الأخبار

السلبية.. صورة كئيبة

 

69

 

في أحلام فترة النقاهة التي كتبها نجيب محفوظ وتسرد خواطر من حياته كتب مقالًا بعنوان «السلبية.. صورة كئيبة» يقول فيه:

المواطن الصالح غائب إلا فيما ندر، لا فرق في ذلك بين من ينتمون للشعب ومن ينتمون للسلطة، فالناس في مجتمع واحد وزمن واحد وحدة واحدة بصفة عامة.

ومن عيوبنا البارزة اليوم التي لا تخفى على أحد السلبية وضعف الانتماء والنفاق وذبول النزاهة.

الجمهور يتفرج ولا يبالي، حتى حق الانتخاب، لا بتعتيم مشواره القصير، ولا بكاء يهمه من وطنه إلا نفسه أو أسرته، ويتخذ من النفاق وسيلة للسلامة وبلوغ المقاصد، ويتناسى الإخلاص في العمل، فالغش البسيط سلوكه اليومي، ولا يتورع عن الغش المركب فيحاول استيراد أغذية ملوثة بالإشعاع، أو يوزع أطعمة فاسدة أو يؤجر عمارة لا تلبث أن تنقض على ساكنيها.

وأيضًا للمنتمين إلى السلطة سلبيتهم، فعادة لا ينضبطون إلا حين وقوع الكارثة أو حضورها، وهم ينافقون من فوقهم من تحتهم، وقد يرتشون أو يقبضون العمولات أو يتاجرون بأقوات الشعب، ويتحركون وكأنهم أسياد الشعب لا خدامه وأجراؤه، ويثبن فوق القانون وهم يتغنون بسيادته، ويعدون خير الوطن من أرض ووظائف وقفًا عليهم وعلى أبنائهم وذويهم.

صورة كئيبة ولكنها صادقة بصفة عامة ولن يغيرها قلة صادقة عاملة مجتهدة، ولو أن ما حل بنا هو من صميم طبيعتنا ولوجب أن نفنى أو ننتحر لكنها حال من ظلماتها منتصرة قوية.

 

فيتو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى