مرسى وفلافيو وجوزيه

32

 

الاعتراف بالفشل أول طريق النجاح، ولابد أن يعترف أى فرد بالخطأ أو الفشل، حتى يستطيع أن يحقق النجاح، فلا يمكن أبدا أن يصارحك الجميع بالفشل والإخفاق وتضرب بكلام الناس عرض الحائط وتتجاهل النصائح وتتحلى بالكبر والغرور، وإذا استمعت فقط لصوتك أو أصوات مؤيديك فهو استمرار للفشل، ولا أعلم لماذا يكابر أصحاب القرار ولا يعترفون بالأخطاء حتى يتم تفاديها؟

الموضوع أشبه بمريض تيقن وعلم جيدا أنه صاحب مرض وعلة، ومع ذلك رفض نصيحة الأطباء، فماذا تكون النهاية؟ سيدفع وحده الثمن لأن المرض سيقضى عليه، ومع حلول عام كامل على تولى د. محمد مرسى رئيس الجمهورية أمر الوطن بعد ثورة عظيمة قفز فوقها الجميع لتسقط بهم للنقطة صفر.

فالعام الأول للرئيس لم يحقق أهداف الثورة ولا أى أهداف، سواء كانت شعبية للمواطن العادى الذى طالب فقط بشعار «عيش – حرية – عدالة اجتماعية» ولا حتى بأهداف حزب الرئيس مشروع «النهضة» الذى يتجلى فى إثيويبا، فالعدل يقول إن المرحلة صعبة للغاية ويقول أيضاً إن الأوضاع أصبحت أكثر صعوبة وإن أحاديث «الصحاف» عن البناء والتعمير والتقدم وتوفير مليارات الدولارات ما هى إلا حبوب مهدئة للشعب، حتى لا يصحو من غفلته.

وكمواطن عادى استشعر القهر والعيشة المرة والظلم والتمكين والتعيين والتوظيف لحزب الإخوان بدلاً من الحزب الوطنى و«الطوابير» امتدت من طوابير العيش لتشمل طوابير البنزين ليس فقط 80 بل و92 وكمان 95 ويا ليت أيا منها موجود، والطريف وسط الأزمة أن وزير البترول يخرج ليقول لنا «الناس بترمى البنزين فى الصحراء» يا أخى اتكسف بقى.. واشعر بالمسئولية.

والطريف أيضاً أن حلول العام الأول فى الرئاسة للرئيس مرسى ذكرنى بالعام الأول لفلافيو فى النادى الأهلى، اللاعب فشل فى عامه الأول مع الفريق فى تحقيق أى أهداف لكن جمهور الأهلى تمسك به ورفض رحيله لأنه رأى أن اللاعب يفعل ما عليه فى الملعب من أجل ناديه، الأول تمسكت به الجماهير دون أن يسجل أى هدف يثبت به أنه يمتلك شيئا ما حتى برهن اللاعب فى العام التالى على وجهة نظر الجماهير وبرهن لهم فعلياً على قدراته وحقق كل آمالهم ورحل عن النادى والجماهير تعشقه وتحبه وتهتف باسمه حتى الآن، وسطر اسمه فى تاريخ الرياضة المصرية والأفريقية وكسب الرهان والمقارنة ليست ظالمة.

أما الرئيس مرسى مع عامه الأول فلم يحقق أى أهداف والأمر هنا مختلف، الجماهير أشهرت الكارت الأحمر فى وجهه بعد العام الأول، لأنها لم تجد فيه الأمل أو المهاجم الذى سيحقق أحلامهم بتسجيل الأهداف ليشجعوه ويلتفوا حوله، ورفضهم لاستمراره يؤكد أنهم يرفضونه ليس لأنه لم يحقق أى هدف فى عامه الأول ولكن لأنه لم يقدم أى كرامات تجعلهم يتمسكون به ويطالبون باستمراره. هذا هو الفارق بين مرسى وفلافيو كلاهما لم يحقق أى أهداف فى الموسم الأول، لكن الأول لم يحقق أهدافه ويعترف فى خطابه بالسلبيات ولم يشعر الجماهير بأنه قائد الفريق المنتظر وهو هنا «قرين» البرتغالى مانويل جوزيه، فهو الآخر يحقق أهدافا فى مكان بعينه ولا ينجح سوى فى بيئة واحدة هى الأهلى، فشل فى الدورى السعودى والإيرانى ومع المنتخب الأنجولى، لذا عاد مرة أخرى للجلوس فى منزله ولم يتلق أى عروض تدريبية، لأنه مدرب لا يمتلك مقومات النجاح إلا فى فريق «فصيل» واحد، وكذلك محمد مرسى قد يكون ناجحا مع فصيل واحد فقط، وهو فصيل الإخوان ولكن مصر أكبر من ذلك الفصيل وليست كلها فصيلا واحدا، ومن أراد أن يحكم مصر يجب أن يكون رئيساً لكل المصريين وكل التيارات والحركات ولا يكفيه فقط أن تكون كل مقوماته أنه إخوانى فقط، كما أن جوزيه لم يشفع له أنه نجح مع الأهلى فقط وفشل مع باقى الفصائل فكانت النهاية الجلوس فى المنزل

 

الوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى