الأخبار

“داعش” يحاول التمدد نحو شرقا

9

أعلن مسؤول عسكري في القوات الموالية للحكومة الليبية المعترف بها دوليا، أمس الثلاثاء، أن تنظيم الدولة يحاول التمدد نحو مدينة إجدابيا في شرق ليبيا، وأن هذه القوات تحاول منعه عبر تنفيذ غارات جوية ضد أهداف له.

وتقع إجدابيا بين مدينتي سرت (450 كلم شرق طرابلس) الخاضعة منذ يونيو لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف، وبنغازي (ألف كلم شرق طرابلس) التي تشهد منذ أكثر من عام ونصف عام معارك بين قوات الحكومة الليبية المعترف بها دوليا وجماعات مناهضة لها.

وقال مسؤول عسكري رفيع المستوى في هذه القوات لوكالة فرانس برس، إن “سلاح الجو استهدف ظهر اليوم (الثلاثاء) اجتماعا لعدد من المتطرفين في منزل بالحي الصناعي جنوب أجدابيا”.

وأضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن أسمه ان هذه الغارة تأتي ضمن “خطة للحد من خطر سيطرة المتطرفين على المدينة الواقعة في الهلال النفطي” الليبي.

وكانت قوات الحكومة الليبية المعترف بها قامت يومي الخميس والجمعة الماضيين بسلسلة غارات استهدفت مواقع وأهدافا لتنظيم الدولة الإسلامية قرب إجدابيا، بحسب مسؤول عسكري ثان.

وأوضح هذا المسؤول أن الغارات “أفشلت مساعي الجماعات الإرهابية في إعلان ضم المدينة تحت إمرة تنظيم الدولة الإسلامية”، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية.

وبحسب مصادر أمنية في إجدابيا، فإن المدينة الواقعة على بعد نحو 190 كلم جنوب غرب بنغازي شهدت على مدى الأسابيع الماضية 37 عملية اغتيال استهدفت عسكريين في معظمها.

وكان وزير الخارجية الليبي محمد الدايري حذر في مقابلة مع فرانس برس، قبل نحو أسبوعين من أن “إجدابيا قد تصبح الآن معقلا جديدا” لتنظيم الدولة الأسلامية، موضحا أنه يبدو أن “سلسلة اغتيالات لائمة سلفيين وضباط في الجيش” من قبل التنظيم التطرف تمهد الطريق لهذا التقدم.

وتشهد ليبيا من أكثر من عام نزاعا مسلحا على السلطة، تسبب في انقسام البلاد بين سلطتين، حكومة وبرلمان يعترف بهما المجتمع الدولي في الشرق، وحكومة وبرلمان غير معترف بهما يديران العاصمة طرابلس بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى “فجر ليبيا”.

وتسبب النزاع بفوضى أمنية في ليبيا، وسمح لجماعات متطرفة بينها تنظيم الدولة الإسلامية بأن يكون لها موطئ قدم في هذا البلد الغني بالنفط. ويسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على سرت، ويقاتل قوات الحكومة الليبية المعترف بها في بنغازي، ويسعى لاستعادة السيطرة على مدينة درنة في أقصى الشرق الليبي.

ويثير تمدد الجماعات المتطرفة في ليبيا مخاوف لدى الدول المجاورة وأوروبا، حيال تحول هذا البلد إلى قاعدة رئيسية للمتطرفين يتدربون فيها وينطلقون منها لشن هجمات في دول أخرى.

واعتبر رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس، أمس الثلاثاء، أن الوضع في ليبيا سيكون “الملف البارز الذي سيطرح الأشهر المقبلة”، بينما أعلنت مصادر قضائية أن فرنسيين وضعا في السجن قبل أسبوعين بعد الاشتباه بسعيهما للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا عبر تونس.

ومن جهة أخرى، أفاد خبراء في الأمم المتحدة أن تنظيم الدولة الإسلامية أقام رأس جسر في ليبيا، إلا أنه يواجه صعوبة في توسيع نفوذه في هذا البلد بسبب مشاكل تمويل تواجهه وعداء السكان له.

وجاء في تقرير وضعه خبراء يعملون في لجنة العقوبات ضد تنظيم القاعدة والتي بات عملها يشمل أيضا تنظيم الدولة الإسلامية، أن التنظيم الأخير يعتبر “تهديدا أكيدا على المديين القصير والطويل في ليبيا”، مستفيدا من الشهرة التي كسبها بعد سيطرته على مناطق واسعة في سوريا والعراق.

إلا أن التنظيم، بحسب التقرير، “يواجه مقاومة شديدة من السكان، كما يجد صعوبة في إقامة تحالفات محلية”. ويقدر التقرير عدد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا بما بين ألفين وثلاثة آلاف بينهم 1500 في سرت.

وفي الجزائر، دعت الدول المجاورة لليبيا إلى “تكثيف وتنسيق” الجهود من أجل التصدي لانتشار “الإرهاب” في هذا البلد الغارق في الفوضى والمنقسم بين حكومتين متخاصمتين.

وضم الاجتماع الذي تركز على الأزمة الليبية وزراء وممثلين عن الجزائر وتونس ومصر والسودان والنيجر وتشاد إضافة إلى الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية.

وشارك في الاجتماع أيضا الممثل الجديد للأمم المتحدة في ليبيا الألماني مارتن كوبلر، الذي يحاول تشكيل حكومة وحدة وطنية في هذا البلد.

وفي بيان ختامي، أعرب المشاركون عن “قلقهم العميق حيال توسع الإرهاب في ليبيا” داعين إلى “تكثيف وتنسيق” الجهود من أجل التصدي خصوصا لتنظيمي الدولة الإسلامية وأنصار الشريعة.

وأكد المجتمعون أيضا على “عزم دولهم تقديم الدعم الكامل للسلطات الليبية فور تشكيل حكومة وحدة وطنية ومواكبتهم لجهود إعادة الإعمار”.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى