الأخبار

السياحة تراجعت والسبب؟؟

 

264

قال سميح ساويرس، رئيس شركة أوراسكوم القابضة للتنمية، إنه يتطلع إلى المشاركة مع أرابتك الإماراتية فى مشروع إنشاء مليون وحدة سكنية بمصر، وأوضح ساويرس فى تصريحات لـ«الشروق»: نحن نتكلم معهم، ومن الوارد جدا أن نطور إحدى المناطق فى المشروع بحيث يتم إنشاؤها على نموذج هرم سيتى».

ويعد مشروع هرم سيتى للإسكان الاجتماعى أحد أبرز مشروعات مجموعة أوراسكوم التى يترأسها الملياردير الشاب، إلا أن ساويرس يرى أن الدولة عاملت مشروع أرابتك الإماراتية معاملة تفضيلية مقارنة بمشروعه، حيث تم منح أرابتك 160 مليون متر مربع بدون مقابل فى الوقت الذى تفاوض فيه الدولة أوراسكوم على شروط منح باقى أراضى مشروع هرم سيتى «لقد استهدفنا تأسيس مدينة متكاملة على 8 ملايين متر، لذا فمن غير المعقول أن تمنحنا الدولة جزءا من أراضى المشروع ثم تتوقف عند حد معين».

وبينما يعتبر ساويرس أن هناك توجه من الحكومة لـ«حل مشكلات المستثمرين»، يشير إلى أن إعادة التعاقد على أراضى اوراسكوم بأسعار اعلى ستفرغ المشروع من مضمونه الأساسى، حيث سيساهم ذلك فى رفع أسعار الوحدات «مما سيمنعها عن الغلابة».

ويقول ساويرس خطابا مشابها عن نشاط الإسكان الاجتماعى بمصر لما تطرحه أرابتك، حيث يتفق الاثنان على انهما لا يستهدفان بالأساس تحقيق الأرباح من العمل فى هذا القطاع «من الافضل أن أبيع فيلا بـ8 أو 9 ملايين جنيه عن أن ابيع شقة بـ50 الف جنيه»، لكن رئيس اوراسكوم للتنمية يرى أن «هرم سيتى» ستكون فى وضع تنافسى أقوى أمام أرابتك: «نحن لدينا مدينة قائمة.. أرابتك ستحتاج إلى سنوات حتى تصبح نواة لمدن جديدة».

الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام كانت أول فترة تحقق فيها أوراسكوم للتنمية أرباحا صافية، بقيمة 5 ملايين فرنك سويسرى، منذ ثورة 25 يناير، الربع الأول من 2011، وهى المكاسب التى جاءت مدفوعة بمبيعات المجموعة من العقارات فى مدن سياحية مثل الجونة ومكادى «ازمة النشاط العقارى التى بدأت فى 2008 بدأت تنحسر، وعاد العقار كمجال للاستثمار الآمن لنسبة كبيرة من المستثمرين فى العالم، وهذا كنا نتوقعه» كما يقول ساويرس.

ويربط ساويرس بين نشاط المبيعات العقارية فى مصر وقراءته للأجواء السياسية الحالية «الناس بدأت تطمئن للمستقبل من حيث عدم وجود إقصاء وحق كل واحد فى عمل ما يريد مادام فى إطار القانون».

ولكن نتائج أعمال أوراسكوم تظهر أيضا ضعف النشاط السياحى فى البلاد، حيث بلغت متوسطات الإشغال فى الوحدات السياحية التابعة للشركة خلال الربع الأول من العام الحالى 42%، متراجعة من 56% فى نفس الفترة من العام السابق، وهو ما يرجعه ساويرس إلى غياب الاستقرار السياسى خلال تلك الفترة «لم يكن هناك استقرار سياسى قبل انتخابات الرئاسة، العالم يعرف ما يحدث فى مصر والأجانب كانوا متشككين فى أن عملية الانتخابات ستمر على خير» ويضيف ساويرس: «لقد أثبتنا عكس ذلك وأن الشعب متقبل هذه التغييرات وأغلبية الشعب تقف وراء هذه المنظومة كرئيس وحكومة» معتبرا أن الانطباع الدولى عن الاستقرار السياسى فى مصر سيتغير للافضل خلال الفترة المقبلة.

وبحسب التقرير السنوى لأوراسكوم للتنمية عن عام 2013 تتركز معظم الغرف الفندقية للمجموعة فى مصر، بما يمثل 88.5% من اجمالى غرف المجموعة التى تتوزع ايضا فى الإمارات والأردن وعمان، بينما أعلن رئيس المجموعة فى مارس الماضى عن صفقة ضخمة فى السوق الألمانية بالاستحواذ على حصص فى شركتى رايف ايسن واف تى آى الألمانيتين وهما من أكبر منظمى البرامج السياحية فى هذا البلد «الاستحواذ يساعد استثمارات اوراسكوم فى مصر فهاتان الشركتان تجلبان ثلث السياحة المصرية».

ويؤكد نجل رجل الأعمال أنسى ساويرس على أن أسرته التى تضم أخوين آخرين من مليارديرات مصر تعتزم الاستثمار بقوة فى السوق المصرية خلال الفترة المقبلة، حيث يشير سميح الذى قدرت فوربس ثروته فى آخر حصر لها بـ1.2 مليار دولار إلى دخوله، بصفته الشخصية، فى مشروع إنشاء ألف مدرسة بنظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص الذى أعلنت عنه الحكومة مؤخرا، مقدرا حجم الاستثمارات المتوقع ضخها فى المشروع بما يتراوح بين 7 و8 مليارات جنيه، وهو المشروع الذى سعت الدولة لتطبيق نموذج مشابه له فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك ولكنه تعثر بسبب عدم إتاحة الأراضى الملائمة له، ويقول ساويرس عن وضع الأراضى فى المشروع الحالى «لقد حصرت (الحكومة الحالية) 500 قطعة أرض ستخصصها لهذا المشروع والباقى يأتى إن شاء الله».

مشروع الألف مدرسة ليس من المتوقع تحقيق أرباح من ورائه، على حد قول ساويرس الذى يعلق بتعبير ساخر «مش حيكسب»، ويكرر المليادير الشاب فى حديثه أمثلة عن إمكانية إسهام الاستثمار الخاص فى حل المشكلات الاجتماعية،

ومنها ما تطرحه مؤسسة للمجتمع المدنى تابعة لأسرته، مؤسسة ساويرس للتنمية البيئية، من امكانية تطوير العشوائيات فى مدينة الغردقة، التى يعد سميح ساويرس أحد أبرز مؤسسى النشاط السياحى بها، حيث وقعت مؤسسة ساويرس مع محافظة البحر الأحمر أمس الأول بروتوكول لتطوير منطقة زرزارة بالغردقة لتطوير تلك المنطقة وتقنين أوضاع سكانها بما يمكنهم من الاستفادة من اصولهم القائمة والإسهام فى تحسين منطقتهم بدون أعباء كبيرة على الدولة «لو طورنا الأرض ستتحول لكيان يمول (تطوير) تلك العشوائيات.. هذا ما نحاول أن نثبته» كما قال ساويرس خلال توقيع البروتوكول.




 

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى