الأخبار

كورونا مصر.. تصاعد الإصابات وتراجع الإجراءات الاحترازية وإهمال الكمامة تستعيد خطر الفيروس

حالة عامة من التجاهل والاستهتار بفيروس كورونا سيطرت على المواطنين بالشوارع؛ حيث انعدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية من قبل المواطنين خاصة بعد التلقيح، واختفت “فوبيا” كورونا، ولم يعد الالتزام بارتداء الكمامة كما كان في بداية ظهور الوباء، ولم يعد حرص المواطنين على الحفاظ على التباعد الاجتماعي سواء في المواصلات العامة أو غيرها.

كما أن هناك حالة من التراخي في الإجراءات الوقائية، وهو ما ينذر بخطر كبير في حالة استمرار الحال على ما هو عليه، والتي من الممكن أن تقود إلى موجات أخرى من الفيروس المستجد أشد ضراوة وخطورة من الموجات السابقة؛ حيث مازلنا لا نعرف ما إذا كانت اللقاحات تمنع من نشر الفيروس لأشخاص آخرين أم لا.

ويشهد العالم ارتفاعًا كبيرًا في أعداد الإصابات والوفيات مرة أخرى خلال هذه الفترة؛ حيث وصل عدد ضحايا فيروس كورونا إلى أكثر من 5 ملايين شخص حول العالم، فيما بلغ عدد المصابين حوالي 252.3 مليون إصابة، كما أعلن عدد من الدول الكبرى كفرنسا، بدء الموجة الخامسة من فيروس كورونا.

لماذا ترتفع أعداد الإصابة رغم تلقيح المواطنين؟

يرجع الأطباء هذا الارتفاع إلى أسباب عديدة منها المتغيرات الخطيرة التي يشهدها فيروس كورونا مثل ظهور سلالات أكثر قدرة على الانتشار والانتقال، كما أن شعور المواطنين بالأمان الزائف بعد التطعيم تسبب في إهمالهم للإجراءات الاحترازية، والانخفاض الملحوظ في درجات الحرارة بسبب دخول فصل الشتاء والبرودة تسببوا في ضعف المناعة.

وللسيطرة على الوضع الحالي، يؤكد الدكتور عبد العظيم الجمال أستاذ المناعة والميكروبيولوجي بجامعة قناة السويس، أن هناك بعض الإجراءات الوقائية التي يجب اتباعها خلال الفترة القادمة التي تعتبر الأخطر لفيروس كورونا، وهي:

1- ارتداء الكمامة في الأماكن العامة ووسائل النقل.

2- تطبيق التباعد الاجتماعي على قدر الإمكان بمتوسط مسافة 2 متر.

3- غسل اليدين كثيرًا، خاصة بعد التواجد في الأماكن العامة، فيمكن أن تكون الجراثيم على الأسطح كثيرة اللمس مثل مقابض الأبواب أو مقابض مضخات البنزين، ولابد من استخدام الماء والصابون، وفرك اليدين لمدة 20 ثانية على الأقل.

4- استخدام معقم لليدين يحتوي على الكحول دون إفراط.

5- العزل المنزلي للحالات المصابة.

كما أنه من المعروف أن فيروس كوفيد-19، ينتشر بسهولة من شخص لآخر، فعندما يسعل الشخص الذي يحمل الفيروس أو يعطس، فيمكن أن تستقر قطيرات الجهاز التنفسي على أفواه الأشخاص القريبين أو على الأنف، وبالتالي يمكن استنشاق القطيرات الموجودة في الهواء التي تحتوي على الفيروس إلى داخل الرئتين، وبالتالي يؤكد “الجمال” أن ارتداء الشخص المصاب أو السليم للكمامة يقلل كثيرا من خطر العدوى وانتشار الفيروس، حتى إذا كان الشخص حاصل على التطعيم.

أهمية التباعد الاجتماعي

يساعد التباعد الاجتماعي في إبطاء انتشار الفيروس، فإذا تجنب المواطنون الاتصال المباشر بينهم، فلن ينتشر الفيروس بهذه السرعة، وستقل عدد الإصابات، فرغم أن الإصابات ستستمر إلا أنه سيكون بمعدل أبطأ وأقل مقارنة مما سيحدث إذا ظل الاختلاط والتواصل والتجمعات بين الناس، وقلة الإصابات ستساعد الأطباء والمستشفيات على رعاية الأشخاص المصابين بكوفيد-19، خاصة شديدي المرض.

ذروة الموجة الرابعة لكورونا

توقع الدكتور إسلام عنان أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، ارتفاع عدد الإصابات والوفيات خلال الفترة الحالية التي تعتبر ذروة الموجة الرابعة لفيروس كورونا، ومن المفترض أن تنكسر هذه الموجة خلال شهر يناير القادم، ومن المتحمل أن نشهد انخفاضا كبيرا في الإصابات خلال شهر يناير وفبراير، ولكن من الصعب القضاء على الجائحة وسط ظهور العديد من المتغيرات التي طرأت على الفيروس هذه الفترة.

ويوضح أستاذ الوبائيات، أنه في حال عدم الوصول لتطعيم 70% من إجمالي عدد السكان ستكون هناك موجة خامسة للفيروس، فوفقًا للإحصائيات ومعدلات انتشار الفيروس ستكون الموجة الخامسة في أول شهر مارس القادم، والتي ستكون مع ظهور متغيرات جديدة مثلا متغير دلتا بلس، واللقاح هو الوسيلة الوحيدة التي تستطيع السيطرة على هذه الموجات.

ماذا لو لم يلتزم المواطنون بالإجراءات الاحترازية والتطعيم ضد كورونا؟

في حال عدم التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا، وعدم الحصول على اللقاح، سيتسبب ذلك في كثرة الإصابات بشكل غير طبيعي وستكون هذه كارثة، لذا لابد من تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية اللازمة لمجابهة الفيروس، حتى لا نعود مجددا لسياسة الغلق، وتنفيذ العقوبات على غير الملتزمين بالقرارات الحكومية، نظرا أن الوضع الحالي عالميا غير مطمئن نهائيا، لارتفاع الإصابات والوفيات أيضا، وهذا يؤكد أن الفيروس مازالت لديه القدرة على الانتشار أسرع وقادر على العدوى أكثر.

مناعة القطيع

وعن إصابة المجتمع بمناعة القطيع، يؤكد يشير أن انتشار مناعة القطيع يحتاج إلى إما إصابة 60% من المجتمع بفيروس كورونا، أو بتطعيم 60% باللقاح فيكتسب المواطنون مناعة تمنع نقل الفيروس، ولكن لا يوجد لقاح حتى الآن، لذا الحل الوحيد حالا هو أولا الحصول على اللقاح بجرعاته كاملة، مع الالتزام بارتداء الكمامة وبكافة الإجراءات الاحترازية.

كما يؤكد أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، أن جميع اللقاحات آمنة ولا تدعو للخوف، ولقاح كورونا مثل أي لقاح ستظهر له بعض الأعراض مثل تورم مكان الحقن، واحمرار مكان الحقن، وارتفاع درجة الحرارة، وألم في المفاصل، والرغبة في النوم.

هل يمكن التوقف عن ارتداء الكمامة بعد الحصول على لقاح كورونا؟

سؤال أصبح يدور في أذهان الجميع، ظنا منهم أنهم سيعودون لحياتهم الطبيعية بعد الحصول على اللقاح، خاصة مع تطعيم نسبة كبيرة من المواطنين حتى الآن، ولكن حذرت منظمة الصحة العالمية، من خلع الكمامة حتى بعد تلقي لقاح كورونا؛ حيث إن اللقاح ليس فعالا بنسبة 100%، ومناعة المجتمع تأتي مع تلقي المجتمع لقاح كورونا، ولكن حتى يحدث ذلك لابد من الالتزام بجميع الإجراءات الاحترازية، ومن أهمها ارتداء الكمامة، والحفاظ على التباعد الاجتماعي.

أسباب تدفعك لارتداء الكمامة

زيادة حدة وتيرة الموجة الرابعة من وباء كورونا، مع تسابق دول العالم المختلفة في تلقيح مواطنيها، يؤكد أن تلقي اللقاح لا يعني الاستغناء عن الإجراءات الاحترازية، ويوضح الدكتور عبد العظيم الجمال الأسباب العلمية التي تدفعك لارتداء الكمامة رغم الحصول على اللقاح فيما يلي:

  1. غالبية لقاحات كورونا تؤخذ على جرعتين بينهما حوالي شهر، والجرعة الأولى وحدها غالبا تكون غير قادرة لتوليد رد فعل مناعي قوي ضد الفيروس.
  2.  لا يتم إنتاج الأجسام المضادة فورا عند تلقي اللقاح بل الأمر يستغرق فترة زمنية معينة، وتختلف الاستجابة المناعية من شخص لآخر، وحسب نوع اللقاح، وأيضا تختلف حسب الجرعة، هل هي الأولى أم الجرعة الثانية.
  3.  لا يوجد لقاح يعطي مناعة ويحمي ضد الإصابة بالعدوى بنسبة 100%.
  4.  يتميز فيروس كورونا المستجد بالتحور المستمر؛ حيث تم تسجيل سلالات متحورة جديدة تتميز بقدرتها الأكبر على العدوى وسرعة الانتشار مقارنة بالسلالة الأصلية.

لذا يرى الدكتور عبد العظيم الجمال، أنه مما سبق نستنتج أن تلقي اللقاح لا يعني الاستغناء عن الإجراءات الاحترازية وخصوصا ونحن على أعتاب موجات أخرى من فيروس كورونا، فالتحصين هو أحد وسائل السيطرة على الوباء ويجب معه تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية وتشتمل ارتداء الكمامة، التباعد الاجتماعي، غسل اليدين باستمرار، والاستخدام الأمثل للمطهرات.

ويطالب أستاذ المناعة، من وسائل الإعلام المختلفة، العمل على زيادة وعي المواطنين والتنبيه على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي قدر المستطاع، وذلك لكي نعبر من الأزمة بسلام.

فيروس كورونافيروس كورونا
فيروس كورونافيروس كورونا
ahram

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى