الأخبار

ننشر نص كلمة الرئيس عدلى منصور

119أكد الرئيس عدلى منصور في كلمته اليوم بمناسبة الاحتفال بعيد العمال أن قيمة الانسان تقدر بما يقدمه من خدمة لمجتمعه ووطنه وامته.

وقال في كلمته :”أتحدث إليكم اليوم.. في يوم الاحتفال بعيد العمال.. يوم تكريم السواعد المنتجة.. والعيون اليقظة.. والأيدي الخشنة.. التي يحبها الله ورسوله (ص) .. نحتفل معا بعمال مصر الذين يمثلون قاعدة الوطن.. أساسه لبناء متين.. من يساهمون إسهاماً مباشراً في منح هذا الوطن القدرة على أن يكون قراره مستقلاً.. من يشاركون في أن يكون وطنهم قادرا على تحقيق الاكتفاء الذاتي .. بل وعلى التصدير إلى الخارج.. من يعملون ليل نهار لرفع شعار “صنع في مصر”.

إنَّ قيمة الإنسان تقدر بقيمة ما يؤديه من خدمة لمجتمعه ووطنه وأمته.. والعمال ركيزة أساسية لبناء المجتمع.. وإغنائه بعوامل البقاء والاستمرار .. وتوفير متطلبات الحياة والعيش الكريم .. إنكم .. عمال مصر.. قطاع وطني هام.. مكون رئيسي في المجتمع.. قوة دافعة لنموه وازدهاره.. عملكم شرف.. وجهدكم مقدر.. وكما أوصت تعاليم ديننا الحنيف.. إن العمل عبادة .. فأخلصوا وأتقنوا في محراب العمل .. واعلموا أن وطنكم الذي ينتظر .. ثمرة جهودكم .. عملا دؤوبا .. وإنتاجا وفيرا .. يحرص على أن تكون حقوقكم دوما .. بإذن الله مصانة .. فتعمل الدولة لتوفير الغطاء التأميني اللازم لكم .. بشقيه الاجتماعي والصحي I.. وبما يضمن حياة كريمة لكل العمال في هذا القطاع العريض.

الإخوة والأخوات .. شعب مصر العظيم..

إن مصر في أعقاب ثورتين شعبيتين في أمس الحاجة لكل جهد مخلص .. لكل حبة عرق .. لكل ساعد ينتج.. ويتقن عمله.. فالمرحلة المقبلة هي مرحلة البناء من أجل الوطن، ويلزم أن نشارك فيها جميعاً.

فمنذ حقبة الستينيات .. وما شهدته من طفرة صناعية حقيقية.. لم تعرف مصر خطة اقتصادية طموح .. منظمة وقابلة للتنفيذ.. تستهدف تغيير وتطوير هيكل الإنتاج في مصر .. وتحويل اقتصادنا من اقتصاد ريعي .. يواجه عواصف الظروف .. واختلاف المتغيرات .. إلى اقتصاد إنتاجي .. راسخ وقوي .. قادر على المنافسة .. جودةً وسعراً .. إن حقبا طويلة مضت.. لم تشهد تدشين قواعد صناعية.. تتوسع في الصناعات الثقيلة .. الحديد والصلب .. الألومنيوم .. السيارات .. فضلاً عن العزوف عن اقتحام الصناعات التكنولوجية والالكترونية.. التي باتت تمثل سوقا عالمية ضخمة .. تحمل في طياتها فرصا لا حدود لها .. وذلك على الرغم من وجود نواة صناعية وخبرة مصرية .. يمكن استثمارها والبناء عليها.. إن اقتصادنا يحتاج إلى طفرة حقيقية .. تطور قطاع الصناعة المصرية .. وترتقي به إلى مصاف القطاعات المناظرة .. في الدول التي بدأت نهضتها الصناعية مع مصر .. في خمسينيات القرن الماضي .. وأضحت الآن في مصاف الدول المتقدمة اقتصاديا.. بفضل سواعد عمالها .. والنهوض بقطاعها الصناعي.

أقدر أن المرحلة المقبلة ينبغي لها أن تشهد تقاسماً للجهد المبذول من أجل رفعة هذا الوطن .. على أن تكون المسئولية الواجبة موزعة على كافة قطاعات المجتمع .. وفي القلب منها .. العمال .. ركيزة التقدم لهذا الوطن .. إذ أن الصناعة مثلت وما زالت .. نواة التطور الاقتصادي .. ولقد أدركت مصر هذه الحقيقة منذ خمسينيات وستينيات القرن الماضي .. فشهدت هذه الحقبة تدشين الصناعات الثقيلة بالتعاون مع الاتحاد السوفيتي السابق .. ولأن الصناعة ستمثل قاعدة البناء الاقتصادي لمصر الجديدة .. فإن الدولة تحرص على تنمية وتطوير القلاع الصناعية القديمة .. بالتعاون مع الدول الصديقة التي بدأنا معها تدشين هذه القاعدة الصناعية وغيرها.. لنُحَصِّلَ ما فاتنا من ركب النمو والتقدم .. ولنحقق الرفاهية والرخاء لمجتمعنا.. ولقد تجلت أولى خطواتنا نحو اقتحام مجال الصناعات التكنولوجية وعلوم الفضاء .. من خلال التعاون العلمي المصري – الروسي لتصميم وتصنيع القمر الصناعي المصري الجديد “إيجبت سات 2” .. الذي سيُستخدم، ضمن جملة أمور أخرى، في أغراض التنمية والزراعة والتخطيط والرصد المبكر للسيول.

وجنباً إلى جنب مع المشروعات العملاقة .. التي تمثل قاطرة الصناعة .. يتعين إيلاء قدرا أكبر من الاهتمام للمشروعات الصغيرة والمتوسطة .. نظراً لدورها الحيوي في تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية .. فضلاً عن قدرتها علي تحقيق تنمية اقتصادية متكاملة.. متوازنة ومستدامة .. وتوفير فرص العمل والحد من مشكلة البطالة .. فمن خلال تكلفة رأسمالية منخفضة نسبياً .. تساهم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في زيادة الناتج القومي.. بما ينعكس علي تحسين ميزان المدفوعات من خلال التأثير الإيجابي علي الصادرات .. فضلاً عن حدها من الاستيراد لمكونات الإنتاج والمواد الأولية .. باعتبار أن جانباً من إنتاجها يمثل مدخلات للمشروعات الكبرى .. إضافة الي قدرتها علي تحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة نتيجة لسهولة اِنتشارها الجغرافي.

الإخوة والأخوات..

عمال وعاملات مصر الأوفياء ..

أود أن يكون حديثي معكم اليوم .. حديث المكاشفة والمصارحة .. فكما تعلمون يمر قطاع الطاقة في مصر .. بأزمة لمسنا جميعا تأثيرها السلبي وتداعياتها على حياة الأسرة المصرية .. وعلى قطاع الصناعة بوجه عام .. حيث توقفت العديد من المصانع عن العمل .. مما أثر سلبا على مستوى دخول العمال .. واِنعكس في ارتفاع أسعار السلع التي كانت تنتجها.. ولاسيما صناعة الأسمنت .. وما يرتبط بها من تداعيات سلبية على قطاع التشييد و البناء.. أحد أهم قطاعات الاقتصاد المصري.

 

 

 

صدى البلد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى