بالصور| كبار السن أمام اللجان
يظهرون كجبلٍ فشل الزمان في دكه، لم تحرجهم تجاعيد ارتسمت على وجوههم أو عكازاتٍ خشبية استندوا عليها ليقاوموا شيخوختهم، حضروا إلى لجان الاقتراع رغم كبر سنهم وضعف قوتهم البدنية، لكي يشاركوا في صنع مستقبل ربما لن يسعفهم القدر حتى يجنوا ثماره، إلا أنهم قرروا أن يهدوا الحياة الآمنة بكل ما فيها لأبنائهم ليكتمل مشوار العطاء الذي امتد لما يزيد عن نصف قرن أو أكثر.
لم يكن كبر السن عائقًا أمام عدد كبير من المواطنين الذين اصطفوا باللجان الانتخابية، في أول أيام المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، من بينهم السيدة الثمانينية نوال غازي، التي اتخذت من “عكازها” سندًا لها أثناء ذهابها لمقر لجنتها بمدرسة الأورمان الثانوية بنات بالدقي، بعدما دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي المواطنين في خطابه أمس للمشاركة في الانتخابات وخاصة المرأة، قائلة “أنا جيت تلبية لدعوة السيسي، وكله إلا السيسي، أنا بحبه جدا وده راجل طيب أوي، وبيحب البلد بجد، وعايز مصلحتها، وعلشان كده لازم نساعده”.
وبوجه بشوش ترتسم الابتسامة على وجهها رغمًا عن التجاعيد التي انتشرت به، أوضحت السيدة الثمانينة أنها بادرت بالذهاب إلى لجان الاقتراع لرغبتها في اختيار أشخاص أصحاب سيرة ذاتية محترمة ووجة نظر مستقبلية لمصر تساعد على ازدهارها، ولمنع عودة الإخوان مرة أخرى.
ومن أجل السبب مستقبل الشباب، قررت السيدة الخمسينية فايزة القليوبي، التي سعت لاختيار مرشحين تعبر عن قناعاتها ومتأكدة من حسن سيرتها الذاتية التي من شأنها أن تحقق الخير لمصر وشبابها وتقدم الخدمات التي تحتاجها الدائرة.
بينما حرصت السيدة وجيهة فؤاد على الاقتراع في وقت متأخر بعد غياب حرارة الشمس عن سماء الدقي، للتصويت لصالح مرشحيها الذين تابعتهم على مدار فترة الدعاية الانتخابية، للتأكد من حسن برامجهم الانتخابية للدائرة، وتخلت عن اصطحاب أولادها معها للاقتراع “أولادي مرضيوش يجوا علشان مش مقتنعين ولا عاجبهم الانتخابات”.
فيما حاول طارق المنسي التغلب على عدم قدرته على الوقوف لمدة طويلة بإحضار “كرسي محمول” معه إلى اللجنة بجانب “عكازة” لظنه وجود طوابير من الناخبين، إلا أنه فوجئوا بخلو اللجنة منهم، مؤكدًا أنه جاء للاقتراع لأهمية صوته في الانتخابات ولاختيار مرشحين نتيجة قناعاته، مبديًا تعجبه من غياب الشباب عن صفوف الاقتراع.
الوطن
