الإخوان مرضت ولم تمت

تساءلت صحيفة ” يو اس أيه تودى” الأمريكية عما إذا كانت جماعة الإخوان ماتت أم أنها مرضت فقط , وقالت الصحيفة إن كل المؤشرات والشواهد السابقة تؤكد أن الجماعة لم تمت.
وأضافت أن حل الجماعة ومنع أنشطتها فى مصر، لا يعنى على الإطلاق أنها لن تعمل , فقد تعودت الجماعة على العمل السري تحت الأرض . وأشارت إلى أن الجماعة غالبا ما تعقد اجتماعاتها في أماكن متواضعة فى مثل هذه الظروف ، مكتب محامي أوعيادة طبية أو منزل أحد الأعضاء , ولا تدوم الاجتماعات إلا لمدة ساعة أو ساعتين فقط قبل أن يتفرقوا .
ونقلت الصحيفة عن “خالد ماتي” ، وهو عضو في حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان قوله:” لدينا مكاتب خاصة لا أحد يعرفها نجتمع بها
وفي بعض الأحيان نحن نجتمع في بيوتنا لتقرر ما نحن بصدد القيام به.
وقالت الصحيفة :” منذ سنة واحدة ، كان الإخوا القوة السياسية الأقوى في مصر ، حيث سيطر مرشحوها على البرلمان ، وفاز مرشحهم فى انتخابات الرئاسة ، و سيطروا على كتابة الدستور الجديد العام الماضى.
واليوم أصبحت الجماعة وحزبها محظورا ، ويتم سجن الآلاف من كبار أعضائها. وأصبح الرئيس “محمد مرسي” بمعزل عن العالم الخارجي منذ عدة أشهر ، وتم إغلاق صحف الإخوان.
وبالطبع ستبدأ جماعة الإخوان فى التحرك مرة أخرى تحت الأرض ، كما كان الوضع على مدى عقود ماضية.
وحسبما يرى الخبراء والمحللون فإنه مهما تعرضت الجماعة للقمع ، فإن ذلك قد يضعفها ولكن لن يقضى عليها, فهذه الجماعة لديها شبكة اجتماعية راسخة ولها تاريخ طويل فى العمل السرى وتنشط فى مثل هذه الظروف.
ويقول “خليل العناني” ، وهو زميل بارز في معهد الشرق الأوسط في واشنطن :” هذا ليس شيئًا جديدًا بالنسبة لهم “، ويمكن أن يتكيفوا مع هذا ” .
والمعروف أن الجماعة تشكلت في عام 1928 باعتبارها والحركة المؤيدة للقيم الإسلامية المعادية للغرب ، وواجهت القمع على مدى عقود من قبل الحكومات العسكرية في مصر وسجن الأعضاء و تعرضوا لمضايقات ، حتى بعد تورط الجماعة الإسلامية المقربة من جماعة الإخوان في اغتيال الرئيس المصري أنور السادات في عام 1981 .
ولكن بعد ثورة عام 2011 ضد الرئيس حسني مبارك التي أدت إلى الإطاحة به من قبل الجيش ، خرج الإخوان إلى النور وأطلق سراح أعضاء الجماعة من السجون ، وأعدوا أنفسهم للانتخابات التى اكتسحوها.
وفى 3 يوليو الماضى تم الإ×طاحة بالرئيس محمد مرسى عن طريق الجيش المدعوم بتأييد شعبي ، ومنذ ذلك الحين، تم قتل المئات من الجماعة على أيدي قوات الأمن.
وقال “شادي حامد” ، مدير الأبحاث في مركز بروكنجز الدوحة أن ” الجيش المصري لا يريد فقط إلحاق الضرر بالإخوان ” ولكنه يريد القضاء على الإخوان كقوة سياسية واجتماعية في البلاد . ”
وأوضحت الصحيفة أن الجماعة تعانى بقوة حاليا ، حيث تضررت على مستوى التواصل بين الأعضاء وتراجع الانضباط التنظيمي ، وهناك مؤشرات على عدم التواصل واللامركزية بسبب التحديات فى الاتصالات الداخلية وهروب بعض القادة وسجن آخرين.
فقد رفض “خالد ماتى” الذي يعمل فى المكتب الإعلامى لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان إجراء مقابلات مع صحف أمريكية قائلاً إنه لم يكن المتحدث الرسمي ، وعندما تحدث كان متحفظا.
وقال إنه عادة ما يحصل على أوامره عن طريق البريد الإلكتروني أو الهاتف من قادة خارج البلاد ,وقال إن المعلومات التي يتلقاها كثير من الأحيان تكون مرتبطة بمواعيد تنظيم المظاهرات والاحتجاجات.
ويرى” العنانى” أن هناك هدفا آخر للاحتجاجات هو الحفاظ على التضامن والدعم بين قادة الحركة وتوحدهم حول عدو مشترك ,وأضاف أن الجماعة تسعى حاليا لتقليل الأضرار بقدر المستطاع خصوصا عندما يتعلق الأمر بالبنية التحتية الاجتماعية للجماعة ، لأنه في النهاية يعتبر حقا شريان الحياة بالنسبة لها”.
وأكدت الصحيفة أن الحكومة تسعى لضرب البنية التحتية للجماعة عبر مصادرة مواردها وممتلكاتها وتدمير الأنشطة الاجتماعية المتنوعة التى أكسبت الجماعة شعبيتها السياسية.
ومع ذلك يرى “ستيفن بروك” الذى يعد رسالة الدكتوراة في جامعة “تكساس اوستن” حول الخدمات الطبية الخيرية الإسلامية في مصر ، أنه سيكون من الصعب القضاء على الأنشطة الاجتماعية للإخوان لأن المبادرات والأعمال الاجتماعية غير الرسمية من المرجح أن تستمر,و أـضاف أن المستشفيات التابعة للإخوان تتعامل مع مليون حالة فى العام الواحد وفقا لأرقام 2011.
كما أن لديهم طلاب فى الجامعات ونشطاء يستطيعون التحرك بسهولة.
وقال شريف أبو المجد ، وهو مهندس بارز و مسؤول فى المستوى المتوسط فى الجماعة أن هناك من يبحث عن حل مع الجيش من شأنه أن يسمح للإخوان باستئناف بعض النشاط السياسي ، وهناك الكثير من الوسطاء يحاولون إخراجنا من هذه الفوضى “.
وختمت الصحيفة بأنه رغم وجود بعض المحاولات لإجراء حوار مع الاخوان ،إلا أن المضايقات المستمرة والملاحقات الأمنية التى جعلت قادة الإخوان يغقلون هواتفهم أو يغيرونها ، ربما تحول دون نجاح المهمة.
وبالتالي فإن احتمالات أن جماعة الإخوان ستشارك في خطط الحكومة المعلنة للانتخابات البرلمانية المقبلة والرئاسية آخذة في التناقص .