اعتبار منهج «الميدترم» منتهيا.. أولياء الأمور فرحون والخبراء ينتقدون

وفى السياق نفسه أصدر جروب «ثورة أمهات مصر على المناهج التعليمية» ــ والذى طالب الوزير بوجود ميدترم منتهٍ، بيانا، اليوم، يشيد فيه بقرار الوزير نيابة عن أولياء الأمور وأبنائهم الطلاب، لاستجابته لأحد مطالب أولياء الأمور باعتبار امتحانات الميدترم منتهية وعدم الرجوع لما سبق الامتحان فيها فى امتحانات نهاية الترم واعتبار منهج الميدترم منهجا منتهيا.

لكن عددا من أولياء الأمور اعترضوا على عدم إدراج الشهادات الابتدائية والإعدادية ودشنوا هاشتاج عبر صفحاتهم على فيسبوك «حذف الوحدة الأخيرة من منهج الشهادات»، مطالبين الوزير بضرورة مراعاة التلاميذ فى الشهادات وحذف أجزاء تساعدهم على استيعاب المنهج الذى اعتبروه مليئا بالحشو الزائد.

من ناحية أخرى انتقد خبراء التربية قرار وزير التربية والتعليم باعتبار امتحانات «الميدترم» منتهية، وقال الدكتور شبل بدران عميد كلية التربية السابق بجامعة الإسكندرية «المفترض ألا يكون هناك ميدترم من الأساس، ويكون الامتحان مرتين فقط فى العام، ترم أول وترم ثانى، مع وجود اختبارات تقويمية للطلاب كل شهر، حتى يستطيع الطلاب استيعاب المنهج الذى يدرسه فى كل ترم».

وأضاف بدران، فى تصريحات لـ«الشروق»، أن قرار الوزير يجعل الموضوع يتحول من عملية تعليمية إلى عملية امتحانية، حيث يركز الطالب دائما فى الامتحانات التى يؤديها وكيفية الانتهاء منها، ولن يفكر نهائيا فى المادة العلمية التى يدرسها.

وقال الدكتور كمال مغيث الباحث بمركز البحوث التربوية، لـ«الشروق» إن قرار وزير التعليم بجعل امتحانات الميدترم منتهية استجابة غير علمية وغير صحيحة من الوزير،، لافتا إلى أن التعليم من المفترض أن يكون طوق النجاة الوحيد للوضع فى مصر، لأنه أهم من الخبز والصحة، لأن التعليم قاطرة النهوض بباقى المجالات.

وأوضح مغيث، أن هناك تسلسلا فى المناهج التى يدرسها الطلاب فمن غير الطبيعى أن يتم امتحان الطلاب فيما درسوه خلال 20 يوما فقط، وعدم امتحانه مرة أخرى، مؤكدا أن نظام الترمين المعمول به حاليا يعتمد على ترابط الدروس الموجودة فى كل ترم دراسى، وبالتالى فإن جعل الميدترم منتهيا يعتبر إخلالا بتسلسل المناهج.

وقال الدكتور محمد الطيب العميد السابق لكلية التربية بجامعة طنطا، إن جعل الميدترم منتهيا نوع من الترقيع فى مواجهة مشاكل التعليم، مؤكدا أن قرار الوزير علميا خاطئ، لأن التعليم عبارة عن معلومة مستمرة وثابتة مع الطالب طوال فترة دراسته، وهذا ما درسناه فى علم التربية والتقويم.

كما انتقد الطيب استجابة وزير التربية والتعليم لمطالب أولياء الأمور، «لأن التعليم مثل عملية جراحية يقوم بها الطبيب، ولا يأخذ رأى ولى أمر الطالب فى طريقة إجرائها، مؤكدا أن كل ما يهم أولياء الأمور هو حصول أبنائهم على شهادة، والدليل على ذلك إذا خيروهم بين أن يكون هناك امتحانات أو لا، سيختارون عدم امتحان أبنائهم.

من ناحيته قال الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، إن قرار وزير التعليم بشأن امتحان الميدتيرم المنتهى: « نحن مع الامتحان الربع سنوى، لأنه يقوم بالتقويم المستمر، على الرغم من أنه يحمل بعض المساوئ مثل استنزاف وقت كبير وهو ما ينعكس سلبا على مدة الدراسة، كما يتطلب دعما ماديا «امتحانات، لجان، تصحيح»، إلا أنه يتفق مع الاتجاه التربوى».

وأضاف شحاتة، فى تصريحات صحفية له، أن نظام الميدتيرم الامتحانات فيه تتم داخل الفصول بمعلميها، ويدخل فيها جميع الأنشطة، مؤكدا أن قرار وزير التعليم بإقرار «الميدتيرم المنتهى» قرار صائب باستبعاد الجزء الذى سيمتحن الطالب فيه، ما يخفف عن كاهل الطلاب وأولياء الأمور.