الأخبار

«ضربت حماتى بالسكين وطعنت مراتى 4 طعنات»

 

 

51

 

«خلّصت على حماتى ومراتى، وبقولها بأعلى صوت فى وسط الشارع، وكمان مش خايف من أى حد وهروح أسلم نفسى كمان للشرطة» تلك الكلمات كان يرددها صاحب محل ملابس أمام جيرانه فى شارع عطفة جمال بمنطقة روض الفرج، عقب ذبح حماته وإصابة زوجته بطعنات فى الصدر والبطن ترقد على أثرها فى مستشفى قصر العينى لتلقى العلاج.

بجانب كشك سجائر وقف «جمال الدين حسين» 61 سنة، ممسكاً السكين المستخدم فى الجريمة وتظهر عليه آثار الدماء، والتف حوله مجموعة من جيرانه لاستكشاف ما حدث، لكنه لا يبالى بأسئلة الجيران الذين حضروا عندما شاهدوه فى الشارع عقب تنفيذه الجريمة، وبعد عشرات الأسئلة يرد عليهم بصوت عال: «يا جماعة سيبونى فى حالى، أيوه قتلتهم عشان أستريح من شرهم، روحوا شوفوا جثثهم فوق».

جمال كان يجلس بجانب كشك السجائر ويقول لجيرانه يا جماعة حد طلب الشرطة ولا أروح أسلم نفسى فى القسم؟ بينما يصرخ أحد الجيران من شرفة منزل الضحيتين بقوله: «يا جماعة حد يجيب عربية فيه واحدة لسه فيها الروح عشان نلحقها بسرعة»، فيتحرك الجيران بإحضار سيارة ملاكى خاصة بأحدهم لنقل زوجة المتهم وتدعى «شيرين» 35 سنة إلى المستشفى لإسعافها، ونجح الجيران فى إنقاذها من موت محقق بسرعة نقلها إلى مستشفى قصر العينى لإسعافها داخل غرفة الرعاية المركزة.

15 دقيقة مرت على الجريمة وحضرت قوة من قسم روض الفرج، مكونة من سيارة بوكس وسيارة ميكروباص يستقلهما رئيس المباحث ومجموعة من الضباط وأفراد الشرطة، وعندما سمع المتهم صوت سرينة سيارة الشرطة وقف من مكانه حتى وصل أفراد القوة إليه، قال موجهاً حديثه لضابط المباحث الذى اقترب منه عندما شاهده ممسكاً بالسكين وملابسه ملطخة بالدماء «يا باشا أنا دبحت حماتى وضربت مراتى بالسكين ده»، تحفظت الشرطة على المتهم داخل سيارة الشرطة، وصعد أفراد القوة إلى الشقة لمعاينة مسرح الجريمة وعثر على جثة حماة المتهم وتدعى نفيسة سليمان سيد، 75 سنة، ملقاة على الأرض وسط بركة من الدماء وبها ذبح فى الرقبة وعدة طعنات فى البطن والصدر، بينما كشفت التقارير الطبية أن الضحية الثانية وهى زوجة المتهم، وتدعى شيرين هاشم سعيد، 35 سنة، موظفة فى وزارة الزراعة، بها 4 طعنات فى الصدر و3 طعنات فى اليدين، أدت لإصابتها بنزيف ونقلت على أثرها للمستشفى عقب دخولها فى غيبوبة وأجريت لها الإسعافات حتى استقرت حالتها بعد تدخل الأطباء لإسعافها.

تحفظت القوات على مسرح الجريمة وأخطر المستشار مازن يحيى، المحامى العام الأول لنيابات شمال القاهرة، بالواقعة، فانتقل المستشار أحمد هانى، مدير نيابة حوادث شمال القاهرة، إلى مكان الحادث وأجرى معاينة لمسرح الجريمة وتبين وجود كمية من الدماء فى صالة المنزل وغرفة النوم ووجود آثار دماء على جميع الأبواب بالشقة، وعثر على جثة الضحية الأولى ملقاة على الأرض بها قطع طولى فى الرقبة يتجاوز 15 سنتيمتراً و6 طعنات فى الصدر وطعنتان فى البطن، وعقب انتهاء المعاينة قررت النيابة، بإشراف المستشار أحمد عزت، رئيس نيابة حوادث شمال القاهرة، انتداب الطب الشرعى لتشريح جثة الضحية الأولى لبيان أسباب الوفاة، كما انتقل مدير النيابة إلى المستشفى لسماع أقوال زوجة المتوفى، لكن سوء حالتها الصحية حالت دون ذلك بعدما أوصى الأطباء بتأجيل استجوابها بسبب حالة الإعياء الشديدة التى تعانيها المجنى عليها الثانية.

جلس 15 دقيقة بجانب كشك سجائر حتى وصول المباحث لتسليم نفسه وقال: «السكين أهه والجثث فوق»

«يا باشا أنا زهقت من حماتى ومراتى وقررت أتخلص منهم عشان أرتاح، والنهارده رجعت البيت بعد ما سبت المحل ودخلت المطبخ جبت السكين وحطيتها فى شنطة بلاستيك وطلعت على بيت حماتى ودبحتها ولما مراتى حاولت تهرب ضربتها بالسكين»، بتلك الكلمات بدأ المتهم سرد تفاصيل الجريمة فى محضر الشرطة، قائلاً إنه خطط للجريمة قبل تنفيذها بقرابة 4 أيام، بعدما يئس من تصرفات زوجته التى أقامت ضده قضية خلع لضم حضانة أبنائهما، وأنه عرف تفاصيل تلك القضية من مُحضر المحكمة الذى أبلغه بأن زوجته أقامت دعوى خلع ضده بسبب استحالة العشرة بينهما، وبعدها حاول الاتصال بها من أجل معاتبتها إلا أنها رفضت الرد على الهاتف خلال الفترة الموجودة فيها فى منزل والدتها.

حد يطلب الشرطة قال شهود العيان فى تحقيقات النيابة إنهم فوجئوا بالمتهم يقف فى الشارع ويصرخ ويقول: «عاوز حد يطلب الشرطة عشان خلصت على حماتى ومراتى»، عقب تنفيذه للجريمة؛ فأسرعوا إليه عقب تلك الكلمات ليجدوا ملابسه ملطخة بالدماء وبعدها عثروا على جثة الضحية الأولى داخل منزلها وإنهم تمكنوا من إنقاذ زوجته من الموت بسرعة نقلها إلى المستشفى. وأضاف الشهود أن الخلافات بين المتهم وزجته كانت قائمة منذ عدة سنوات وتدخل الأقارب أكثر من مرة للصلح بينهما حتى تطورت الأمور بينهما إلى لجوء الزوجة إلى إقامة دعوى خلع وضم أبنائهما

«أنا متزوج من 9 سنين وعايش فى عذاب بسبب تصرفات زوجتى ومضايقاتها المستمرة، وإصرارها على العمل بحجة إنها موظفة»، بتلك الكلمات استكمل المتهم اعترافه أمام المباحث والأسباب التى دفعته للتخلص من حماته وإصابة زوجته بالسكين، مضيفاً أنه طلب من حماته إقناع ابنتها بالحفاظ على زوجها وتلبية طلباته بالجلوس فى المنزل لرعايته حتى يتمكن من متابعة مهام عمله فى محل الملابس الخاص به، إلا أنه فوجئ برفضها، قائلة له: «لو مش عاجبك طلقها شغلها أهم منك»، وبعدها بقرابة 6 أيام أقامت زوجته دعوى خلع ضده، الأمر الذى ساهم فى إشعال الخلاف بينهما وكان بمثابة «صب الزيت على النار»، وعقب علم المتهم أسرع إلى البيت وأمسك بالسكين وتمكن من ذبح حماته وإصابة زوجته بعدة طعنات فى مختلف أنحاء الجسد.

على مدار 4 ساعات كاملة اعترف خلالها المتهم بتفاصيل جريمته أمام فريق المباحث، الذى أشرف عليه اللواء عبدالعزيز خضر، مدير المباحث الجنائية، وتلاها تحرير محضر بالواقعة، أحاله اللواء خالد عبدالعال، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة، إلى النيابة لمباشرة التحقيات مع المتهم بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى