الأخبار

أثيوبيا و”إسرائيل”..علاقات سرية بالأمس.. علنية اليوم

15

 

حرصت “إسرائيل” بشدة على بناء علاقات استراتيجية قوية مع الدول الإفريقية، وتصاعد هذا الحرص خلال الفترة الأخيرة مع تصريحات القيادات الإسرائيلية أمثال “شيمعون بيريز” و “أفيجدور ليبرمان”.
لقد ولدت العلاقات بين أثيوبيا وإسرائيل منذ الإعلان عن الكيان المزعوم آواخر خمسينيات القرن الماضي، وبدأت بتقديم إسرائيل بعض المساعدات الاقتصادية والطبية لها، بالإضافة لبعض أساتذة الجامعات والعلوم المختلفة.

في عام 1996 دخلت العلاقات بين تل أبيب و أديس أبابا مرحلة جديدة من العلاقات الاقتصادية إلى العلاقات العسكرية حيث أرسلت إسرائيل قوة عسكرية لإثيوبيا قدرت بنحو 100 فرد، وتعد ثاني أكبر بعثة بعد الولايات المتحدة الأمريكية.

في عام 1973 شهدت العلاقة بين الجانبين فتورا لم يدم طويلا،  فبضغط من منظمة الاتحاد الإفريقي قطعت أديس أبابا علاقاتها الدبلوماسية مع تل أبيب، حتى سقط نظام “هيلا سلاسي” عن طريق انقلاب عسكري عام 1974.

وخلال سنوات السبعينيات عقدت إسرائيل صفقة مع أثيوبيا تقضي بتقديم تل أبيب الدعم العسكري لأديس أبابا على أن تتعهد الأخيرة بتهجير اليهود إليها، وبالفعل خلال عام 1977 هاجر نحو 200 يهودي إلى إسرائيل.

وتنصلت إثيوبيا من هذه الصفقة عام 1978 وأوقفت رحلات هجرة اليهود إلى إسرائيل بعد هجوم إعلامي شنه وزير الدفاع الأسبق “موشيه ديان”، وظل هذا التوتر قائما نحو عامين.

مع بداية الثمانينيات عادت العلاقات بين تل أبيب وأديس أبابا إلى سابق عهدها، ففي عام 1980 عادت العلاقات بين البلدين وخلال عام 1985 أعادت إسرائيل مستشاريها العسكريين لإثيوبيا.

وشهدت تسعينيات القرن الماضي تحولا غير مسبوق في العلاقات بين إسرائيل وإثيوبيا، حيث حولت أديس أبابا وجهتها نحو إسرائيل والغرب بشكل كامل بعد انتهاء الحرب البارده وتفكك الاتحاد السوفيتي.

وخلال هذه السنوات بدأت المساومات الأثيوبية مع إسرائيل حيث اشترطت أديس أبابا على تل أبيب تقديم السلاح والمساعدات العسكرية لها مقابل استئناف العلاقات، وزيادة على ذلك أنشأت إسرائيل في إثيوبيا بعض محطات تحلية المياه وقدرت المساعدات حينها بنحو 35 مليون دولار.

وزادات علاقات تل أبيب وإثيوبيا وبلغت درجة عالية خلال نهاية سنوات التسعينيات، حيث امتنعت أديس أبابا من التصويت على مشروع قانون في الأمم المتحدة للاعتراف بالصهيونية كإحدى أشكال العنصرية، لتبدأ أثيوبيا وإسرائيل تبادل الوفود التجارية والصناعية.

وخلال عام 1993 زار رئيس الوزراء الإثيوبي إسرائيل ووقع اتفاقيات تعاون في المجالين الزراعي والطبي، لتتطور العلاقات يوما تلو الآخر،  ومع مطلع القرن الحادي والعشرين بدأت العلاقات بين البلدين تأخذ بعدا جديدا لتخرج للنور بعيدا عن التستر والكتمان، وشددت إسرائيل على ضرورة تقوية هذه الروابط الإفريقية، خاصة بعد تصريحات لوزير الداخلية الصهيوني “أيلي يشاي” الذي هاجم المهاجرين الأفارقة والدول التى ينتمون إليها، مطالبا إياهم بالعودة إلى بلادهم.

وخلال شهر فبراير من العام الماضي برز جانب من العلاقات الإسرائيلية الإفريقية، حيث عينت إسرائيل “بلينش زفاديا” سفيرة لها في إثيوبيا،     ولقى قرار وزير الخارجية الإسرائيلي “أفيجدور ليبرمان” حينها ترحيبا قويا من الأوساط السياسية وأعضاء الكنيست، حيث وصفوا خطوة ليبرمان بالشجاعة وبداية لتوطيد العلاقات مع الجانب الإثيوبي.

 

البديل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى