رئيسي بشأن القضايا الأمنية. كما حازت مصر على استحسان دولي لمساعدتها في تأمين نهاية سريعة نسبيًا للصراع  الذي استمر 11 يوما

ومنذ ذلك الحين، تمكنت مصر من الإثبات لجيرانها، وبقية العالم، بأنها، كجار مباشر لغزة، تظل الشريك الأقوى في الجهود المبذولة لحماية المصالح الأمنية بالمنطقة والتوصل إلى نتيجة أكثر استدامة للفلسطينيين

وإلى جانب ذلك، تمكنت مصر من بناء تحالفات جديدة قائمة على العلاقات التاريخية من خلال الشراكة مع الأردن والعراق، حيث تعمل مصر الآن على إنشاء “تحالف عربي” بشكل كامل، بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الدول الثلاث

في العامين الماضيين، عقد أعضاء هذا التحالف العديد من الاجتماعات الثلاثية، كان آخرها في العاصمة العراقية بغداد. وتعهدوا بتنفيذ صفقات البنية التحتية، وتوفير الطاقة لبعضهم البعض، وتعزيز علاقاتهم التجارية. ومن شأن هذا الاصطفاف المتزايد، من حيث المبدأ، أن يوفر للقاهرة وعمان وبغداد الفرصة لتقليل اعتمادها على الغير

وفيما يخص ليبيا، يؤكد المسؤولون المصريون أنهم يعتقدون منذ فترة طويلة أنه لا يوجد حل عسكري للصراع في ليبيا. فقد سعت مصر في الأشهر الـ 12 الماضية للمساعدة في صياغة ترتيب دبلوماسي. وساعد هذا الموقف المصري في إطلاق عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة

وحول الوضع الاقتصادي، بعد النقص الحاد في الكهرباء في عام 2013، سعت مصر إلى تعزيز قطاع الطاقة لديها. كما إن اكتشاف البلاد لاحتياطيات ضخمة من الغاز في البحر المتوسط في عام 2015 ، جعل مصر منذ ذلك الحين “مركزا للطاقة” في المنطقة

وفي الفترة الاخيرة، حولت الحكومة اهتمامها إلى تطوير قطاع الطاقة الشمسية من خلال إصلاحات كبيرة لقطاع الكهرباء وتطوير مزارع الطاقة الشمسية على نطاق واسع

وتتمتع مصر الآن بفائض في الطاقة، وهي ميزة تحاول الاستفادة منها إلى أقصى حد كجزء من سياستها الخارجية. وتهدف مصر إلى بيع فائض إنتاجها من الكهرباء لجيرانها الإقليميين، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، الذي بدأ بالفعل في المساعدة في تمويل مشروعات الطاقة الشمسية الطموحة في مصر

كما سيوفر توسيع البنية التحتية للطاقة التي تربط مصر بأوروبا عبر قبرص والأسواق الإقليمية الأخرى فرصة أخرى لتوسيع الدبلوماسية الاقتصادية الناشئة لمصر. ومن الواضح أن المسئولين المصريين يسعون إلى دور اقتصادي أكبر في دول مثل العراق

وتأمل الحكومة أن تكون قادرة على زيادة إمداداتها من الغاز المحلي من خلال ترتيب جديد “النفط مقابل الغاز” مع دول مثل العراق وليبيا. وهذا من شأنه أن يسمح لمصر بدخول سوق الطاقة المتجددة الإقليمي، مما يجعلها شريكا اقتصاديا للأوروبيين لأنهم يعطون الأولوية لسياسات التعامل مع تغير المناخ

واختتم الموقع تقريره قائلا إن مصر تزداد ثقة بالنفس وتصبح حريصة على تولي دور قيادي إقليمي مرة أخرى

كما رأى الموقع ضرورة تقديم الدعم الإقليمي والعالمي لمصر في قضايا مهمة مثل نضالها من أجل الأمن المائي، وهي مشكلة يجب أن تكون مصدر قلق أكبر وأكثر إلحاحا بالنسبة لمصر والأوروبيون وكل المهتمين باستقرار المنطقة

كما دعا الموقع دول أوروبا إلى المشاركة بنشاط مع مجموعة التحالف العربي في مصر والأردن والعراق لدعم السياسات الاقتصادية ذات المنفعة المتبادلة التي تعزز اقتصادات هذه البلدان

صدى البلد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى