الأخبار

«بلاك بلوك»: لسنا دعاة عنف

50

 

 

رغم مرور شهرين على قرار النائب العام بضبط واحضار 22 من المؤسسين لمجموعة الكتلة السوداء المعروفة بـ«بلاك بلوك»، استنادا إلى اتهامات بتشكيل جماعة ارهابية محظورة تهدف لقلب نظام الحكم وتتعرض للأمن القومى للبلاد، إلا أن الغموض مازال يحيط بهؤلاء الاشخاص بعد إخلاء نيابة امن الدولة سبيل 8 منهم واستمرار ملاحقة باقى المطلوبين.

 

«الشروق» حاورت أحد الاسماء البارزة فى قائمة المؤسسين لمجموعة الأقنعة السوداء، والذى يرمز له وسط المجموعة بـ«G»، حيث رفض الكشف عن هويته بسبب ملاحقته أمنيا منذ صدور القرار، وكشف عن استعدادات المجموعة قبل مظاهرات 30 يونيو المرتقبة، وبداية ظهورهم من احداث محمد محمود وعرض وسطاء الفريق احمد شفيق المساعدات المادية عليهم.. وإلى نص الحوار:

 

• ما تفاصيل قرار النائب العام بوضعك ضمن قائمة المطلوبين بتأسيس «بلاك بلوك»؟

ـ تأكدت من خروج حملات اعتقال لكثير من الثوار، وبالفعل تمت مداهمة منازل البعض والقبض عليهم ومصادره هواتفهم وأجهزه الكمبيوتر الخاصة بهم، وطلب منى تغيير مكان تواجدى على الفور لاحتمالية توجههم لى، ولم يكن مؤكدا وقتها اسباب الاعتقال او اسماء من صدر ضدهم أمر الضبط والاحضار، ولمدة ساعات بدأت تأتينى الاخبار أننى على رأس قائمة المطلوبين، وبالفعل تم القبض على 7 واتهامهم بالانتماء لجماعه محظورة.

 

• وماذا كان رد فعلك عندما تأكدت أنك ضمن المطلوب ضبطهم وإحضارهم؟

ـ كان قرارى بحتمية الاختفاء لحين وضوح الرؤية، وبالفعل قمت باتخاذ بعض التدابير لتأمينى واتصلت بأغلب مراكز حقوق الانسان والدفاع عن المعتقلين والمحامين.

 

• وما الاتهامات التى وجهت إليك فى القضية؟

ـ وجه لى 15 اتهاما بعضها خاص بإنشاء مجموعات «بلاك بلوك» وأعمال العنف التى ترتبت عليها، ومنها اتهامات غير حقيقية وليس لها مسوغ قانونى من الأساس، وزج باسمى فى تهم لها علاقة بالإرهاب الدولى والتخطيط لقلب انظمة الحكم فى الوطن العربى.

 

• وما أبرز تلك الاتهامات؟

ـ كان من بينها انشاء تنظيم سرى وتلقى تمويلات من الخارج والعمل داخل منظمة ارهاب دولى تهدف لقلب نظام الحكم بمصر، والدعوة لقلب نظام الحكم عبر مواقع التواصل الاجتماعى، إضافة إلى الهيمنة على جماعة الاخوان المسلمين للحد من سيطرتها على نظام الحكم بمصر، وتأسيس جماعة محظورة دوليا لقلب انظمة الحكم بدول الربيع العربى «تونس / ليبيا / سوريا / مصر»، ونشر اساءات للنظام الحاكم وشخص الرئيس المنتخب، فضلا عن الاتهامات المعتادة التى توجه للثوار مثل تكدير الأمن وحيازة الاسلحة.

 

• وكيف ترى حملة «زوار الفجر»؟

ـ النظام هو النظام، فقط أطلق لحيته، والداخلية كعادتها خادمة للنظام ايا كان، وتغير اسم امن الدولة للأمن الوطنى ومازالوا على نفس اساليبهم.

 

• وهل تواصلت مع المُخلى سبيلهم من «أمن الدولة»؟

ـ تواصلت معهم بصفتهم شبابا ثوريا كوجوه معروفة فى الميدان، وأؤكد انه حتى هذه اللحظة لم يتم القبض على عضو تنظيمى بمجموعة «بلاك بلوك» وكل من ألقى القبض عليهم ثوريون يريدون تحقيق أهداف الثورة.

 

ومن أين جاءت فكرة تأسيس «بلاك بلوك» فى الأساس؟

ـ ليست ابتكارا قدر ما هى توظيف لشباب الثورة بعد سقوط مئات الشهداء والمصابين، ولكننا بدأنا بتنظيم أنفسنا من خلال المساهمة فى أى أعمال بالميدان من فض مشاجرات والوقوف للمتحرشين، تطورت بعد ذلك فى شكل اسعاف شعبى للمصابين فى احداث محمد محمود ومجلس الوزراء، ثم تطورت لحماية المسيرات وهكذا الفكرة تتطورت يوما بعد الآخر، ولكن رفاق الميدان أيدوا تفكيرنا فى انشاء كيان ثورى يدافع عن قضيتنا ضد السلطة أيا كانت.

 

ـإذن البداية من «محمد محمود»؟

ـ كان تطورا طبيعيا لفكرة اللجان الشعبية بعد استهداف الأمن لأشخاص بأعينهم، لذا اتجهنا لحماية أنفسنا وحماية الميدان من الأمن بمسميات مختلفة منها «العفاريت»، «جنود الثورة»، «الهوليجانز»، «المشاغبون» حتى اتفقنا على مسمى «بلاك بلوك» ومحاكاتنا لمرتدى الأقنعة السوداء، ولكنه مسمى فقط لكن التنظيم تم منذ احداث محمد محمود الأولى.

 

الرسالة التى أردتم إرسالها فى محاصرة المؤسسات واقتحام مقار الإخوان؟

ـ الفكرة ليست فى الوصول للقصر واقتحامه، أردنا توصيل رسالة بأننا رافضون نظام الحكم ولا نعترف بالرئيس وجماعته الحاكمة، لأننا لسنا فوضويين ولا نقدر على دعوة أحد لاقتحام القصر الرئاسى حتى لا يلومنا أحد بعد ذلك على تخريب مؤسسات ملك الشعب، فالهدف واضح هو اسقاط النظام وليس الدولة بمنشآتها العامة.

 

ولماذا كان هناك اقتحام مقار الإخوان؟

ـ لم نوجه أحد من اعضاء المجموعة لحرق أى مقر تابع لجماعة الإخوان، ولكننا نسعى جاهدين طيلة الوقت على إحراج النظام الحاكم واهانته، والإهانة متمثلة فى محاصرة مقار الجماعة وحزبها السياسى فى كل مكان يوجد به حشد ثورى، ومثلما حشدت الإخوان اعضاءها أيام الثورة لحرق الأقسام واقتحام السجون، فالمجموعة تسلك نفس المسار الذى سلكته الجماعة مع الحزب الوطنى المنحل بعد قيام الثورة، وسنواصل ذلك حتى إسقاطهم.

 

وهل هناك نية لمهاجمة مقار الجماعة وحزبها فى 30 يونيو؟

ـ نطمئن الشعب أن يوم 30 يونيو لن يخرج عن المسار السلمى للثورة، و«بلاك بلوك» سيتولون تأمين الثوار فى المسيرات، وسنصعد دعوة العصيان المدنى فى جميع المحافظات خلال الأيام القادمة، وفكرة مهاجمة مقار الجماعة وحزب الحرية والعدالة على غرار ما نفذه الاعضاء فى السابق غير محتملة فى هذا اليوم، ولكننا سنكون جاهزون بكامل قوتنا وعتادنا بالقرب من المتظاهرين، وطالما المظاهرات سلمية ولم يتعرض لنا أحد فلا نستبق الأحداث ولن نتورط فى عنف إلا لرد العنف.

 

وماذا لو حمل الإسلاميون السلاح فى وجه المعارضين تحت مسمى «الثورة الإسلامية»؟

ـ لو نزل الإسلاميون الشارع بالسلاح سنلجأ إلى اللجان الشعبية لمحاصرتهم فى كل حارة مصرية، والجيش لن يترك الشعب أعزل ضد الجماعات المسلحة التى باتت تهدد المعارضين نهار جهارا، وتلوح بالعنف فى مؤتمرات حية لإرهاب المتظاهرين وترويع الشعب لعدم الخروج ضدها فى مظاهرات 30 يونيو وما يعقبها من اعتصامات لإسقاط نظام الإخوان.

 

هل ندمت على مبادرتك فى تأسيس «البلاك بلوك» ؟

ـ ندمى على إلصاق اى عمل اجرامى فى مصر بنا، وندمى الحقيقى على استمرار سقوط الشهداء لعامين بعد الثورة وأهدافها لم تحقق بعد.

 

وهل تعتبر قرار هروبك هو الحل الأمثل فى هذه المرحلة ؟

ـ شعورى بالذنب تجاه من تم القبض عليهم وهم براء من كل التهم جعلنى كثيرا أفكر فى تسليم نفسى، لكن نظرا لعدم وجود ضمانات لتحقيقات عادلة ونائب عام ليس عادلا جعلنى افكر كثيرا ان وجودى بالخارج سيكون اكثر فائدة من تسليمى لشخصى.

 

وهل ستمثل للتحقيق وانت متهم فى قضايا إرهاب دولى؟

ـ حال تغيير النظام والنائب العام وتأكدى من التحقيق معى بشكل منصف، لكن فى ظل النائب العام الحالى والنظام الحالى لا اعتقد فهو ضرب من الجنون.

 

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى